icon
التغطية الحية

باستثناء فئات محددة.. "الأغذية العالمي" يعلن انتهاء المساعدات الغذائية في سوريا

2023.12.04 | 12:05 دمشق

xcv
سيواصل برنامج الأغذية العالمي مساعدة بعض الحالات التي حددها في بيان
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة موعد انتهاء برنامج مساعداته الغذائية العامة في جميع أنحاء سوريا، بسبب النقص الحاد في التمويل، في حين سيواصل المساعدات الغذائية الطارئة فقط لفئات محددة، ليكون هذا القرار بمثابة التخفيض السابع منذ انطلاق عمل البرنامج في سوريا والأكبر من نوعه.

وفي بيان حصل تلفزيون سوريا على نسخة منه، عبّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن أسفه للإعلان عن انتهاء برنامج مساعداته الغذائية العامة في جميع أنحاء سوريا في يناير/كانون الثاني 2024 بسبب نقص التمويل.

وبحسب آخر تقرير صادر عن البرنامج في لشهر أيلول الفائت، بلغ عدد المستفيدين من المساعدات الغذائية العامة 3 ملايين و 219 ألف شخص في سوريا.

وأشار إلى أنّ برنامج الأغذية العالمي سيواصل دعم الأسر المتضررة من حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية في جميع أنحاء البلاد من خلال تدخلات طارئة أصغر وموجهة أكثر.

كما سيواصل برنامج الأغذية العالمي أيضاً مساعدة الأطفال دون سن الخامسة والأمهات الحوامل والمرضعات من خلال برامج التغذية، والأطفال في المدارس ومراكز التعلم من خلال برنامج الوجبات المدرسية، وكذلك الأسر الزراعية المدرجة في برنامج دعم سبل العيش. بالإضافة إلى ذلك، سيواصل البرنامج تدخلاته لدعم تعافي النظم الغذائية المحلية، مثل إعادة تأهيل أنظمة الري والمخابز.

وسوريا لديها سادس أكبر عدد من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في العالم، بحسب البرنامج ذاته. وتشير تقديرات برنامج الأغذية العالمي إلى أن 12.1 مليون سوري - أي أكثر من نصف السكان - يقعون في قبضة الجوع، ويواجه 2.9 مليون شخص آخرين خطر انعدام الأمن الغذائي - أي بزيادة قدرها 52% خلال عام واحد فقط. وتتدهور التغذية مع ارتفاع معدلات التقزم وسوء التغذية في بعض أنحاء البلاد.

ووفق البيان، أنفق البرنامج على مدى 12 عاماً من الحرب والأزمات، مليارات الدولارات وتم تسليم ملايين الأطنان من المواد الغذائية إلى ملايين الأسر. وعلى الرغم من أن الأمن الغذائي أصبح الآن أدنى من أي وقت مضى ورغم الانخفاض التدريجي في حجم الحصص الغذائية وقيمة القسائم الإلكترونية إلا أن البرنامج غير قادر على مواصلة تقديم الغذاء بمستوياته السابقة في خضم أزمة تمويل تاريخية خانقة سيكون لها عواقب لا توصف على ملايين الأشخاص، طبقاً للبيان.

وأضاف البيان: "على الرغم من أن الأمن الغذائي أصبح الآن أدنى من أي وقت مضى ورغم الانخفاض التدريجي في حجم الحصص الغذائية وقيمة القسائم الإلكترونية؛ إلا أن البرنامج غير قادر على مواصلة تقديم الغذاء بمستوياته السابقة في خضم أزمة تمويل تاريخية خانقة سيكون لها عواقب لا توصف على ملايين الأشخاص".

ويدعم برنامج الأغذية العالمي حاليًا أكثر من 300 ألف امرأة وفتاة حامل ومرضعة، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين، للوصول إلى الأطعمة الغنية بالمغذيات وتحسين نظامهم الغذائي في جميع المحافظات السورية الأربع عشرة، ويشمل ذلك دعم النساء بقسائم قيمة لتنويع وجباتهن الغذائية، وتحسين تناولهن للفيتامينات والمعادن، وتلبية احتياجاتهن الغذائية.
ويقدم برنامج الأغذية العالمي وجبات خفيفة مدعمة ووجبات طازجة ومساعدات غذائية من خلال القسائم الإلكترونية لأكثر من 460 ألف طالب. ويعد هذا الغذاء خطوة أساسية في المساعدة على تحسين صحة الطلاب وتغذيتهم، مع تحفيز أسرهم على الاستمرار في إرسالهم إلى المدرسة. 

وأوضح فريق "منسقو الاستجابة" أن القرار الأخير الصادر عن البرنامج لا يعني توقف المساعدات الغذائية بالكامل للسوريين المحتاجين، وإنما هو بمثابة تخفيض جديد سابع بسبب الفجوة الكبيرة بين التمويل والاحتياجات، حيث  تم تخصيص مبلغ أكثر من ملياري دولار خلال دورة التمويل الحالية للبرنامج من خلال مؤتمرات المانحين، إلا أن البرنامج لم يحصل على أكثر من 30.8% من إجمالي التمويل المطلوب

ولا تقتصر أسباب خفض المساعدات على العجز الكبير في التمويل فقط، بل إن ضربة مزدوجة تلقاها السوريون إلى جانب ذلك، حيث ارتفعت تكلفة سلة الغذاء التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي، وبلغت 938 ألف ليرة سورية في شهر أيلول، (110 دولارات أمريكية بسعر الصرف الرسمي) لأسرة مكونة من خمسة أفراد، أي بزيادة 13 بالمائة عن الشهر السابق. وتضاعفت التكلفة مقارنة بشهر يناير/كانون الثاني 2023، ثلاث مرات تقريبًا في غضون 12 شهرًا.

وطالب الفريق من كافة الجهات الدولية "العمل على زيادة الدعم المقدم للمدنيين في المنطقة، وخاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في المنطقة وعدم قدرة الآلاف من المدنيين تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء".

سلسلة تخفيضات تنتهي بتوقف المساعدات

وفي حزيران الماضي، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إيقاف مساعداته الغذائية لما يصل إلى 45 بالمئة من السوريين المحتاجين، بسبب "أزمة تمويل غير مسبوقة في سوريا"، وقرر البرنامج استمرار دعم 3 ملايين سوري فقط من أصل 5.5 ملايين كانت تشملهم المساعدات، ما جعل ناقوس الخطر يدق إزاء كارثة كبرى لا تقتصر على المجاعة فحسب.

وقال البرنامج في بيانه إن الحصص المقدمة للمستفيدين هي فعلياً نصف حصص غذائية وبالكاد تمكنهم من العيش عليها.

ورصد موقع تلفزيون سوريا 6 عمليات تخفيض على كميات الطعام في السلل الغذائية منذ عام 2020، وهو العام الذي انحدر فيه مبلغ الدعم الدولي لسوريا.

وحذّر البرنامج في بيانه من أن ارتفاع التكاليف التشغيلية لبرنامج الأغذية العالمي، والاحتياجات المتزايدة للناس، والنقص الحاد في التمويل لسوريا؛ يعني توقف الدعم الغذائي عن السوريين بحلول تشرين الأول القادم.

ودعا البرنامج الشركاء والجهات المانحة الرئيسية لتأمين 180 مليون دولار أميركي كحد أدنى بشكل عاجل، لتجنب هذه التخفيضات ومواصلة تقديم المساعدة الغذائية بمستواها الحالي حتى نهاية العام.

ويعيش السوريون حالة طوارئ بعد 12 عاماً من الحرب التي يخوضها نظام الأسد ضد الشعب السوري والتي مزقت البلاد وتسببت بنزوح وتهجير ولجوء نصف سكان سوريا، ثم تتالت على السوريين كوارث كجائحة كورونا والكوليرا والزلزال المدمر في شباط الفائت.

ويعيش أكثر من نصف السكان في شمال غربي سوريا على المساعدات الأممية وتلك التي تقدمها المنظمات المحلية، إلا أن الدعم الإنساني الذي تعهدت به الدول لسوريا، وصل منه 10% فقط في العام 2023، في حين يعيش ملايين السوريين تحت رحمة الفساد الذي تمارسه حكومة النظام السوري، مقابل رواتب حكومية للموظفين لا تزيد على 15 دولاراً شهرياً، وهو مبلغ لا يلبي احتياجات الأسرة لمدة أسبوع، وربع الاحتياجات الغذائية.

حتى قبل الزلازل المدمرة التي ضربت شمال غربي سوريا، كان 12.1 مليون شخص في جميع أرجاء البلاد في قبضة الجوع.

عملية شطب مستفيدين من المساعدات التي يقدمها البرنامج في سوريا لم تكن الأولى، لكنها الأكبر في تاريخ المأساة الإنسانية السورية، ففي خطوة مفاجأة عقب الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا، أعلن برنامج الأغذية العالمي تخفيض محتويات السلة الغذائية المقدمة للمحتاجين في شمال غربي سوريا، بدلاً من زيادة المساعدات الإنسانية للمنطقة المنكوبة من الزلزال، متذرعاً بما سماها أزمة نقص التمويل الحادة التي يعاني منها.

عمليات التخفيض في محتويات السلة الغذائية أو شطب مستفيدين من المساعدات التي يقدمها البرنامج ليست جديدة، بل تكررت 6 مرات خلال الأعوام القليلة الماضية.

يب

موقع تلفزيون سوريا راقب عن كثب الخطوات التي اتخذها برنامج الأغذية العالمي في منطقة شمال غربي سوريا منذ مطلع العام 2020 وحتى دخول القرار الأخير للبرنامج حيز التنفيذ في مطلع تموز القادم، ورصد الموقع خفض البرنامج محتويات السلة الغذائية 6 مرات، كما شطب البرنامج مستفيدين من المساعدات التي يقدمها مرتين، بالإضافة لتخفيض قيمة القسيمة النقدية التي يسلمها لبعض المستفيدين عوضاً عن السلة الغذائية مرة واحدة.

في تلخيص لأبرز التغييرات التي طرأت على محتويات السلة الغذائية خلال عامين ونصف لوحظ إزالة البرنامج لمكونات أساسية من السلة الغذائية مع إبقائه على مكونات أخرى تعتبر أقل أهمية بالنسبة للأسر المحتاجة.

حيث كانت أبرز التخفيضات هي:

إلغاء مادة الفاصولياء البيضاء من محتويات السلة بعدما كانت 6 كغ مطلع 2020

إلغاء مادة البرغل من محتويات السلة بعدما كانت 15 كغ مطلع 2020

تخفيض كمية الزيت النباتي من 8 إلى 4 ليتر.

تخفيض كمية الأرز من 15 إلى 8 كغ.

تخفيض كمية السكر من 6 إلى 4 كغ.

تخفيض كمية العدس الأحمر من 6 إلى 3 كغ.

تخفيض كمية الحمص من 6 إلى 2 كغ.

في حين أبقى البرنامج على كميات الملح 1 كغ، والطحين 15 كغ على حالها، وتجدر الإشارة إلى أنها مواد منخفضة السعر في الأسواق المحلية.

وأوضح فريق منسقو استجابة سوريا أن "التخفيض الأخير لا يتناسب مع تقييم الاحتياجات الإنسانية الخاصة بالمنطقة، ما يظهر العشوائية في اختيار المواد المخفّضة". كما أشار الفريق إلى أن التخفيض حدث في ظل تأثر المنطقة بالزلزال، وعدم الأخذ في الاعتبار الحاجة الملحة إلى تأمين الغذاء. للاطلاع على كامل التقرير من: الرابط.