icon
التغطية الحية

انقلابات العسكر من الاستقلال إلى "البعث" في كتاب "الجيش والسياسة في سورية"

2023.01.02 | 14:01 دمشق

سياسة
"الجيش والسياسة في سورية"
إسطنبول- تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

"الجيش والسياسة في سورية (من 1946 إلى 1963).. التحالفات والصراعات والتصفيات"، كتاب يصدر قريباً عن دار "ميسلون" للثقافة والنشر والترجمة للباحثة السورية خلود الزغيّر.

يرصد الكتاب الذي جاء في 164 صفحة العلاقة بين المؤسستَين السياسية والعسكرية في سوريا، منذ الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي عام 1946 وحتى انقلاب "البعث" العسكري (في الـ8 من آذار 1963) من دون إغفال الإضاءة على فترة الانتداب الفرنسي وأثرها في المرحلة المدروسة، والتي تشكّل خلالها معظم الأحزاب السياسية ونواة الجيش السوري بعد الاستقلال.

ومن خلال تسليط الضوء على مرحلة التأسيس، سيتمكن القارئ من فهم طبيعة العلاقة بين الجيش والسياسة في المراحل اللاحقة، بوصفها إشكالية قديمة- حديثة، ليس من حيث تسيّس الجيش فحسب، بل من حيث سعيه أيضاً في سنوات الأربعينيات والخمسينيات لاستلام الحكم أكثر من مرةٍ، والتدخل في القرار السياسي وعدم خضوعه في كثيرٍ من الأحيان للحكومة المنتَخبة والانقلاب عليها، ثم انتقاله في سنوات الستينيات من جيشٍ منقسمٍ سياسياً وأيديولوجياً إلى جيش عقائدي عمل على عسكرة الحزب، وتشارك معه السلطة والثروة والامتيازات.

نجح حافظ الأسد في تثبيت حكم رئاسي قوي، وجعل مفاصل السلطة في يده حين تسلم قيادة مراكز السلطة الثلاثة في سوريا: الحزب كأمين عام له، وتعيين وعزل الحكومات، وقيادة القوات المسلحة والجيش الذي أصبح بعثياً.

وتعتمد الزغير في دراستها على مصادر نوعية كالوثائق والمذكرات وخطابات رجال السياسة والعسكر آنذاك، إلى جانب مجموعة من الدراسات التي تناولت العلاقة بين الحقلَين السياسي والعسكري في سوريا خلال تلك المرحلة، كأعمال المؤرخ هاشم عثمان، والباحث السياسي والاقتصادي كمال ديب، والمستشرق الهولندي نيكولاس فاندام وغيرهم.

كما تجري الباحثة في كتابها مقاربة سياسية واجتماعية واقتصادية لبنية النخب السياسية وخطاباتها، ونمط ممارساتها عبر ربطها بالسياقات التاريخية الداخلية والخارجية في آن واحد، وبالاستناد إلى الوثائق والمذكرات والخطابات التي سمحت بربط القراءة التاريخية والسياسية والاجتماعية للباحثين في هذه المرحلة مع القراءات الشخصية للفاعلين أيضا، مما ساعد على إبراز دور الفاعلين في الحوادث، والسماح بفهم أفضل لخياراتهم.

العسكر والسياسة في عصر "آل الأسد"

وبعد تشريحها بشكل مفصل لبنية النخب السياسية والعسكرية في الساحة السورية في مرحلة ما بعد الاستقلال، والمرور على مختلف تفاصيل الانقلابات العسكرية والتغيرات التي شهدتها سوريا؛ تبيّن الباحثة في ختام كتابها أنه منذ السبعينيات "تلاشى الخط الفاصل بين المؤسسة السياسية والمؤسسة العسكرية من حيث كونهما مؤسستين متنافستين على السلطة ومختلفتين أيديولوجياً وطبقياً، كما كان الوضع بعد الاستقلال.

إذ نجح حافظ الأسد في تثبيت حكم رئاسي قوي، وجعل مفاصل السلطة في يده حين تسلم قيادة مراكز السلطة الثلاثة في سوريا: الحزب كأمين عام له، وتعيين وعزل الحكومات، وقيادة القوات المسلحة والجيش الذي أصبح بعثياً.

وهو ما قاد في النهاية إلى سيطرة مؤسسة الرئاسة المدعومة من التحالفات المدنية العسكرية، والأتباع والأقارب الذين تسلموا القيادات الأمنية والعسكرية، وكذلك من التحالف مع البرجوازية السنية المدينية وخاصة الدمشقية، على المجتمع بأكمله.

سيرة..

خلود الزغيّر، باحثة اجتماعية سورية مقيمة في باريس. درست علم الاجتماع في جامعة دمشق، ثم انتقلت إلى باريس في عام 2007، حيث حصلت على شهادة الماجستير من قسم اللغات في جامعة السوربون الجديدة باريس 3 (عام 2009)، ثمّ حصلت على شهادة الدكتوراه (عام 2017) في علم الاجتماع من الجامعة نفسها.

عملت الباحثة معيدة في جامعة دمشق خلال عامَي 2005 و2007، ونشرت مجموعة من المقالات والدراسات في مراكز البحوث والصحف والمواقع الإلكترونية تتعلق بالوضع السوري، وتحديدًا مسألة الخطاب السياسي ومؤسسة الجيش السوري ومسألة الهوية. ترجمت العديد من البحوث والمقالات من الفرنسية إلى العربية، ولديها ثلاث مجموعات شعرية طُبعت على التوالي في سورية ولبنان وفرنسا.