icon
التغطية الحية

انتقادات متزايدة لتصريحات داليا أحمد العنصرية بحق السوريين والأمم المتحدة ترد

2022.07.23 | 05:18 دمشق

داليا احمد
داليا أحمد (الجديد)
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أثارت موجة الاستنكار الواسعة التي تسببت بها تصريحات الإعلامية اللبنانية داليا أحمد العنصرية بحق اللاجئين السوريين في لبنان، انتقادات حادة تجاوزت الأوساط السياسية المحلية والإقليمية لتصل إلى داخل مؤسسات المجتمع الدولي.

ولم تهدأ موجة الغضب تلك منذ إطلاق "داليا" عباراتها التي تهجمت فيها على اللاجئين السوريين في لبنان عبر برنامجها "فشة خلق" على قناة "الجديد" اللبنانية في الـ14 من تموز الجاري، حين ادّعت بأن اللاجئين السوريين "يتلقون أموالا بالدولار من الأمم المتحدة" وبأن سوريا أصبحت آمنة لعودتهم.

عبارات عنصرية مباشرة

وراحت الإعلامية اللبنانية ذات الأصول السودانية، توجّه خطابها عبر البرنامج، للاجئين السوريين بلغة مثيرة للاستفزاز والكراهية، وقالت: "عشنا معكم أجمل أيام الانهيار تقاسمنا معكم كل شيء؛ الخبز المدعوم والبنزين... حتى أننا وهبناكم (غالونات) لترسلوها إلى أهلكم في الشام. ولكن الآن لا يوجد لدينا شيء نتقاسمه معكم سوى الهجرة، من غير اللائق أن يترك اللبنانيون بلدهم لكم".

على خلفية تلك العبارات وغيرها، والتي لم يتبيّن لمختلف المتابعين دوافع إطلاقها من قبل "داليا" أو الهدف منها؛ انقسم اللبنانيون والسوريون بين من اتهمها بالعنصرية وتأجيج الرأي العام اللبناني ضد السوريين بدون وجه حق، وبين من اعتبر أنها تتبنى وجهة نظر "الحكومة" اللبنانية في ملف اللاجئين السوريين الذي لا تفتأ تلوّح به وتحميله سبب الأعباء المالية المتزايدة والأزمات الاقتصادية والسياسية المتفشية في لبنان.

الأمم المتحدة: نحن نقدم الدعم للبنانيين

وجّه منتقدو خطاب أحمد دعوات مكثفة للهيئات والمنظمات الأممية بغية التعامل مع الواقع الذي يعاني منه اللاجئون السوريون في لبنان بسبب موجة العنصرية التي يواجهونها.

ونتيجة ذلك، أصدرت المنسّقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في لبنان، نجاة رشدي، بياناً أمس الجمعة، أشارت في بدايته إلى أنه "خلال الأسابيع الماضية في لبنان، ازداد التداول في الفضاء العام بعودة اللاجئين السوريين إلى سوريا" في إشارة إلى تصريحات داليا أحمد الأخيرة.

وقالت رشدي: "بالنيابة عن المجتمع الإنساني الدولي وبصفتي منسقة الشؤون الإنسانية في لبنان، أكرّر بأن حماية اللاجئين واللاجئات هي واجب إنساني وأخلاقي يدخل في صميم كافّة المبادرات الإنسانية".

وتابعت المنسقة الأممية: "أود أن أشيد بالكرم السخيّ الذي أظهره الشعب اللبناني والسلطات اللبنانية في استضافة اللاجئين واللاجئات في وقت كانوا هم اللبنانيون واللبنانيات في أضعف أوقاتهم، وأود أن أعرب عن امتناننا للتضامن المستمر".

وأوضحت أن "التعاون الطويل الأمد للحكومة اللبنانية في الاستجابة للتأثير المستمر للأزمة السورية على لبنان وشعبه، في إطار خطة لبنان للاستجابة للأزمة السورية هو أيضاً موضع تقدير وثناء كبيرين، بالإضافة إلى دعم الفئات الأكثر ضعفاً وتلك المتضررة من الأزمة الاقتصادية المتفاقمة ضمن خطّة الاستجابة لحالات الطوارئ".

وبينت رشدي أن الأمم المتحدة "ملتزمة بدعم الفئات الأكثر ضعفاً وفقاً لحاجاتهم بغض النظر عن جنسيتهم أو إعاقتهم أو دينهم أو نوعهم الاجتماعي أو جنسهم أو مسقط رأسهم، في ظل الانهيار الاقتصادي غير المسبوق في لبنان وارتفاع مستويات الفقر والحاجات الإنسانية"، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة قدمت خلال العام الماضي دعمها للشعب اللبناني والعائلات والمجتمعات المحلية والمؤسسات العامة لتقليل تأثير الأزمات المتعددة عليهم وتلبية الحاجات الماسة للفئات الأكثر ضعفاً".

مساعدات لأكثر من مليون ونصف مليون لبناني

وقالت رشدي إنه خلال الفترة الممتدة من 2021 حتى أيار 2022، "تم تقديم مساعدات إنسانية مباشرة لأكثر من 1.6 مليون لبناني ولبنانية، بما في ذلك المساعدات النقدية والغذائية والصحة والتعليم والحماية والمأوى وخدمات المياه؛ بالإضافة إلى دعم نحو 200 بلدية لبنانية في تعزيز تقديم الخدمات الأساسية وتقليل ضغط الموارد في المجتمعات المعرّضة للخطر".

وأضافت: "أود أن أذكّر بالتزام الحكومة اللبنانية بمبدأ عدم الإعادة القسرية بموجب القانون الدولي، وبمبدأ ضمان العودة الآمنة والطوعية والكريمة للاجئين واللاجئات".

وختمت رشدي بيانها بالقول: "أدعو الجميع إلى الامتناع عن تأجيج المشاعر السلبية والكراهية في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، كما أنّي أعوّل على الجميع لمواصلة إبداء روح التضامن والاحترام المتبادل في هذه الأوقات الصعبة".

السوريون يتضامنون مع داليا أحمد!

الجدير بالذكر أن داليا أحمد تنحدر أصولها من السودان (من جهة الأب) وأمها مصرية، وقدمت إلى لبنان حين كانت طفلة في سن الثالثة أو الرابعة من العمر، ونالت الجنسية اللبنانية لاحقاً.

 وسبق أن تعرضت في بداية هذا العام لهجوم عنصري حاد على منصات التواصل من قبل موالي "حزب الله" وحلفائه في لبنان، حين عيّروها بأصلها وبلون بشرتها السمراء، بعد شنّها هجوماً عبر قناتها أيضاً على قادة القوى السياسية والميليشيات في لبنان، بدءاً من الرئيس ميشال عون وليس انتهاءً بـ "حسن نصر الله"، حيث وصفتهم بـ "التماسيح".

تلك الهجمة العنصرية التي تعرضت لها أحمد، قوبلت بردود فعل غاضبة أطلقها آلاف المتضامنين معها من السوريين، وخاصة اللاجئين منهم في لبنان ومختلف دول العالم، كونهم ذاقوا طعم التنمر وخطاب الكراهية والتمييز العنصري.