icon
التغطية الحية

الولايات المتحدة: لن نرفع عقوبات النظام السوري وسنواصل جهود محاسبته على الفظائع

2024.05.31 | 04:23 دمشق

آخر تحديث: 31.05.2024 | 07:13 دمشق

ليندا توماس جرينفيلد
في غياب تقدم حقيقي ودائم نحو حل سياسي للصراع لا يمكن للولايات المتحدة التفكير في رفع العقوبات عن النظام السوري
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

أكدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، أن بلادها تظل ملتزمة بتقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا، مشددة على أن واشنطن لن ترفع العقوبات عن النظام السوري وستواصل جهود محاسبته على الفظائع التي ارتكبها.

وفي كلمة أمام اجتماع مجلس الأمن بشأن الوضع في سوريا، أمس الخميس، قالت غرينفيلد إن تمديد النظام السوري لدخول المساعدات عبر معبري باب السلام والراعي لـ90 يوماً "ليس نهجاً مستداماً لمعالجة حجم الاحتياجات الإنسانية في سوريا".

وطالبت النظام السوري بالسماح للأمم المتحدة "بالوصول على المدى الطويل عبر معبر باب الهوى، قبل انتهاء فترة التفويض البالغة ستة أشهر في تموز المقبل"، مشددة على أنه "لا يمكن ترك السوريين معلقين على الحافة كل بضعة أشهر".

وضع يائس في مخيم الركبان

وأشارت السفيرة الأميركية إلى "الوضع اليائس" في مخيم الركبان، ومنع النظام السوري وروسيا محاولات الأمم المتحدة لتقديم المساعدات للنازحين فيه، ومنع موردي المصدر الرئيسي للغذاء والأدوية إلى المخيم.

وقالت غرينفيلد إنه "لا يوجد أي مبرر لوقف النظام السوري وروسيا المساعدات الإنسانية عن الوصول إلى المدنيين المحتاجين"، مشددة على أنه "ليس هناك أي مبرر على الإطلاق".

وشددت على أنه "يتعين على النظام السوري أن يوافق فوراً على طلبات الأمم المتحدة بالوصول إلى مناطق سيطرته، وأن يتوقف عن منع المساعدات عن الذين هم في أمس الحاجة إليها".

النظام السوري لم يهيئ ظروف عودة اللاجئين

وعن اللاجئين السوريين، قالت غرينفيلد إنه "بالنظر إلى الوضع الإنساني المتردي في سوريا، وانتهاكات حقوق الإنسان، وانعدام المساءلة عن جرائم النظام وانتهاكاته، فليس من المستغرب أن يعتقد اللاجئون السوريون بأغلبية ساحقة أنهم لا يستطيعون العودة إلى بلدهم".

وأعربت السفيرة الأميركية عن شكرها لبلدان المنطقة التي تواصل حماية اللاجئين، داعية جميع البلدان التي تستضيف اللاجئين السوريين إلى "التمسك بمبدأ عدم الإعادة القسرية".

وأكدت أن النظام السوري "لم يهيئ الظروف الملائمة للعودة الآمنة والطوعية والكريمة، ولم يضمن بعد وصول المساعدات الإنسانية أو يضع حداً لممارساته المتمثلة في الاختفاء والاعتقالات غير العادلة والتعذيب والموت، ولم يوضح وضع الأفراد المفقودين أو يضع حداً للتجنيد الإلزامي، ولم يحترم بعد الحقوق المتعلقة بالسكن والأرض والملكية".

التطبيع العربي مع النظام السوري لن يحقق أهدافه

وفيما يتعلق بالوضع السياسي، قالت السفيرة الأميركية إن "الوضع السياسي في سوريا لا يزال غير محتمل"، مشيرة إلى إعلان قمة البحرين العربية على ضرورة إنهاء الأزمة السورية بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 2254.

وذكرت غرينفيلد أنه "قبل انعقاد القمة العربية في العام الماضي، أعربت الولايات المتحدة عن اعتقادها بأن دعوة الأسد للجلوس على الطاولة نفسها مع زعماء المنطقة الآخرين لن تفعل شيئاً لمساعدة الشعب السوري، ولن تنهي عقداً من الصراع".

وشككت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة من أن تطبيع الدول العربية مع النظام السوري "سيحقق أهدافه"، لكنها أشارت إلى أن واشنطن "تواصل حث أولئك الذين يتعاملون مع النظام على القيام بذلك سعياً لتحقيق أهداف قرار مجلس الأمن 2254".

لا رفع للعقوبات وسنواصل جهود المحاسبة

وأكدت غرينفيلد أن الولايات المتحدة "ستواصل دعم الجهود الرامية إلى محاسبة النظام السوري على الفظائع التي ارتكبها، وستواصل قيادة الطريق في تقديم المساعدة للشعب السوري".

وقالت إنه "بعد مرور 13 عاماً على بدء الصراع، مضى وقت طويل على أن ينهي النظام السوري تعنته، وأن يعمل بصدق مع المعارضة للتوصل إلى اتفاق على مسار للمضي قدماً في سوريا بكاملها"، مشيرة إلى أن "المكان الجيد للبدء به هو العودة إلى اللجنة الدستورية".

وشددت السفيرة الأميركية على أنه "في غياب تقدم حقيقي ودائم نحو حل سياسي للصراع، لا يمكننا التفكير في رفع العقوبات الأميركية عن النظام السوري".

الميليشيات الإيرانية تزعزع استقرار سوريا والمنطقة

من جانب آخر، أعربت غرينفيلد عن مخاوف الولايات المتحدة من سماح النظام السوري للميليشيات الإيرانية بالعمل على الأراضي التي يسيطر عليها.

وأشارت إلى أنه "في حين تزود إيران هذه الميليشيات بأنظمة السلاح المتقدمة والدعم الاستخباري والمساعدات المالية والتدريب، فإن هذه الميليشيات تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة"، مضيفة أن "الشعب السوري يشعر بالاستياء بشكل متزايد من وجود هذه الميليشيات".

وأكدت أن الولايات المتحدة "ستواصل العمل مع شركائها الدبلوماسيين لمنع مزيد من التصعيد في سوريا والدول المجاورة لها، وستواصل الضغط من أجل تقديم مساعدات إنسانية مستدامة، وحل سياسي مستدام، لإعطاء الشعب السوري طعم الديمقراطية والاستقرار والحرية التي يستحقها".

إلى المندوب الروسي: لا ترم الحجارة وبيتك من زجاج

ورداً على كلمة نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة الذي هاجم الولايات المتحدة، قالت غرينفيلد "لا ترم الحجارة وأنت تعيش في بيت من زجاج"، مضيفة "أنتم تشنون حرباً غير مبررة في أوكرانيا ومع ذلك تتحدث هنا عن السلام، وهذا انعكاس واضح لالتزامكم أو عدمه تجاه الإنسانية".

ووجهت السفيرة الأميركية سؤالاً إلى نائب المندوب الروسي "ما الذي ساهمت به روسيا في تلبية الاحتياجات الإنسانية لسوريا، أو احتياجات التعافي المبكر التي تتحدث عنها بقوة"، مضيفة "دعونا لا نتحدث عن النفاق في هذا المكان".