icon
التغطية الحية

إيران تفصل بين ساحتي العراق وسوريا وتزاوج بين التفاوض والتصعيد ضد واشنطن

2024.05.13 | 04:40 دمشق

ert
إيران تفصل بين ساحتي العراق وسوريا وتزاوج بين التفاوض والتصعيد ضد واشنطن
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

اتجهت إيران لتطبيق استراتيجية جديدة منذ مطلع العام الحالي للحفاظ على نفوذها في العراق وسوريا، إذ تقوم على المزاوجة بين التفاوض والتصعيد ضد القوات الأميركية في المنطقة.

وعلم موقع تلفزيون سوريا من مصادر أمنية مطلعة أن طهران اتجهت للنهج الجديد تحاشياً للإمعان في استفزاز واشنطن، بعد أن وصل التوتر إلى ذروته عقب استهداف فصائل تتبع للحشد الشعبي المدعوم إيرانياً لقاعدة أميركية تدعى بالبرج 22 داخل الأراضي الأردنية في كانون الثاني/ يناير من العام الجاري.

ووقتئذ ردت أميركا باغتيال قيادات بارزة تتبع لكتائب سيد الشهداء وحزب الله العراقية، مع التلويح باستهداف شخصيات رفيعة أكثر، إلى جانب تصعيد العقوبات على المصارف والبنوك الحكومية في العراق، مما يعني حرمان طهران من أرصدة مالية.

دعم خيار التفاوض حول العراق

بحسب ما علمه موقع تلفزيون سوريا من مصادر دبلوماسية عراقية، فإن طهران تدعم خيار التهدئة في العراق وإفساح المجال أمام مسار تفاوضي تخوضه الحكومة العراقية مع الجانب الأميركي.

وترى طهران أنه يمكن للحكومة العراقية الحالية الحصول على تعهد من الجانب الأميركي بالانسحاب من الأراضي العراقية خلال فترة محددة، وتعتقد أن المباحثات الدبلوماسية هي الحل الأنسب، وأفضل من التصعيد العسكري الذي قد يدفع واشنطن لردود فعل تضر بالنفوذ الإيراني على الأراضي العراقية.

وعلى الرغم من تأسيس فصائل الحشد الشعبي العراقي لما يسمى بـ "غرفة عمليات المقاومة الإسلامية في العراق وسوريا"، والتي تعتمد بشكل رئيسي على كتائب حزب الله وحركة النجباء، واتجاه هذه الغرفة للتصعيد ضد القواعد الأميركية بالتوازي مع اندلاع الحرب في غزة، تدخلت إيران وضغطت على هذه الفصائل لوقف التصعيد ضد القوات الأميركية، خاصة بعد أن صعدت إسرائيل هي الأخرى من ضرباتها في العراق ضد المجموعات المسلحة المدعومة إيرانياً، الأمر الذي زاد من مخاوف طهران من امتداد نيران الحرب إلى الساحة العراقية ذات الأهمية الإستراتيجية البالغة بالنسبة لإيران.

ووفقاً للمصدر فإن إيران أبلغت الأطراف العراقية الموالية لها مراراً أنها لا ترغب باستفزاز واشنطن إلى الحد الذي يدفعها للعمل على تحجيم الفصائل العراقية والقوى السياسية المرتبطة بالنفوذ الإيراني.

لعب ورقة العشائر في سوريا

أفادت مصادر ضمن العشائر السورية الموجودة شمال شرقي سوريا، بأن إيران تعمل أيضا على اللعب بورقة العشائر ضد قوات قسد والقوات الأميركية المنتشرة في المنطقة.

وتعتمد إيران بشكل أساسي على لواء الباقر المؤلف من أفراد منتمين لقبيلة البقارة، إلى جانب جيش العشائر الذي تأسس مؤخراً بقيادة إبراهيم الهفل المنتمي لعشيرة العكيدات، بالإضافة إلى فصيل أسود العكيدات، وحركة أبناء الجزيرة والفرات، وسرايا البوشعبان.

وسبق أن أشرف الحرس الثوري الإيراني على تأسيس الفوج 47 الذي ينتشر في مناطق عديدة من دير الزور أهمها الميادين والبوكمال، وينتمي غالبية أفراده إلى عشيرة المشاهدة التي تنسب نفسها إلى آل البيت.

وبحسب المصادر فإن إيران دفعت النظام السوري لإجراء لقاءات مكثفة في الآونة الأخيرة مع إبراهيم الهفل من أجل تطوير جيش العشائر الذي يشرف عليه، وتوسيع نطاق عملياتها ضد قسد والقوات الأميركية في المنطقة، في مسعى لاستغلال حالة النقمة من أبناء قبيلة العكيدات على قسد بعد المواجهات التي اندلعت بين الجانبين في دير الزور شهر أيلول/ سبتمبر 2023.

ويسعى كل من النظام السوري وإيران إلى توظيف وجهاء من عشيرة البوسرايا في الخطة الجديدة، وأبرزهم الشيخ ثامر شلاش، الذي أجرى مؤخراً مصالحة مع النظام السوري.

وخلال الأشهر الماضية قامت حركة أبناء الجزيرة والفرات التي يقودها هشام مسعود السطام، وتضم أفراداً من قبيلتي البكارة والمشاهدة بتكثيف هجماتها ضد مواقع تتبع لقسد وتوجد فيها قوات أميركية شمال شرقي سوريا.

ويحرص ضباط الحرس الثوري الإيراني على رفع كفاءة هذه التشكيلات العشائرية، من خلال تدريبها على حرب العصابات في معسكرات تدريبية مخصصة لهذا الغرض، موجودة في كل من مدينة دير الزور، والميادين، وريف منطقة البوكمال.

واستطاعت إيران توفير دعم عسكري مهم لهذه التشكيلات، وبعض أنواع الأسلحة تم الحصول عليه من روسيا وهي عبارة عن صواريخ مضادة للدروع محمولة على الكتف.

وتفيد المعلومات بأن إيران لجأت إلى استخدام ورقة العشائر السورية من أجل الضغط على القوات الأميركية وقوات قسد المدعومة من واشنطن، بديلاً عن التصعيد عن طريق فصائل الحشد الشعبي العراقي ضمن الأراضي السورية، رغبة منها بإظهار انضباط هذه الفصائل تجاه الولايات المتحدة الأميركية، حرصاً على سير المفاوضات بخصوص انسحاب القوات الأميركية من العراق دون أي عوائق، خاصة أن من يظهر في واجهة التصعيد هو النظام السوري والضباط المنتسبون له، مما يرفع الحرج عن طهران التي تخوض من حين لآخر هي الأخرى لقاءات تفاوضية غير مباشرة مع الجانب الأميركي عن طريق وسطاء، على أمل الوصول إلى تفاهمات بخصوص الملفات الخلافية.

ولا توفر طهران الفرصة لتوظيف مختلف المكونات في العراق وسوريا في خطتها الرامية للحفاظ على خطوط الاتصال بين إيران وسوريا عن طريق الأراضي العراقية، حيث تعتمد إيران على قوات محسوبة على حزب العمال الكردستاني، وأخرى تدين بالولاء للاتحاد الوطني الكردستاني، إلى جانب مقاتلي العشائر العربية في سوريا.