icon
التغطية الحية

الولايات المتحدة: روسيا استخدمت المعلومات المضللة في ملف النظام السوري الكيميائي

2023.03.24 | 21:33 دمشق

السلاح الكيميائي
أرسلت روسيا الأكاذيب من دون تزويد موظفي المنظمة بأي دليل يدعم مزاعمها الزائفة بأن هجوم دوما كان حدثاً منظماً - فريق التحقيق
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أكدت الولايات المتحدة الأميركية أن "المعلومات المضللة هي واحدة من أكثر أسلحة الكرملين بعيدة المدة، والتي يستخدمها لخلق ونشر روايات كاذبة لصرف انتباه الآخرين عن أنشطته الخبيثة وانتهاكاته للقانون الدولي"، مشيرة إلى أنها استخدمت هذا السلاح في ملف السلاح الكيميائي للنظام السوري.

جاء ذلك في كلمة أدلى بها مستشار الشؤون السياسية لبعثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، السفير جون كيلي، خلال اجتماع مجلس الأمن بصيغة "آريا" الذي استضافته روسيا بشأن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وقال السفير كيلي إن "هذا الاجتماع هو حلقة أخرى من حملة التضليل الروسية المطولة، وهو الجزء الأخير فقط من جهودها الصارخة لتقويض التاريخ الطويل والراسخ لحياد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وشفافيتها ومهنيتها كهيئة فنية"، مضيفاً أن "كذب روسيا بشأن الأسلحة الكيميائية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية ليس بالضرورة لإقناع الآخرين بقبول حججهم، ولكن لإثارة الشك والارتباك، وتقويض وحدة وفعالية الاستجابة الدولية لانتهاكات المواد الكيميائية واتفاقية الأسلحة".

وشدد الدبلوماسي الأميركي على أنه "من المهم أن ترى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة هذا الاجتماع الخداع الروسي، وأن تتصرف وفقاً لذلك لمحاسبة أولئك الذين يستخدمون الأسلحة الكيميائية على أفعالهم".

روسيا ضللت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا

وأوضح السفير كيلي أن "الحقائق التي تم الحصول عليها في نتائج سنوات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول هذا الملف واضحة"، مضيفاً أن "آلية التحقيق المشتركة التابعة للمنظمة وآلية التحقيق المشتركة والأمم المتحدة توصلت إلى أن نظام الأسد مسؤول عما مجموعه تسع هجمات بالأسلحة الكيميائية ضد المدنيين".

وذكر أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية "وجدت نظام الأسد مسؤولاً عن الهجوم بالأسلحة الكيميائية على دوما في 7 نيسان 2018، والذي أودى بحياة 43 شخصاً"، مضيفاً أنه "للوصول إلى هذا الاستنتاج، راجع موظفو المنظمة عشرات الآلاف من الوثائق، ومئات من إفادات الشهود، وكتل من البيانات المدرسة".

وأشار السفير الأميركي إلى أنه "لا يمكن لنظريات المؤامرة في خدمة المعلومات المضللة أن تجعل هذه النتائج تختفي"، موضحاً أنه "بدلاً من الانخراط بحسن نية مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في هذا التحقيق، قدمت روسيا الأكاذيب من دون تزويد موظفي المنظمة بأي دليل يدعم مزاعمها الزائفة بأن هجوم دوما كان حدثاً منظماً".

ولفت إلى أن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يوضح أنه خلال الهجوم على دوما، كانت القوات الروسية موجودة في قاعدة الضمير الجوية إلى جانب قوات النظام السوري، وفي الوقت الذي وقع فيه الحادث سيطر الجانبان على المجال الجوي"، مؤكداً على أنه "بدلاً من الانخراط في الحقائق، لجأت روسيا إلى مهاجمة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية".

واشنطن ترفض أساس موسكو للاجتماع

وقال السفير كيلي إنه "لحسن الحظ، لا يمكن لأي قدر من المعلومات المضللة الروسية أن يدحض الأدلة والحقائق والتحليلات الفنية المنعكسة في نتائج فرق التحقيق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية"، مؤكداً أنه "نحن نعلم ما حدث في دوما وأماكن أخرى في سوريا، وسنواصل السعي لمحاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات".

وأضاف أنه "خارج سوريا، تمتلك روسيا تاريخاً طويلاً في نشر المعلومات المضللة حول الهجمات بالأسلحة الكيميائية، بما في ذلك ترويج الأكاذيب والمعلومات المضللة بشأن تسميم سالزبوري في المملكة المتحدة في 2018، وتسميم أليكسي نافالني في 2020".

وشدد مستشار الشؤون السياسية للبعثة الأميركية على أن "قول الحقيقة فقط هو الذي سيؤدي إلى نزع أسلحة التضليل الروسية، ونحن نتحدث اليوم لنفعل ذلك بالضبط، حتى ونحن نرفض الأساس الأساسي الذي قدمته روسيا لعقد مناقشة اليوم".

النظام السوري مسؤول عن هجوم دوما

وفي 27 كانون الأول الماضي، خلص التقرير الثالث لفريق التحقيق وتحديد الهوية التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إلى أن النظام السوري مسؤول عن الهجوم المميت بالأسلحة الكيميائية على مدينة دوما في 7 نيسان 2018، ويفند التقرير الادعاء الروسي بأن المعارضة هي من قامت بالهجوم.

وقال التقرير إن هناك أسباباً معقولة للاعتقاد بأن طائرة هليكوبتر واحدة على الأقل، من طراز Mi-8/17، تابعة لسلاح جو جيش النظام السوري، انطلقت من قاعدة الضمير الجوية شرقي دمشق،  الساعة 19:30 يوم 7 نيسان 2018، أسقطت أسطوانتين تحملان غاز الكلور وأصابتا مبنيين سكنيين في منطقة وسط مدينة دوما، مما أسفر عن مقتل 43 شخصاً وإصابة العشرات.