icon
التغطية الحية

الولايات المتحدة: الوضع الإنساني في سوريا يشكّل تهديداً للسلم والأمن الدوليين

2022.01.29 | 06:16 دمشق

ap21060669362790-e1632377438624.jpg
طالبت جرينفيلد مجلس الأمن بذل كل ما بوسعه للتخفيف من المعاناة الإنسانية والتركيز على احتياجات السوريين - AP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

اعتبرت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، أن "الوضع الإنساني في سوريا يشكّل تهديداً للسلم والأمن الدوليين"، مطالبة مجلس الأمن الدولي بـ "متابعة الحلول السياسية، وبذل كل ما بوسعه للتخفيف من المعاناة الإنسانية والتركيز على احتياجات الشعب السوري".

وخلال جلسة مجلس الأمن الدولي، أول أمس الخميس، بشأن الوضع الإنساني في سوريا، ناقشت جرينفيلد ثلاثة جوانب متعلقة بالوضع الإنسانية في سوريا، وهي الأزمة التي يشكلها الشتاء البارد، وتوسيع نطاق وسائل إيصال المساعدات، واللقاحات إلى الشعب السوري، وحماية اللاجئين السوريين، وفق ما نقل موقع وزارة الخارجية الأميركية.

يجب بذل المزيد من الدعم المالي

وعن الوضع الإنساني في ظل ظروف الطقس القاسي، قالت السفيرة الأميركية إن "الشعب السوري يعاني من انخفاض درجات الحرارة والطقس القاسي، ويحتاج الملايين إلى الإمدادات الأساسية لفصل الشتاء، مثل الخيام والبطانيات والمعاطف ووقود التدفئة".

وتساءلت سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة "كيف يمكن أن يواجه الشعب السوري المخاطر عينها بسبب الصراع عينه، والتقاعس عن العمل عينه، بعد 11 فصل شتاء قارس منذ بداية الانتفاضة السورية؟"، مشيرة إلى أن "هذا هو الشتاء الأسوأ إلى حد ما، بالنظر إلى تفاقمه بسبب جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية وتزايد العنف".

وأضافت أن "الاحتياجات الغذائية في أعلى مستوياتها منذ بدء الأزمة، ولا يستطيع ملايين الأشخاص الحصول على المياه الكافية والآمنة عبر شمالي سوريا بشكل موثوق، وزاد انتشار الأمراض التي تنقلها المياه ازدياداً حاداً".

وأشارت جرينفيلد إلى أن بلادها "ما زالت أكبر مانح منفرد للمساعدات الإنسانية لسوريا"، مطالبة مجلس الأمن بأنه "علينا فعل المزيد للتخفيف من حالة الطوارئ الإنسانية المستمرة، وينبغي أن يزيد الجميع دعمهم المالي لمساعدة نحو 4 ملايين سوري بحاجة إلى الدعم لمواجهة فصل الشتاء".

وطالبت المجلس بأن "يغتنم كل فرصة لتحقيق أقصى قدر من وصول المساعدات الإنسانية في سوريا"، مؤكدة على أن "عدم القيام بذلك من شأنه أن يزيد من إفقار الناس الذين عانوا الكثير أصلاً".

الأزمة السورية أكثر حالة طوارئ إنسانية معقدة في العالم

وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، قالت السفيرة الأميركية إن الولايات المتحدة "تدعم جميع أساليب المساعدة للشعب السوري في مختلف أرجاء البلاد، بما في ذلك عمليات التسليم عبر الخطوط وعبر الحدود".

وأوضحت أن "المهمات عبر الخطوط شمال غربي سوريا تشجعنا، ولكنها كانت خطيرة ومهمة صعبة استغرق تنسيقها شهوراً"، مضيفة أن ذلك "يجعل المساعدات عبر الخطوط في شمال غربي سوريا مكملة للمساعدات عبر الحدود وليست بديلاً عنها".

وأكدت جرينفيلد على أنه "لا يمكن أن تتطابق عمليات التسليم عبر الخطوط مع حجم المساعدة عبر الحدود، وعلينا أن نكون صادقين بشأن هذا الواقع وأن نحترم استنتاجات الأمم المتحدة التي تشير إلى ذلك".

وأشارت إلى أن "عشرات التقارير من الأمين العام وعشرات الشهادات من المنظمات الإنسانية أكدت هذا الأمر بوضوح، ويعني ذلك على أقل تقدير الاعتراف بأنه لا غنى عن المساعدات عبر الحدود، ويجب علينا تجديد تصريحات وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود هذا الصيف وتوسيع نطاقها".

وشددت جرينفيلد على أنه "لا ينبغي أن يعمل مجلس الأمن لضمان بقاء باب الهوى مفتوحاً فحسب، بل أن تكون الخيارات العابرة للحدود متاحة أيضا لتلبية الاحتياجات الإنسانية".

ووفق السفيرة الأميركية فإنه "إذا وضعنا السياسة جانباً وركزنا على احتياجات السوريين حصراً، نجد أن هذا العمل البسيط سيوفر العناصر الأساسية لمن هم في أمس الحاجة إليها، بما في ذلك الإمدادات الطبية"، مشيرة إلى أنها "تعتبر مهمة بشكل خاص في الوقت الحالي في سوريا التي تتمتع بأحد أقل معدلات التطعيم ضد جائحة كورونا في الشرق الأوسط ومختلف أرجاء العالم".

وأضافت أنه "تم تطعيم فقط 2,9 % من السكان بشكل كامل حتى نهاية كانون الأول الماضي في شمال غربي سوريا"، مشيرة إلى أن "مجلس الأمن وجّه رسالة موحدة عندما تبنى القرار رقم 2565 في شباط، الذي يقدم دعماً قوياً لتسهيل الوصول إلى لقاح كورونا في المناطق المتضررة من النزاعات المسلحة، وحالات ما بعد الصراع وأثناء حالات الطوارئ الإنسانية المعقدة".

وجددت جرينفيلد تأكيدها على أن الأزمة السورية هي "أكثر حالة طوارئ إنسانية معقدة من أي حالة أخرى"، مشيرة "رأيت بأم العين خلال زيارتي لباب الهوى العام الماضي"، لذلك دعونا نحرز تقدماً في هدفنا المشترك المتمثل في تسهيل الوصول إلى اللقاح والعمل مع وكالات الأمم المتحدة والشركاء الآخرين لإيصال اللقاحات عبر الحدود".

إجبار اللاجئين على العودة يعرض حياتهم للخطر

أما عن قضية اللاجئين السوريين، فأعربت السفيرة الأميركية عن "تقديرها العميق لجميع الدول التي تستضيف لاجئين سوريين، ولا سيما تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر".

وقالت جرينفيلد إن هذه الدول "تعمل على تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي من خلال توفير الحماية لمن لا يستطيعون العودة بأمان إلى وطنهم حالياً".

وأكدت سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة على أن "إجبار اللاجئين السوريين على العودة إلى سوريا سيعرض حياتهم للخطر، ويعرضهم للتعذيب والاعتقال التعسفي والموت، ليس من الإنساني أن يتم إجبار السوريين على العودة إلى ديارهم الآن"، مشددة على أن "جميع عمليات العودة آمنة وطواعية وكريمة وعن وعي".