icon
التغطية الحية

"الهلال الأحمر" يستبعد ثلثي سكان ريف دمشق من المساعدات ويتركهم فريسة للجوع

2023.11.19 | 08:21 دمشق

توزيع سلات غذائية على العلائات المتضررة من الزلزال في السويداء - 25 آب 2023 (الهلال الأحمر السوري)
توزيع سلات غذائية على العلائات المتضررة من الزلزال في السويداء - 25 آب 2023 (الهلال الأحمر السوري)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

استبعد "الهلال الأحمر السوري" نحو 70 في المئة من الأسر الفقيرة بريف دمشق من برنامج الإغاثة الشهري، بناءً على دراسة جديدة أجرتها المنظمة، بزعم "التأكد من وصول المساعدات إلى العائلات المستحقة"، وذلك في وقت يرزح فيه 90 في المئة من السوريين تحت خط الفقر.

وتحتوي السلة الغذائية على 3.5 كيلو سكر، و3.5 كيلو رز، و3.5 كيلو عدس، و3.5 كيلو حمص، إضافة إلى 6 عبوات من الزيت النباتي، و15 كيلو طحين.

وقال عدد من أهالي ريف دمشق، لموقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري، إن توزيع السلل الغذائية لهم من قبل "الهلال الأحمر السوري" توقف منذ 6 أشهر، من دون معرفتهم الأسباب.

وأضافوا أن توقف توزيع السلل سيكبدهم أعباء مادية في ظل ارتفاع الأسعار، ما يجعل أغلب العائلات بحاجة إلى أي شكل من أشكال الدعم خاصة في المواد الغذائية الأساسية.

استبعاد كلي من الدعم أو تخفيض المساعدات وسرقة بعض السلع

سيدة من منطقة داريا قالت إن "الهلال الأحمر" حذف اسمها من قائمة المستفيدين، وحرمها من السلة الغذائية مدى الحياة، بذريعة إجراء إحصائيات دقيقة عن الوضع المادي لكل عائلة، علماً أنها كانت تستفيد من المعونات منذ العام 2012.

كما أوضح رجل من أهالي الكسوة، أن معظم أهالي المنطقة لم تحصل على الحصص الغذائية منذ 6 أشهر، ورغم تقديم الاعتراضات فإن كثيراً من المواطنين حُذفت أسماؤهم من قائمة المستفيدين، مضيفاً أنه "في حال توزيع السلة الغذائية لا تصل محتوياتها كاملة."

وأشارت امرأة أخرى إلى أنها تعيش مع والدتها المريضة وحدهما وتمتلكان بطاقتين، وفوجئت بحرمانها من السلة الغذائية الخاصة بها، وبقاء والدتها كمستفيدة من المعونة، لكنها تحصل على سلة واحد كل 3 أشهر.

حذف أسماء عائلات فقيرة بناء على دراسة غير دقيقة

بدوره، قال أحد أعضاء شعبة "الهلال الأحمر"، إن حذف الأسماء وإضافتها جرى من خلال مشروع (برنامج الأغذية العالمي) الذي أجرته منظمة "WFP" بالتعاون مع الهلال و"جمعية مبادرة أهل الشام" لتقييم جميع الأسر المستفيدة منها عن طريق فريق تقييم متخصص في كل منطقة، وإجراء مقابلة مع رب الأسرة لإحصاء الوضع المالي والاجتماعي لكل عائلة، وبعد أن انتهت الدراسة في نهاية عام 2021 ظهرت نتائج التقييم في بداية 2023.

وأوضح أن اللجنة أعادت تصنيف العائلات بحسب الوضع الاقتصادي، وبناءً على ذلك جرى تقسيمهم إلى مستوى حاد يعطى كرتونة غذائية كل شهر، ومستوى فوق المتوسط يعطى كرتونة كل شهرين، ومستوى متوسط يعطى كرتونة كل ثلاثة أشهر، ودون ذلك حُذف اسمه بشكل كامل.

وأكد أن الدراسة لم تكن دقيقة، وحذفت أسماء كثير من العائلات التي يعد وضعها تحت خط الفقر.

استبعاد 70 في المئة من العائلات

من جانبه، لفت أحد أعضاء شعبة "الهلال الأحمر" في صحنايا، إلى أن المنظمة استبعدت أكثر من 70 في المئة من العائلات التي تتضمن حالات (إعاقة – أرامل- أمراض مزمنة) بعد الانتهاء من الدراسة.

وبين أن هذا دليل واضح على أن الدراسة كانت غير دقيقة من قبل فريق التقييم، ويجب إعادة النظر بموضوع المستحقين وغير المستحقين.

مليون ونصف بدلاً من السلة الغذائية

المصدر ذاته أشار إلى أن قسماً كبيراً من العائلات المستبعدة حصل في الآونة الأخيرة على مبلغ مالي، وقدره مليون ونصف يعطى لمرة واحدة فقط، عوضاً عن السلة الغذائية، شريطة أن يكون رب الأسرة (مفقوداً أو مريضاً من الدرجة الثالثة أو أنثى)، أما بالنسبة للإجراءات القادمة بخصوصهم فهي مجهولة إلى الآن.

ولفت إلى أن توزيع الحصص الغذائية اختلف عما كان عليه سابقاً وخاصة بعد نقص المواد الغذائية، فأصبحت السلة الغذائية تعطى للعائلة بحسب عدد أفراد الأسرة ومصدر الدخل وعدة أمور أخرى.

الهلال الأحمر السوري واجهة لجلب الأموال

وعلى مدى عقود ستة، شكّلت منظمة الهلال الأحمر السوري واجهة إنسانية جالبة للأموال المجانية من الجهات المانحة، وغطاءً للاستيراد المشبوه بعيداً عن أنظمة العقوبات، فضلاً عن كونها ممراً للوصول إلى لوبيات العلاقات العامة في الغرب، في حين انحازت خلال السنوات الأخيرة في عملها الإغاثي والإنساني إلى جانب الحرب ضد السوريين، وارتبط نشاطها بشكل وثيق مع الأجهزة الأمنية، وشاركتها في حصار المناطق المعارضة وحرمانها من المساعدات الأممية والدولية.

وكشفت منظمات إنسانية وحقوقية في العديد من التقارير عن تورط الهلال الأحمر السوري في سرقة المساعدات التي وصلت إلى متضرري الزلزال المدمر، حيث تتحكم أجهزة المخابرات وشبكات الفساد و"رجال الأعمال" بعملية شراء مواد المساعدات ومستلزمات المشاريع، كما يتحكمون في آليات التوزيع من دون معايير إنسانية.