icon
التغطية الحية

الملاذ الأخير: سوريون يتوجهون إلى إقليم كردستان العراق مع انسداد الحدود أمامهم

2023.10.06 | 06:37 دمشق

مدخل مطار أربيل الدولي - انترنت
مدخل مطار أربيل الدولي - إنترنت
إسطنبول - آية سلطان
+A
حجم الخط
-A

خلال الأشهر القليلة الماضية توجه العديد من السوريين، من داخل سوريا بعد تردي الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير، أو من دول اللجوء المجاورة لها، إلى إقليم كردستان العراق باعتباره الملاذ الأخير لهم، مع انسداد الحدود في وجوههم، بغية الحصول على عمل يكفل لهم ولعوائلهم الحياة الكريمة.

تزامن ذلك مع تصاعد الخطاب العنصري ضد السوريين في ظل صعوبة حصولهم على أوراق نظامية ورسمية تساعدهم على الاستقرار سواء في تركيا أو لبنان، بالإضافة لخطورة وارتفاع كلفة طريق الهجرة إلى دول الاتحاد الأوربي عبر قوارب الموت.

وتعتبر تأشيرة إقليم كردستان العراق، من أسهل التأشيرات التي يمكن الحصول عليها بالنسبة للسوريين، بعد تطبيق مجموعة من الإجراءات القانونية.

ويعيش نحو ربع مليون لاجئ سوري في الإقليم، بعضهم قدم طلبات لجوء إلى مكتب الأمم المتحدة في أربيل، بهدف اختيار بلد ثالث للإقامة فيه عبر برنامج إعادة التوطين، بحسب تصريحات وزير داخلية حكومة إقليم كردستان العراق ريبر أحمد في أيلول 2021.

والقسم الآخر يعيش في الإقليم بموجب تصريح إقامة، واستقر فيها منذ سنوات عديدة إما عبر العمل أو بافتتاح مشروع ما.

تأشيرة إقليم كردستان العراق

وفي حديث لموقع تلفزيون سوريا، مع المستشار القانوني الدكتور محمد العامري في أربيل، قال "إن آلية التقديم تكون عن طريق مكاتب السياحة الموجودة في البلدان خارج العراق بشرط أن يكون لها فروع داخل العراق".

وقال ولات هو صاحب شركة سياحية وتهتم بالشؤون القانونية في أربيل، الجهة التي تصدر الإقامات هي وزارة الداخلية بإقليم كردستان عن طريق شركات مرخصة تابعة للدولة "عددها قرابة 50".

وأضاف يسمح لكل شركة شهرياً تقديم طلب للحصول على 400 تأشيرة وإقامة، ومن شروط افتتاحها، أن يكون صاحبها من أهل الإقليم، ويضع مبلغا ماليا كبيرا في البنك للضمان، في حال مخالفة أي شخص فالشركة تتضرر أيضاً.

وبالنسبة لرسوم التأشيرة السياحية، قال العامري تترواح بين 100 إلى 200$، تتضمن الأوراق المطلوبة لاستخراجها، صورة عن جواز السفر بشرط أن تكون صلاحيته أكثر من 6 أشهر، وصورا شخصية، وتقريرا طبيا.

ويحصل المتقدم على موافقة  لمدة تتراوح بين ثلاثة أيام إلى أسبوع، لتأشيرة مدتها شهر، ويحق لمالكها التجديد كل شهر مقابل رسوم معينة، كما يجب على الشخص مراجعة مديريات الإقامات في أربيل قبل انتهاء الشهر بأسبوع.

أنواع التأشيرات

وعن أنواع التأشيرة المسموحة بالنسبة للسوريين شرح العامري قائلاً "هناك نوعان من التأشيرة، تأشيرة سياحية وتأشيرة عمل، ولكن غالبية السوريين يحصلون على التأشيرة السياحية وبعد دخولهم إلى أربيل، يتم تحويلها لإقامة عمل عن طريق محام، ويأتي القبول بمدة لا تتجاوز 15 يوماً، ويحصل بعدها المواطن على إقامة سنوية".

وأوضح أن الحصول على تأشيرة العمل منذ بداية الأمر يكون صعباً، لما يترتب عليه للحصول على شهادات معينة، ومعظم من يحصل عليها هم من الأطباء، أو تكون سهلة في حال أرسل صاحب شركة عراقية دعوة لأحد الأشخاص من أجل العمل يتم قبوله بكل سهولة.

وأشار العامري إلى أن المدة الممنوحة في حالة التأشيرة السياحية هي شهر واحد، بينما إقامة العمل تكون سنوية ويبلغ متوسط تجديدها من 500 إلى 600 دولار، مما يشكل عائقاً أمام بعض العوائل التي لديها عدد أفراد كبير.

وأفاد العامري تزايدت في الفترة الأخيرة طلبات الحصول على تأشيرة، ويومياً يقدم السوريون ما يزيد عن 100 طلب، وبالأخص من خارج سوريا تركيا ولبنان، وذلك بسبب المشكلات الأخيرة التي يواجهونها مما أدى إلى موجة هجرة سورية جديدة من تركيا إلى أربيل، لافتاً إلى أن جميعهم يحصلون على قبول ما عدا أصحاب الأمراض المعدية او أصحاب السوابق القضائية.

المخالفات والعقوبات

ومن جانبه قال ولات كل شخص مخالف بالإقامة داخل الأراضي العراقية يدفع عن كل يوم مبلغ غرامة وقدره 12$، تتراكم وفي حالة عدم دفعها يتم وضع منع دخول على الجواز لمدة 5 سنوات.

وأكد العامري أن الشخص الذي يرتكب أي جناية أو جرم داخل الأراضي العراقية تطبق عليه القوانين العراقية، ويعاقب وفق القانون العراقي، في أي جريمة يرتكبها كالعراقيين، وفي حال تكرار بعض الجنايات من ذات الشخص يتم إلغاء إقامته وترحيله.

وأشاد العامري بالشباب السوري في أربيل، قائلاً "باعتباري أعمل في مجال المحاماة ولدي شركة قانونية، من النادر أن أرى مواطنين سوريين يرتكبون جرائم".

ذكر ولات الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها السوريون، والتي قد تعرضهم لخطر الترحيل منها عدم الاحتفاظ بجواز السفر أو إتلافه، والتنقل من إقليم كردستان إلى المناطق العراقية الأخرى.

وأشار ولات لوجود كثير من السوريين  يستخرجون إقامة في أربيل، ويذهبون إلى بغداد للعمل، باعتبار أن فرص العمل المتوفرة هناك تعتبر أفضل والرواتب أعلى مقارنة بأربيل.

إيجابيات وسلبيات المعيشة في أربيل

وفي حديثنا عن إيجابيات وسلبيات أربيل بالنسبة للسوريين، قال العامري، أهم نقطة ليس هناك أي نوع من التفرقة بين الشعبين، لكن ممكن أن يعاني السوريون هناك من غلاء الأسعار، وارتفاع تكلفة تجديد الإقامات بالنسبة للعوائل.

وأضاف العامري أن السوريين مرحب بهم، لكن لا بد من اتباع الإجراءات القانونية، التي تبقى معقدة قليلاً.

وعن السلبيات أشار ولات إلى وجود بعض الشركات الوهمية لاستصدار التأشيرات أو الإقامات، تستغل عدم المعرفة لدى بعض الأشخاص، ويتعرضون منها لعمليات نصب أو تزوير او احتيال، لذلك عليهم اللجوء دائماً للشركات المعروفة.

وعن سلبيات فرص العمل في أربيل، قال ولات هي ضعف الأجور والرواتب، ومعظم الشباب الباحثين عن فرص، يهربون من الخدمة الإلزامية وهم بأعمار صغيرة تبدأ من 17 سنة.

وهؤلاء الشبان مستعدون للعمل بأجر زهيد يبدأ من 250$، وهناك من يستغل هذه النقطة من أصحاب العمل، مع أن متوسط كلفة المعيشة لا يقل عن 600$.

وأكد ولات أن السوريين يعملون في مختلف المهن والمجالات، كما استطاعوا إثبات وجودهم، لكنك تجدهم متمركزين في مجال المطاعم والحلويات بشكل كبير، فغالبية المطاعم في أربيل سورية.

كما أشار  إلى غلاء في المعيشة، وارتفاع كلفة استخدام وسائل النقل والمواصلات، أما بالنسبة للسكن ليس هناك أزمة.

وعلى الرغم من السلبيات، ذكر ولات أن العراق من البلاد القليلة التي فتحت أبوابها للسوريين، وليس فيها أي نوع من التفرقة والعنصرية، وبلد فيها فرص عمل بالإضافة لفرص استثمار، وتعتبر جيدة مقارنة بغيرها.

جواز السفر السوري الجديد والحصول على تأشيرة

بدأ إقليم كردستان، أمس الأربعاء، منح تأشيرات دخول لحملة جواز السفر السوري الجديد، وذلك بعد رفض قنصليات وسفارات عربية وأجنبية التعامل مع النسخة، وكانت حكومة النظام السوري أعلنت إصدار نسخة جديدة من جوازات السفر اعتبارا من 10  آب الماضي.

وقال موقع "صوت العاصمة" المحلي إن وزارة الداخلية في إقليم كردستان "أربيل" وافقت الأربعاء 4 من تشرين الأول على منح تأشيرة سفر للسوريين الحاملين للنسخة الجديدة من جواز السفر.

وأفاد الموقع نقلاً عن مكاتب سياحية في دمشق بأنّ السفارة العراقية وسلطات إقليم كردستان اعترفوا بالنسخة الجديدة من جواز السفر ومنحوا تأشيرات "فيزا" للمتقدمين بطلبات الحصول عليها.

السوريون في مخيمات الإقليم

تحتضن مدن الإقليم مخيمات للاجئين العرب والكُرد السوريين، حيث تنتشر مخيمات العاصمة أربيل في كل من قوشتبة، ودارا شكران وكويلان وباسرمة وكوركوسك. بالإضافة إلى ذلك احتضنت مدينة السليمانية مُخيماً في منطقة عربت.

أما أكبر المخيمات فتوجد في محافظة دهوك في دوميز، وفايدة.