icon
التغطية الحية

المكاتب العقارية في سلمية.. غطاء لغسيل الأموال وتجنيد "المرتزقة"

2022.05.06 | 16:24 دمشق

photo_2022-05-06_15-53-55.jpg
+A
حجم الخط
-A

حوَّل برود المعارك وانخفاض وتيرة الأعمال العسكرية في سوريا أنظار أمراء الحرب الموالين للأسد في مدينة سلمية بريف حماة إلى أعمال جديدة هي امتداد لما كانت عليه في نسختها الأولى من سلب وتعفيش، بغرض الحفاظ على مكتسباتهم في إطار قانوني، عبر شراء العقارات والأراضي الزراعية، في شيء يشبه إلى حد كبير غسيل الأموال، يدار داخل مكاتب تحمل صفة "عقارية".

أموال التعفيش تدفن في الأراضي الزراعية

بعد انتهاء المعارك في معظم المناطق السورية وتقلص عمليات "التعفيش"، تحولت أعمال الشبيحة وميليشيا الدفاع الوطني إلى مهام أخرى متخذين من المكاتب العقارية غطاءً لأعمالهم، إذ يقول مصدر خاص من داخل المدينة بحث مكثفاً في هذه الظاهرة، ليجد أن عدداً لا بأس به من المكاتب العقارية في المدينة حولت مهامها هي الأخرى إلى أعمال غير قانونية خدمة لأمراء الحرب الباحثين عن أمان لأموالهم القذرة، وذلك عبر شراء قطع أراض غير مشغول بها "خام" ثم تحويلها إلى مزارع أو مشاريع سكنية وبيعها عبر عقود بيع وشراء نظامية عدة مرات لأشخاص يحملون أسماء وهمية، وتغيير بالأسعار في تلك العقود، الأمر الذي يصعّب تتبع هذه الأموال وأصحابها، ولذا تدخل في حسابات قادة المجموعات بشكل نظامي، من دون لفت الأنظار.

مكاتب عقارية.. غطاء لغسيل الأموال

يكشف المصدر عن أسماء بعض هذه المكاتب ومنها مكتب "النمر" المسمى تيمناً بالضابط في قوات الأسد "سهيل الحسن" والذي يديره شخص يدعى "بهاء سلامة" قائد ميليشيا وابن أخي اللواء "أديب سلامة" رئيس المخابرات الجوية في حلب سابقاً، والذي أقدم مع إخوته وأقربائه على ارتكاب مجازر وعمليات قتل واعتقال بحق مدنيين إضافة إلى ما اشتهر به من سطو مسلح وخطف مقابل فدية مالية جمع من خلالها ثروة طائلة، يعيد إنتاجها كأموال بيضاء عبر مكتبه العقاري وبالطريقة ذاتها.

يشير المصدر الذي تحدث إلى موقع تلفزيون سوريا إلى مكتب آخر حمل اسم "الأصدقاء" تعود ملكيته لـ "عاصم الحاج" وهو مقاتل سابق في صفوف قوات النظام، شارك في عمليات قتل ونهب في ريف المدنية الشرقي، يعمل اليوم كمسؤول عن استقطاب وتجنيد الشبان للقتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا بالتعاون مع "نايل العبد الله" قائد الدفاع الوطني في السقيلبية والمسؤول عن تجنيد المرتزقة هناك والذي زار المدينة مع مرافقته بهدف التشبيك مع هذه المجموعات.

مكاتب كثيرة أخرى يصعب حصرها يديرها قادة ميليشيات انتشرت في سلمية أخيراً للغاية نفسها، أُغلق بعضها بعد الانتهاء من مهمته مثل مكتب "غازي أسد" المنحدر من عائلة ذات سمعة سيئة تعمل بالربا والتسليف بالفائدة، والذي استغل اسم عائلته مدعياً قرابته من رئيس النظام في عملياته التشبيحية، وتعفيش البيوت والتشليح وجمع الأموال، إذ غسل أموالاً بالطريقة نفسها إضافة إلى تجارة السيارات الحديثة وباهظة الثمن.

النظام يسلب أمراء الحرب أموالهم المجهولة

قبل نحو عام اعتقل النظام أحد أكبر قادة ميليشيا الدفاع الوطني في ريف سلمية الشرقي المتمركز في قرية "الصبورة" المكنى بـ "غزوان السلموني"، والذي كان يدير إلى جانب عناصره مكتب "المدينة"، إلا أنه وبعد مدة قصيرة أطلق سراحه مقابل مبلغ قارب 200 ألف دولار أميركي، ليعود بعدئذ إلى منصبه ومجموعته التي كانت تعتمد في جمع الأموال على فرض الإتاوات على المدنيين المارين على حواجزهم المنتشرة على الطرقات خاصة أوتوستراد سلمية – الرقة.

يتضح من خلال التفاصيل التي حصلنا عليها من داخل المدينة بأن قادة المجموعات المدفوعين بخوفهم من خسارة أموالهم لصالح النظام لجؤوا إلى هذه الأساليب، فقد عمد النظام في الآونة الأخيرة إلى التضييق على قادة المجموعات المحلية، خاصة ممن كانوا زعماء مجموعات وذاع صيتهم كمجرمي حرب أو ممن جمعوا أموالاً طائلة بطرق غير مشروعة، وذلك لسببين: الأول دفن أسرار الجرائم التي ارتكبوها والتي تدينه، والثاني بهدف الاستحواذ على هذه الأمول لصالح حكومته ومؤسساته التي تعاني اقتصادياً.