icon
التغطية الحية

المشاريع الكهروضوئية في سوريا.. الإمارات تستسلم والصين تجرب حظها

2024.02.08 | 17:30 دمشق

تواجه الشركات الأجنبية تنفيذ مشروعات في سوريا نتيجة العقوبات على حكومة النظام - AFP
تواجه الشركات الأجنبية صعوبات في تنفيذ مشروعات بسوريا نتيجة العقوبات على حكومة النظام - AFP
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

منحت وزارة الكهرباء في حكومة النظام السوري، مطلع الأسبوع الجاري، إحدى الشركات الصينية أمر المباشرة لتنفيذ مشروع كهروضوئي لإنتاج 36 ميغاواط من الكهرباء عبر الطاقة الشمسية في مدّة أقصاها 24 شهراً، وذلك بعد تعثّر تنفيذ مشروع مشابه مضى على توقيعه أكثر من عامين مع شركة إماراتية.

وتعتبر الطاقة الإنتاجية لهذا المشروع قليلة جداً مقارنة مع احتياجات مناطق سيطرة النظام الكهربائية، ولن تؤثر فعلياً في واقع الطاقة المتردي، إذ تحتاج البلاد إلى 4500 ميغاواط لسد عجز الكهرباء في جمع المناطق، بحسب تصريح سابق لمدير الإنتاج في المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء التابعة للنظام، نجوان خوري.

وحول ماهية المشروع وطبيعته ومكان تنفيذه، قال مدير عام المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء، عمر البريجاوي، لموقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري: "أعطينا منذ فترة قصيرة، أمر المباشرة لأحد المتعهدين السوريين وهو وكيل لشركة صينية، لتنفيذ مشروع كهروضوئي باستطاعة 36 ميغاواط في منطقة جندر بريف حمص".

وأضاف أنّ المتعهد تسلم موقع العمل منذ 4 أيام تقريباً، مشيراً إلى أن الأولوية لمثل هذه المشاريع هي التي يتوفر لها تمويل كامل ما يسهل عمليات التنفيذ وفق المراحل المخطط لها.

تنفيذ المشروع على 6 مراحل

وحول المسار الزمني المتوقع للانتهاء من تنفيذ هذا المشروع المذكور، أوضح البريجاوي أنّ المدّة الزمنية التي حددت لتنفيذ المشروع كاملاً هي عامان، وبنفس الوقت قسمت هذه الفترة على 6 مراحل، وكل مرحلة 4 أشهر من المفترض أن يُنجز خلال كل مرحلة تركيب ألواح باستطاعة 6 ميغاواط ساعي.

وحول الصعوبات التي تواجه الجهات المنفذة لمثل هذه المشاريع بالعموم، لم يخف البريجاوي ذلك، إذ أشار إلى صعوبة بعض الإجراءات التي قد تواجه الشركات الأجنبية المنفذة كمسألة التحويلات المالية المتوقفة نتيجة العقوبات على حكومة النظام، وبالتالي هذا يقلل من فرص الاستثمار في هذا القطاع والذي يحتاج فعلياً إلى مبالغ مالية كبيرة.

الكلفة الإجمالية للمشروع 489 مليار ليرة

وأشار البريجاوي إلى أنّ الكلفة التأسيسية لإنتاج 1 ميغاواط من الطاقة الكهربائية عبر الطاقة الشمسية يتراوح بين 900 ألف إلى مليون يورو، وهو رقم يفوق كلفة إنتاج الكهرباء من محطات التوليد التقليدية والتي تصل إلى حدود 700 ألف يورو.

وبالتالي، وبناء على التكاليف المذكورة، يمكن القول بحسبة بسيطة، إنّ كلفة إنتاج كل 1 ميغاواط ساعي عبر الطاقة الشمسية في سوريا، يحتاج إلى 13.585 مليار ليرة سورية، وبالتالي تصل الكلفة الإجمالية للمشروع كاملاً والبالغ 36 ميغاواط، أكثر من 489 مليار ليرة سورية، بحسب أسعار السوق الرسمية الصادرة عن "مصرف سوريا المركزي" التابع للنظام.

 المتوقع من المشروع

ويتطلب إنتاج 36 ميغاواط من الكهرباء عبر اللواقط الكهروضوئية، من الجهة المنفذة للمشروع، تركيب  66 ألف لوح على الأقل باستطاعة 545 واط لكل لاقط، بحسب "أثر برس".

وبالتالي، فإنّ الطاقة الكهربائية السنوية المتوقع إنتاجها من المشروع، تبلغ تقريباً 60 مليون كيلوواط ساعي، وهذه الكمية توفر على حكومة النظام السوري نحو 15 ألف طن من الفيول في السنة، وكمية من الكربون تصل إلى نحو 42 ألف طن.

تعثر مشروع كهروضوئي لإنتاج 300 ميغاواط مع شركة إماراتية

وبعد تعثّر أحد المشاريع الذي مضى على توقيعه أكثر من عامين مع شركة (انترناشونال انيرجي انفستمنت) الإماراتية، نقل موقع "أثر برس" عن مصادر مطلعة في حكومة النظام السوري، أنّ هناك توجهاً حالياً لسحب المشروع الذي وقع بتاريخ 11 تشرين الثاني 2021، مع تجمع الشركات الإماراتية باستطاعة 300 ميغا، نتيجة تعرقله وخروجه عن المسار المخطط له زمنياً.

ونصت الاتفاقية الموقعة بين الجانبين حينذاك، على إنشاء محطة توليد كهروضوئية باستطاعة 300 ميغاواط في منطقة وديان الربيع بالقرب من محطة توليد تشرين في ريف دمشق، مع تأمين التمويل اللازم للمشروع بنسبة 100 في المئة عن طريق تسهيلات دفع أقساط ربع سنوية لمدة 10 سنوات، يجري دفعها بعد وضع كل قسم من أقسام المشروع في الخدمة بمدة تنفيذ سنتين.

ترخيص 255 مشروعا كهروضوئيا خلال 2023

وخلال عام 2023، وفي مجال توليد الكهرباء بالطاقات المتجددة، رخصت "وزارة الكهرباء" لـ 255 مشروعا كهروضوئيا باستطاعة إجمالية تبلغ 357ميغاواط ساعي، نفذ منها 122 مشروع باستطاعة 63.29 ميغاواط.

أمّا فيما يتعلق بمشاريع الطاقة الريحية، منحت "وزارة الكهرباء" تراخيص لـ 9 مشاريع "كهرو-ريحية" باستطاعة إجمالية تصل إلى 35 ميغاواط، نفذ منها مشروع باستطاعة 5 ميغاواط فقط، كما جرى ترخيص مشروعين على شبكة النقل باستطاعة إجمالية 200 ميغا واط نفذ منها 10 ميغاواط بعدرا الصناعية.

أزمة الكهرباء في سوريا

وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري تردياً في الواقع الكهربائي، في ظل غياب برنامج تقنين منظم، ووصلت ساعات القطع في بعض المحافظات إلى أكثر من 23 ساعة متواصلة، في حين هناك  مناطق لم يصل إليها التيار الكهربائي منذ عدة سنوات.