icon
التغطية الحية

في شركة أوكرانية استولى عليها.. الأسد يستعرض إنجازاته للكهرباء وزلة تفضح فشله

2023.08.03 | 19:35 دمشق

بشار الأسد يتفقد المحطة الجديدة لتوليد الكهرباء في مدينة بانياس - 3 آب 2023 (رئاسة الجمهورية)
بشار الأسد يتفقد المحطة الجديدة لتوليد الكهرباء في مدينة بانياس - 3 آب 2023 (رئاسة الجمهورية)
إسطنبول - محمود الفتيح
+A
حجم الخط
-A

زار رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اليوم الخميس، المحطة الجديدة لتوليد الكهرباء في مدينة بانياس، والتي ستوضع في الخدمة خلال الأسابيع القادمة، في وقت تعيش فيه البلاد أزمات معيشية وخدمية، هي الأسوأ على الإطلاق، إذ ازدادت ساعات القطع الكهربائي لتصل إلى 23 ساعة يومياً في معظم المناطق، فضلاً عن تردي الخدمات الأساسية الأخرى، في ظل عجز حكومة النظام عن تقديم أي حلول على المدى المنظور، رغم الوعود المتكررة بتحسن الواقع الخدمي.

واعتاد بشار الأسد، خلال السنوات الماضية، على زيارة مشاريع الطاقة والكهرباء، وافتتاح هذه المشاريع التي يصفها السوريون بـ"الفقاعات الوهمية"، ليقدم نفسه أمام مؤيديه بمظهر الساعي بكل جد لإنقاذ البلاد من الأزمات المعيشية والخدمية، في ظل وجود حكومة فاسدة، لترسيخ شعار "هو منيح بس يلي حواليه فاسدين" في عقول حاضنته، وذلك بعد أن بلغت الأزمات حدودها القصوى، وشارفت على حافة الانفجار الشعبي.

حيث أطلق بشار الأسد، في أيلول 2021، المرحلة الأولى من تشغيل مشروع الطاقة الكهروضوئية في مدينة عدرا الصناعية بريف دمشق، خلال زيارته للمشروع، وبعدها بأشهر، وجّه بإنشاء محطات الطاقة الكهروضوئية في مدينة حسياء الصناعية في محافظة حمص خلال زيارته للمنطقة، في تموز 2022، دشن الأسد بنفسه أيضاً تشغيل المجموعة الخامسة من المحطة الحرارية في حلب، وبعدها بأسابيع، افتتح الأسد في زيارة مفاجئة المرحلة الأولى من تشغيل "الضواغط التوربينية" في معمل غاز "جنوب المنطقة الوسطى" في ريف حمص.

زلة لسان تفضح مشاريع الأسد الوهمية

ومن المقرر أن تصل الطاقة الإنتاجية الأولية للمحطة إلى 24 ميغاواط، على أن ترتفع في المرحلة اللاحقة إلى 56 ميغاواط، وهي نسبة قليلة جداً ولن تؤثر في واقع الكهرباء في سوريا، إذ تحتاج البلاد إلى 4500 ميغاواط لسد عجز الكهرباء في جمع المناطق، بحسب تصريح سابق لمدير الإنتاج في المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء التابعة للنظام، نجوان خوري.

ووقع بشار الأسد، في كلمة مصورة خلال زيارة المحطة، في شبه زلة لسان، حيث اعترف بعدم جدوى المشروع، قائلاً: "بعد شهر ونصف يبدأ إنتاج الكهرباء في المحطة، وتنعكس على الواقع، صحيح هي 24 ميغاواط، وهي بالنسبة للحاجة الوطنية تعتبر قليلة، ولكن أي إضافة الآن في موضوع الكهرباء بده ينعكس على الناس، وينعكس على كل وجوه الحياة التي نعيشها".

الأسد يعترف بالفشل وسوريا تتوجه نحو اللامركزية الكهربائية

وفي ظل غياب أي حلول لإنهاء أزمة الكهرباء، اقترح بشار الأسد اعتماد اللامركزية في إنتاج الكهرباء داخل كل محافظة على حدة، ويعد هذا الاقتراح بمثابة اعتراف رسمي من قبل أعلى سلطة في النظام السوري بالفشل في حل المشكلة رغم الوعود المتكررة.

وأشار بشار الأسد إلى أن حكومته تدرس إنشاء محطات صغيرة في عدة محافظات، وذلك خلافاً لما كانت عليه البلاد قبل سنوات، إذ كانت تعتمد على محطات كبيرة ورئيسية لتغذية جميع المدن.

وهذا الأمر سيكون بداية لما سماها بشار الأسد بـ"اللامركزية التقنية"، حيث اعتبر أن هذه المشاريع ربما ستحل أزمة الكهرباء في كل منطقة بشكل مستقل، وفي المرحلة اللاحقة قد يعتمد هذا الأسلوب، وتصبح مديرية الكهرباء في كل محافظة مسؤولة عن تغذية مناطقها بالكهرباء.

وزعم بشار الأسد أن "المشروع تجربة رائدة من جميع النواحي، وخاصة أنه أول شراكة حقيقية بين القطاعين العام الخاص، بمشاريع كانت تعتبر لفترة طويلة هي مشاريع حكومية فقط"، ولم يذكر رئيس النظام الشركة التي شاركة في تنفيد.

بشار الأسد يتفقد شركة "أوكرانية – سورية" بعد الاستيلاء عليها

وكذلك زار بشار الأسد "الشركة السورية لإنتاج اللواقط الكهروضوئية" في اللاذقية، لتصنيع اللواقط اللازمة لإنشاء منظومات الطاقة الشمسية، بحسب وكالة أنباء النظام السوري "سانا".

و"الشركة السورية لإنتاج اللواقط الكهروضوئية" هو الاسم الجديد لـ"الشركة السورية الأوكرانية لإنتاج اللواقط الكهروضوئية" (سولاريك S)، وذلك بعد استيلاء النظام على الحصة اﻷوكرانية من الشركة، بذريعة أن الجانب اﻷوكراني انسحب بسبب اﻷحداث في سوريا، إلا أن القرار جاء رداً على العقوبات اﻷوكرانية اﻷخيرة، التي استهدفت بشار الأسد ونظامه.

وفي آذار الماضي، صدق الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على قائمة عقوبات ضمت 300 شخص و141 كياناً، من بينهم رئيس النظام السوري بشار الأسد، ورئيس الحكومة حسين عرنوس، ووزير الخارجية فيصل المقداد، وفي نيسان الفائت، فرضت كييف مجدداً عقوبات على النظام لمدة 50 عاماً، تشمل قيوداً على العلاقات الاقتصادية والاستثمارية.

كانت شركة "سولاريك S" ممثلة عند تأسيسها عام 2008، بثلاث جهات وهي "وزارة الكهرباء" بنسبة 30 في المئة، و"وزارة الصناعة" بنسبة 40 في المئة والجانب الأوكراني بنسبة 30 في المئة.

وأعادت وزارتا الكهرباء والصناعة في حكومة النظام السوري، في نيسان الماضي، تقسيم حصصهم من شركة "سولاريك S"، حيث أصبحت نسبة مشاركة "وزارة الكهرباء" فيها 43.6 في المئة، مقابل 54.4 في المئة لـ"وزارة الصناعة"، وذلك تمهيداً لإدخال شركاء جدد من الصين في الغالب، بحسب "مدير المؤسسة العامة لتوليد ونقل الكهرباء"، علي هيفا.

ير
موقع "رئاسة الوزراء" الرسمي

السوريون يلجؤون إلى الأمبيرات مع غياب الكهرباء

في ظل غياب الكهرباء، وعدم وجود حلول تلوح في الأفق بخصوص هذه الأزمة، لجأ السوريون إلى نظام "الأمبيرات"، وكان عضو مجلس محافظة دمشق سمير دكاك أعلن عن بدء العمل على منح تراخيص نظام الأمبيرات لتوزيع الكهرباء في عدد من أسواق العاصمة السورية بداية من الشعلان والحمراء والصالحية، في محاولة  للسيطرة على هذا القطاع الذي يدر مبالغ طائلة.

ويعد التصريحات الأخيرة حول منح محافظة دمشق موافقات لمستثمرين لاعتماد نظام "الأمبيرات" إعلاناً بشكل غير مباشر عن تخلي حكومة النظام عن تقديم خدمة الكهرباء والتي تعتبر من الخدمات الأساسية.

يدفع الراغبون في الاشتراك بمولدات الأمبيرات، بحسب الأسعار المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، مبلغاً مقطوعاً للاشتراك بالخدمة يصل إلى 100 ألف ليرة سورية يضاف إليها ثمن الوصلات اللازمة لنقل التيار (كبل +قاطع)، وتختلف التعرفة الشهرية تبعاً لنمط الاشتراك، فمثلاً قد يصل ثمن استهلاك الكيلو واط الواحد إلى 5 آلاف ليرة (أكثر من 0.5 دولار أميركي).