icon
التغطية الحية

المبعوث الأوروبي إلى سوريا: لا تطبيع مع النظام السوري رغم المبادرات العربية

2023.03.24 | 14:18 دمشق

دان ستوينيسكو رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا
دان ستوينيسكو رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا
إسطنبول - عبد القادر ضويحي
+A
حجم الخط
-A

قال دان ستوينيسكو رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، إن الاتحاد الأوروبي يدافع عن فكرة التوصل لحل سياسي ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، مرحباً بأي مبادرات عربية تمهد الطريق لمواصلة المفاوضات بشأن سوريا وتخرج بنتائج ملموسة.

وأضاف المبعوث الأوروبي في حديث خاص مع "تلفزيون سوريا" أنه ما تزال السياسات الأوروبية حيال سوريا على حالها: لا تطبيع، ولا رفع للعقوبات، ولا إعادة إعمار، إلا بعد بدء دمشق بالخوض في خطوات لا يمكن الرجوع عنها بالنسبة للانتقال السياسي، مع التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2254.

الحوار مع المبعوث الأوروبي إلى سوريا كاملاً:

كيف تقرؤون المبادرة العربية بوصفها حلاً في سوريا؟

منذ بداية النزاع السوري، والاتحاد الأوروبي يدافع عن فكرة التوصل لحل سياسي برعاية المبعوث الأممي الخاص وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، وعلى الرغم من التحديات التي ظهرت في الطريق لتحقيق ذلك، يواصل الاتحاد الأوروبي التعاون الوثيق مع كل العناصر الفاعلة، والتي تشمل دولاً عربية، بطريقة شفافة، مع الدعوة لإحياء العملية السياسية التي توقفت بسبب عناصر فاعلة خارجية مارقة، ويجب أن يرأس هذه العملية سوريون ويتملكون زمام أمورها، كما يجب أن تعبر عن الطموح المشروع للشعب السوري.

ثم إن الاتحاد الأوروبي يبحث على الدوام عن طرق أخرى لدعم الشعب السوري، لاسيما حالياً في ظل وضع تزايد الاحتياجات الذي وصلنا إليه اليوم، لأن الوضع أصبح بغاية الصعوبة بالنسبة للسوريين الذين تفاقم وضعهم سوءاً بسبب الزلزال، ولهذا السبب علينا أن نتجاوز المقاربة الإنسانية لنعالج الأسباب الأساسية للنزاع. وفي أبلغ مثال حول الدعم الذي قدمناه يأتي مؤتمر بروكسل 7 المرتقب والذي سيخلق فضاء يسهم في إسماع صوت الشعب السوري مع خلق حالة زخم بالنسبة للمناقشات حول التوصل إلى حل مستدام يستحقه السوريون بعد كل ما حل بهم.

وقد سبق أن قيل إن الاتحاد الأوروبي يرحب بالمبادرات التي تقدمها دول عربية طالما أتت منسجمة مع العملية التي يرأسها المبعوث الأممي الخاص (غير بيدرسن)، مع ضمان تطبيقها لقرار مجلس الأمن رقم 2254 بشكل كامل.

هل رأيتم المبادرة العربية كحل في سوريا؟ وما مخاوفكم حيالها؟

ما يزال الاتحاد الأوروبي على استعداد للمشاركة مع كل الجهات الفاعلة في المنطقة من أجل التوصل إلى مقاربة شاملة بكل شفافية، وذلك لأن أهم أولوية بالنسبة للاتحاد الأوروبي من منظور سياسي هي التوصل إلى حل يضمن السلام الدائم، وهذا لن يتحقق إلا عند تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254، ولهذا السبب بقي الاتحاد الأوروبي منفتحاً على أي مبادرة تمهد الطريق لمواصلة المفاوضات بشأن سوريا، على أمل أن تثمر لنتائج ملموسة، طالما بقيت العملية والنتيجة تحترمان الطريق الذي رسمه المبعوث الأممي الخاص، وقرار مجلس الأمن 2254 أيضاً.

كما يلتزم الاتحاد الأوروبي بتأدية ما عليه وذلك عبر المشاركة والدعم والمناصرة بالنسبة للسلام الدائم في سوريا، ويتكفل بأن يخلق مؤتمر بروكسل 7 حالة من الزخم بالنسبة لإحياء تلك المحادثات التي بات الوضع بحاجة ماسة إليها.

كيف تقيمون السياسات العربية الجديدة التي تحاول إعادة إنتاج نظام الأسد؟

ما تزال السياسات الأوروبية حيال سوريا على حالها: لا تطبيع، ولا رفع للعقوبات، ولا إعادة إعمار، إلا بعد بدء دمشق بالخوض في خطوات لا يمكن الرجوع عنها بالنسبة للانتقال السياسي، مع التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2254. كما أن الاتحاد الأوروبي يؤمن إيماناً عميقاً بأنه ليس بوسع أحد قلب صفحة السنوات الاثنتي عشرة الماضية بكل بساطة، كما لا يمكن إعادة إعمار سوريا على الأسس نفسها. ثم إن اقتصار الأمر على التطبيع دون أي عملية سياسية يعني عدم قيام محاسبة، في الوقت الذي مايزال فيه الاتحاد الأوروبي يتصدر جهود المحاسبة بالنسبة لعموم سوريا.

كما يدعم الاتحاد الأوروبي ويمول عمل لجنة التحقيق وآليتها الدولية المحايدة والمستقلة، ويكرر الدعوة لإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.

علاوة على كل ذلك، يمول الاتحاد الأوروبي اللجنة المستقلة المعنية بالمفقودين ويدعم القيام بإجراء سياسي في مختلف بقاع العالم وذلك عبر سعيه لمحاسبة مرتكبي الجرائم.

وكما أسلفنا، ما يزال الاتحاد الأوروبي منفتحاً على المحادثات الدبلوماسية برعاية المبعوث الأممي الخاص، وعلى أي مبادرة أخرى تنسجم مع ذلك، كما إنه قد بقي على التزامه بمساعدة الشعب السوري على المستوى السياسي والإنساني.

ما موقفكم حيال إعادة النظام لجامعة الدول العربية؟

منذ توقيع مذكرة التفاهم في عام 2015 بين الدائرة الأوروبية للعمل الخارجي والأمانة العامة للجامعة العربية، حافظ الاتحاد الأوروبي على علاقة متقدمة مع الجامعة من خلال اجتماعات مشتركة دورية تعقد على مستويات مختلفة في سياق حوار سياسي واستراتيجي. بيد أن النزاعات والتوترات في المنطقة أعطيت الأولوية بكل وضوح ضمن الحوار الذي جمع بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة فيما يتصل بسوريا.

وبما أن الجامعة تمثل أهم منظمة عربية، لذا فإن تعاون الاتحاد الأوروبي معها يقدم له فرصة فريدة من نوعها لتوثيق الصلات بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي، كما يعترف الاتحاد الأوروبي بالدور المركزي للجامعة العربية في أمن المنطقة، مع تعزيز السلم والاستقرار ونزع التصعيد والتوتر في منطقة الشرق الأوسط، ويشمل ذلك سوريا.