اللاجئون في خطاب كليتشدار أوغلو قبل الجولة الثانية

2023.05.28 | 05:17 دمشق

آخر تحديث: 28.05.2023 | 05:17 دمشق

اللاجئون في خطاب كليشدار أوغلو قبل الجولة الثانية
+A
حجم الخط
-A

قام مرشح تحالف المعارضة للرئاسة التركية والذي انتقل للجولة الثانية كمال كليتشدار أوغلو بعد رؤية نتائج الجولة الأولى بإحداث تحول ملحوظ في خطابه وسلوكه السياسي، وخاصة فيما يتعلق باللاجئين السوريين، نحو خطاب يجاري التوجهات العنصرية والمتطرفة تجاه اللاجئين، وهو ما يخاطر بتحويل هذه التوجهات من حالة صغيرة ومتطرفة إلى حالة أكبر بسبب استغلالها كأداة في السباق الرئاسي من أجل كسب أصوات الفئات التي لديها موقف سلبي من اللاجئين والأجانب أو التي تحمل الحكومة مسؤولية هذا الوجود. ويأتي هذا التحول ذلك في ظل تحالفه مع أوميت أوزداغ رئيس حزب الظفر الذي يتبنى سياسات متطرفة وعنصرية بخصوص اللاجئين السوريين والأجانب المقيمين في تركيا بشكل عام.

لابد أن نشير هنا إلى 4 نقاط مهمة، الأولى أن الخطاب ليس جديدا لكن هناك صعود واضح وكبير في حدته من قبل المعارضة، وتوسيع وتكثيف في عرضه على الأجندة اليومية في الإعلام التركي، والنقطة الثانية أن هناك حالة من المعلومات المضلِلة التي تحاول تضخيم الوجود الأجنبي من خلال بث أرقام كبيرة غير صحيحة في الإعلام التركي حول إحصاءات الوجود السوري أو الأجنبي في تركيا. والثالثة هي ربط وجود اللاجئين في سوريا بتخوفات المستقبل التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط بشكل غير منطقي. والنقطة الرابعة هي التحول في الخطاب من الحديث عن إرسال اللاجئين خلال عامين إلى الوعد بإرسالهم خلال عام واحد.

بداية لا يعد الخطاب حول اللاجئين من كليتشدار أوغلو جديدا فقد تحدث في أغسطس 2021 وفي يناير 2022 في خطاب له في مدينة هاتاي عن خطط للمعارضة لإرسال اللاجئين السوريين إلى سوريا خلال عامين على أبعد تقدير. ولكن في السابق كان كليتشدار أوغلو يحاول أن ينأى بعض الشيء على الأقل في خطابه بنفسه عن العنصرية حيث كان يقول في خطاباته خلال العامين الأخيرين "ليس لدينا تحيزات ضد أي بلد فقط نريد أن نعيش بحرية في بلدنا".

في 25 إبريل/ نيسان 2023 قال كليتشدار أوغلو ما الذي يفعله 3 ملايين و600 ألف لاجئ سوري في بلادنا؟ ولم يمض شهر واحد على هذا الحديث إلا وقد بدأت المعارضة بالحديث عن وجود 13 مليون لاجئ

وفي هذا السياق حاول كليتشدار أوغلو تغليف سياسته تجاه اللاجئين بوعود تتعلق بتشجيع عودة اللاجئين حيث كان كليتشدار أوغلو يتحدث قبل أشهر عن خطط لقيام مقاولين أتراك ببناء منازل ومدارس وطرق ورياض أطفال للاجئين في سوريا بتمويل من الاتحاد الأوروبي من خلال توقيع بروتوكول مع النظام وبمشاركة الأمم المتحدة، كما تحدث عن نيتهم الطلب من رجال الأعمال الأتراك فتح مصانع في سوريا.

بعد ذلك انحدر كليتشدار أوغلو بخطابه نحو الشعبوية وخاصة ما يدور عن أرقام اللاجئين المقيمين في تركيا ففي 25 إبريل 2023 قال كليتشدار أوغلو ما الذي يفعله 3 ملايين و600 ألف لاجئ سوري في بلادنا؟ ولم يمض شهر واحد على هذا الحديث إلا وقد بدأت المعارضة بالحديث عن وجود 13 مليون لاجئ مرة و10 ملايين لاجئ مرة أخرى. وهذا في الحقيقة يندرج في إطار التضليل الإعلامي والذي يخلق انطباعات غير حقيقة لدى المجتمع قد يتولد عنها سلوكيات غير مرغوبة لاحقا ويصعب علاجها مثل تصاعد الاعتداءات بشتى أنواعها.

آخر ما تضمنه خطاب كليتشدار أوغلو هو الانتقال من الوعد بإرسال اللاجئين السوريين خلال عامين إلى إرسالهم خلال عام واحد بناء على تصورات أوميت أوزداغ

بعد ذلك ربط كليتشدار أوغلو بشكل غريب بين وجود اللاجئين في تركيا وموارد البلاد حيث ربط مسألة خطر العطش والمجاعة في المستقبل وأن تركيا لا تستطيع تحمل ذلك، وفي الحقيقة لا يستطيع العقل أن يتخيل ما الرابط بين اللاجئين وبين المشكلات المناخية المرتقبة في عام 2050 وخاصة توظيفها في وقت الحملة الانتخابية.

وكان آخر ما تضمنه خطاب كليتشدار أوغلو هو الانتقال من الوعد بإرسال اللاجئين السوريين خلال عامين إلى إرسالهم خلال عام واحد بناء على تصورات أوميت أوزداغ الذي أعلن دعم كليتشدار أوغلو في الجولة الثانية.

لعل تحويل المعارضة لملف اللاجئين السوريين تحديدا وجعله أحد العناوين الرئيسية في الحملة الانتخابية قبل الجولة الثانية يشير إلى عدة أمور أولها عدم القدرة على وضع رؤية حقيقة للملفات الأساسية في تركيا، وبالتالي التخبط في التعاطي مع هذه المسائل، ثانيا يشير ذلك إلى انجرار نحو خطابات متطرفة وشعبوية لا تمثل 1% وبالتالي يتم توظيف أرقام غير صحيحة لخدمة الروايات الشعبوية وهذا الأمر بالمناسبة يشير مرة أخرى إلى ضعف المعارضة في إجراء حساباتها ومراهنتها على تصورات خاطئة ومتضاربة.