البث المباشر
يغفو ملايين من الناس حول العالم لقضاء فترة راحة قصيرة خلال النهار، وبينما يشعر بعض الناس بالذنب بشأن أخذ قيلولة خلال النهار، فإنّ هناك بحثاً يشير إلى أنّ لها قيمة وفائدة كبيرة للجسم، وهي نشاط نجده في العديد من الثقافات.
وَجدت دراسة أُجريتن عام 2016، أن هناك فوائد معرفية لأخذ قيلولة قصيرة تتراوح بين 30 دقيقة إلى 90 دقيقة، ويمكن لكثيرين أن يستيقظوا مِن مثل هذه الاستراحات أكثر يقظة وانتباهاً.
مع ذلك، تشير الدراسة نفسها إلى أن القيلولة لفترة أطول من ذلك يمكن أن تؤدي إلى مشكلات في الإدراك.
هل القيلولة خلال النهار مفيدة أم مضرة لصحة الدماغ؟
في دراسة جديدة قائمة على التقنيات التحليلية، أجرى باحثون دراسةً عن العلاقة بين النزعة الوراثية تجاه القيلولة وحجم الدماغ، وهو مؤشر عام على صحة الدماغ.
وحلَّل مؤلّفو الدراسة بيانات من 378932 مشاركاً في قاعدة بيانات البنك الحيوي بالمملكة المتحدة، وكان متوسط أعمار الأفراد في هذه الدراسة 57 عاماً، وتتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً.
من بين هؤلاء الأشخاص، بحث العلماء عن أفراد لديهم 92 متغيّراً جينياً، تم تحديدها سابقاً على أنها مرتبطة بالقيلولة التي اعتاد عليها الشخص، وقيّم العلماء أيضاً حجم الدماغ وحجم جزء الحُصين في الدماغ، ووقت ردّ الفعل، والذاكرة البصرية للأشخاص الذين لديهم هذه العلامات الجينية، وكشفَت بعضُ التقنيات المستخدَمة عن الروابط التي تشير إليها الدراسة.
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم هذه الخصائص الجينية (يمارسون القيلولة) كان ارتفاع حجم الدماغ لديهم أكثر من الآخرين، ومن المعروف أن نقص حجم الدماغ يرتبط بالتنكُّس العصبي، الذي يظهر بشكل ضمور ناتج عن موت الخلايا، لذلك يعتبر حجم الدماغ السليم علامة على سلامته العامة.
مع انخفاض حجم الدماغ غالباً مع تقدم العمر، تُظهِر الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم هذا الاستعداد الوراثي والميل لأخذ القيلولة تَظهَر عليهم سنوات من شيخوخة الدماغ أقل من الأشخاص الذين لا يأخذون القيلولة.
كذلك، كشفت الدراسة على وجه التحديد عن تسجيل زيادة قدرها 15.8 سم مكعب في الحجم الكلي للدماغ عند الذين يأخذون قيلولة أثناء النهار، وقال الباحثون إن هذا يعادل تقريباً نقصاً يتراوح بين 2.6 إلى 6.5 سنوات من الشيخوخة، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لفهم هذه العلاقة أكثر.
المصدر: القيلولة المنتَظمة قد تجعل دماغك أصغر سناً بـحوالي 6.5 سنوات (صحتك)
