icon
التغطية الحية

العوجا والجانرك.. أكلات موسمية أسعارها غير متوفرة في جيوب سكان دمشق

2024.04.03 | 13:03 دمشق

444156166656
عربة بيع عوجا وجانرك في سوريا
دمشق - سارة هاشم
+A
حجم الخط
-A

يفضل السوريون مع قدوم الربيع العديد من الأكلات الموسمية المنتشرة في شوارع المدن وخصوصاً دمشق التي تجد في العديد من ساحاتها وأحيائها عربات مخصصة لبيع اللوز الأخضر (العوجا) والجانرك، إلى جانب عربات الفول النابت والذرة المسلوقة أو المشوية أو الذرة مع الجبن والبهارات التي ذاع صيتها مؤخراً.

وتشهد مناطق سيطرة النظام السوري تردياً في الوضع المعيشي وقلة الموارد المادية بدرجة كبيرة، حيث لا تستطيع معظم العائلات تأمين لقمة عيشهم خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك مع ارتفاع بالأسعار وتراجع القيمة الشرائية لأدنى المستويات.

ورغم أن هذه الأكلات تعد متوفرة بكثرة بالأسواق السورية خلال موسم الربيع إلا أن الإنتاج الجيد منها يكون في بدايته، لأن اللوز الأخضر أو "العوجا" يصبح قاسياً كلما بقي على الشجر لمدة أطول ولذلك يسارع الفلاحون في قطافه مبكراً إما لبيعه بالأسواق السورية أو تصديره إلى دول الجوار والخليج العربي.

ورصد موقع "تلفزيون سوريا" أسعار اللوز الأخضر (العوجا) في أسواق دمشق، حيث وصل سعر كيلو العوجا ما بين 300 إلى 400 ألف ليرة سورية على البسطات، حيث تكون مغسولة ومهيئة للأكل مباشرة مع إضافة بعضاً من الملح عليها.

وينادي الباعة في شوارع دمشق على بضاعتهم لجذب الناس إليها ولكن لا حياة لمن تنادي، إذ يمر الناس من أمام عربات العوجا والجانرك والفريز والذرة رغم تباين أسعارها دون أن يشتروا منها سعياً منهم لتوفير المال بغية تأمين الأساسيات.

موسم العوجا

وتزامن بدء موسم العوجا لهذا العام مع حلول شهر رمضان المبارك، حيث تقل مشتريات الموالح أو الأكلات التي يضاف لها الملح بشكل عام، خصوصاً أنه في النهار معظم الناس في حالة صيام، وفي الليل في بيوتهم أو من كان لديه مال يفضل شراء حلويات رمضان التي تتناسب مع طقوس الشهر الكريم أكثر من العوجا والموالح.

وقال أبو أحمد أحد بائعي العوجا بدمشق، إنه يعمل في هذه المهنة منذ 20 سنة، فهو يبيع العوجا والجانرك والصبارة والفريز والذرة المشوية، بحسب موسم كل واحدة منها.

وأضاف أن تزامن رمضان مع موسم العوجا ضرب سوقها إلى حد كبير، فعند أذان المغرب في دمشق لا يبقى أحد بشوارعها تقريباً، الكل يذهب للإفطار مع عائلاتهم، أما بالوقت الاعتيادي خارج رمضان فنحن نبدأ بيعنا مع العصر حتى منتصف الليل.

ويرش أبو أحمد الماء على بضاعته في محاولة منه للفت نظر الزبون إلى العوجا ذات الحبة الكبيرة أو (الفحلة) كما يقول، ويزينها بحبات الليمون والبندورة وحتى الجزر.

ولدى أبو أحمد نوعان من العوجا، إكسترا عقابية حبة كبيرة سعر الكيلو بـ 400 ألف ليرة، أما العوجا العادية فيبدأ سعر الكيلو من 300 ألف ليرة، وأحياناً تتوفر لديه أنواع أرخص وأخرى أغلى بحسب الحجم والجودة.

وأشار أبو أحمد إلى أن بعض أنواع العوجا تكون قاسية ولا تصبح طرية رغم وجود الماء فهي من أنواع جافة لأنها نبتت بمناطق مطرها قليل فنشفت على الأشجار قبل قطافها، ولا يرغب بها الزبائن أبداً.

ولفت إلى أن زبائنه يفضلون الشراء من عنده لمعرفتهم بجودة المنتجات التي يبيعها على مدار العام، فالعوجا لا تحتاج معلماً بقدر ما تحتاج لأن تكون  نظيفة والعرباية مرتبة والميزان دقيقا والملح ليس به رطوبة.

وأشار إلى أن الجانرك لم ينزل إلى السوق بعد إلا بحبات صغيرة فهو يحتاج إلى الشمس قليلاً لتنضج الحبة وتصبح أكبر، إلا أن الكثير من الزبائن يسألون عن الجانرك في الشتاء أحياناً للنساء الحوامل، ويكون سعره مرتفعا حيث يصل سعر عدة حبات لـ 50 ألف ليرة، أما السعر العادي للكيلو في نهاية نيسان لا يتجاوز الـ 100 ألف ليرة بأحسن أحواله.

تراجع بالإنتاج

وتعاني مناطق الساحل وريف دمشق والسويداء من تراجع إنتاج اللوز الأخضر (العوجا) هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، الأمر الذي قد يبقي أسعاره مرتفعة إلى عيد الفطر.

ويبدأ سعر كيلو العوجا في أرضه من 75 ألف ليرة ويباع بسوق الهال بسعر 150 ألف ليرة أكثر أو أقل بحسب العرض والطلب، خصوصاً أن كيلو الناشف مختلف عن كيلو المغسول، فالربح مضاعف من خلال البيع على البسطة.

وتسببت موجة البرد الأخيرة التي ضربت المناطق الساحلية والجنوبية في سوريا بتضرر المحصول بشكل كبير جداً، الأمر الذي زاد التكاليف على الفلاحين وتجار الخضر والفواكه.

وبعد دفء الجو ودخول الربيع بشكل فعلي بعد منتصف نيسان يزيد العرض في أسواق الهال بعموم المحافظات السورية ما يؤدي إلى انخفاض أسعار العوجا والعديد من الفواكه الموسمية الأخرى مثل الفريز والجانرك.

ويستفيد الفلاحون من خط التصدير بما يخص اللوز الأخضر (العوجا) لأن إنتاجها قليل في بلاد الشام مقارنة بالفواكه والخضار الأخرى حيث تحتاج إلى أجواء معينة حتى تنمو إلى جانب أوقات محددة للقطاف.

وشجرة اللوز نموها سريع ولا تحتاج إلى كميات أمطار مرتفعة ولا تتطلب خدمات كبيرة قياساً بباقي الأشجار لكنها تستلزم متابعتها فيما يتعلق بدبور ثمار اللوز لمكافحته تفادياً لأضراره.

ذرة وفول نابت وترمس

ومع وجود العوجا والجانرك يعمل أبو أحمد في بيع الذرة الصفراء والفول النابت والترمس أحياناً بحسب المتوفر والطلب، حيث أكّد أن الناس في الشتاء تميل للفول النابت وفي الأجواء الأكثر دفئاً للذرة مع بهارات أو الترمس لأنها باردة، ومع دخول الصيف نبدأ ببيع الصبارة.

ويبدأ سعر صحن الفول النابت من 15 ألف ليرة مع كاسة مرقة صغيرة وتوجد أحجام أكبر بـ 20 ألف ليرة و25 ألف ليرة، حيث تعد هذه الوجبة من أشهر أطباق أكلات الشارع في دمشق.

وترتفع تكاليف تحضير الفول لأنه بحاجة دائمة إلى الغاز ما رفع أسعاره بشكل كبير، حيث يضطر لشراء الغاز من السوق السوداء بشكل أسبوعي ودون توقف.

الأمر نفسه ينطبق على بيع عرانيس الذرة والتي تحتاج إلى سلق بالماء على الغاز وهذا ما يزيد من كلفتها، في حين هناك بعض الباعة يعمدون إلى سلق الذرة على الحطب في نواحي دمشق ثم يأتون بها ويبقونها على الغاز بنار هادئة بهدف أن تبقى ساخنة مما يقلل التكاليف إلى حد ما.

وقال عمر أحد باعة عرانيس الذرة في دمشق، إن سعر عرنوس الذرة المتوسط بـ 40 ألف ليرة، وقد يصل إلى 55 ألف ليرة للحبة الكبيرة، أما الصغير فنبيعه بـ 35 ألف ليرة.

وأضاف لموقع "تلفزيون سوريا"  في شهر رمضان يقل المبيع لدرجة كبيرة جداً، حتى بعد التراويح لا يشتري الناس منا، لذلك نبيع مشروبات رمضان من سوس وتمر هندي وجلاب وقمر الدين، إضافة إلى المعروك أحياناً لتأمين الرزق.

ولفت إلى أن "الترمس أيضاً من الأكلات المنتشرة على البسطات والعربايات في الشام، إلا أن هذه الأكلة أيضاً ليس لها رغّيبة في رمضان، لذلك الموسم تبعنا يكون في العيد وبالأيام العادية أكثر".