icon
التغطية الحية

العراضة الشامية.. تراث شعبي سوري يمتزج بعادات الأردن |صور

2023.10.03 | 12:38 دمشق

فرقة عراضة شامية أسسها لاجئون سوريون في الأردن - الأناضول
فرقة عراضة شامية أسسها لاجئون سوريون في الأردن - الأناضول
 تلفزيون سوريا - وكالات
+A
حجم الخط
-A

"صلوا على محمد.. مكحول العين.. العادية.. والله عليه" أسلوب غنائي استعراضي لم يكن للأردنيين أن يسمعوه ولا يشاهدوه في مناسباتهم وحفلاتهم قبل الثورة السورية عام 2011 إلا بالحدود الدنيا أو عبر شاشات التلفزة، ولكنه أصبح تقليداً مستحدثاً يمتزج بعاداتهم.

تلك هي "العراضة" السورية أو ما تعرف بـ"العراضة الشامية"، والتي انتقلت إلى المجتمع الأردني كأحد عوامل تأثير لجوء السوريين إلى المملكة؛ تحت وطأة حرب لم تسلم منها أبسط جوانب الحياة، وطالت المادي منها والمعنوي.

وبحكم القرب الجغرافي والترابط الديموغرافي بين الجارتين سوريا والأردن، كانت المملكة من أكثر الدول تأثراً بما تشهده سوريا إذ يستضيف الأردن على أراضيه نحو 1.3 مليون سوري، ما أدى إلى انتقال طقوس وعادات، بينها "العراضة الشامية".

أجواء العراضة

"عريـس الزين يتهنّـى.. يطلـب علينا ويتمـنى".. بهذه الكلمات بدأ "محمد أبو سردانة" (48 عاماً) استعراضه، وهو يقف مرتدياً زيّاً شامياً تراثياً بين صفين من الشبان، الذين يرتدون أيضاً لباساً موحداً ويحملون آلات موسيقية متنوعة من طبول ودفوف.

لتبدأ بعدها رقصة السيف وترس، وسط مسير الفرقة صوب حمام "الساحة"، وهو من أقدم الحمامات الشامية في محافظة إربد شمالي الأردن؛ ليكملوا فقرات اعتادوا القيام بها في الأعراس والحفلات.

وقال أبو سردانة، وهو قائد الفرقة، لوكالة الأناضول: "نحن فرقة عراضة سورية، جئنا بأول اللجوء، وكان لدينا فرقة بالشام.. بالقديم قبل العام 2011 كان هناك فرق موجودة بالأردن، ولكن بشكل قليل، وقررنا أن نعيد إحياء تراثنا هنا، وحاولنا أن نمزج بينه وبين الأردني لأن هناك ترابطاً، وهو ما خفف علينا".

وأضاف: "الآن تستطيع أن تشاهد العراضة متواجدة بجميع الأعراس الأردنية والمهرجانات وحفلات الجامعات؛ لأنها نموذج فني خاص".

وشدد على أن "اللجوء كلمة سلبية، ونحاول أن نحدث تمازجاً مع الثقافة الأردنية".

الدراما السورية وأثرها في نشر التراث

الأكاديمي والباحث في علم الاجتماع حسين خزاعي، قال إن "العراضة أصبحت مؤخراً جزءا من العادات الأردنية، والسبب في ذلك هو أن الأردنيين يتابعون الدراما السورية ويتأثرون بها".

وأضاف: "زي المشاركين بهذه الفقرات الفنية شعبي ومقبول وقريب من الأردنيين، إضافة إلى أن العراضة باتت من صلب اهتمام المجتمع الأردني".

واعتبر أن "ما يزيد الإعجاب والإقبال عليها أن المشاركين أيضاً من فئات عمرية مختلفة، كبار وصغار السن، ما يجعلها محببة من كبار السن بشكل خاص، فضلاً عن أن الآلات الموسيقية المستخدمة بسيطة، وأيضا إحضار هذه الفرق كشرط لبعض حفلات الزفاف أمر غير مكلف".

اندماج اللاجئين السوريين الاجتماعي في الأردن

وفيما يتعلق بأثر اللجوء في استحضار "العراضة" داخل المجتمع الأردني، قال خزاعي إن ذلك "نتيجة طبيعية، خاصة في ظل طول مدة بقاء السوريين بالأردن".

وأضاف: "نحن نتحدث عن قرابة 13 عاماً من التعايش المجتمعي، مضافاً لها سنوات طوال من اختلاط الشعبين الأردني والسوري مع بعضهم بحكم علاقة الجيرة، وهو ما أدى إلى ظهورها بشكل واضح داخل المناسبات بالمملكة".

وفي الأردن يوجد نحو 1.3 مليون سوري، قرابة نصفهم مسجلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بصفة "لاجئ"، فيما يقيم 750 ألفاً منهم في المملكة قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011، بحكم النسب والمصاهرة والعلاقات التجارية بين البلدين.