icon
التغطية الحية

الظروف المعيشية والأمنية تجبر مئات الشبان في الحسكة على الهجرة

2022.08.31 | 17:33 دمشق

1
مدينة الحسكة (نورث برس)
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

شهدت محافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا هجرة مئات الشبان عبر تركيا وإقليم كردستان العراق، بهدف الوصول إلى أوروبا، في ظل الظروف الأمنية والمعيشية السيئة التي تعيشها المنطقة.

وقالت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا إن "ما لا يقل عن 400 شاب تمكنوا من عبور الحدود التركية خلال الشهر الجاري عبر مهربين ينشطون في منطقتي الدرباسية والمالكية (ديرك)".

وأضافت أن "الشخص الواحد يضطر لدفع مبلغ بين 2500 إلى 5500 دولار أميركي مقابل الوصول إلى تركيا، قبل أن يتوجه منها إلى إحدى الدول الأوربية، التي تصل كلفة الهجرة إليها إلى أكثر من 15 ألف دولار".

طلاب الجامعة يهاجرون هرباً من التجنيد الإجباري

أحد أبناء مدينة المالكية، قال إن "ثلاثة شبان من عائلته تمكنت الأسبوع الفائت، من الدخول إلى تركيا بعد دفعهم مبلغ خمسة آلاف دولار عن كل شخص لمهرب محلي". معتبراً أن ازدياد وتيرة الهجرة من مناطق سيطرة "قسد" تعود إلى "الظروف الأمنية غير المستقرة في المنطقة وتدهور الوضع المعيشي وعدم توفر فرص العمل وانتشار البطالة".

ويقول محمود سليم وهو شاب على أبواب التخرج من كلية العلوم في الحسكة  "لا خيار أمامه سوى الهجرة للحصول على فرصة عمل جيدة، والتهرب من التجنيد الإجباري الذي تفرضه (قسد) على الشباب". موضحاً أن "غالبية الطلاب الشباب يخططون للهجرة إلى كردستان العراق بهدف العمل أو إلى أوروبا فور تخرجهم من الجامعة وهناك طلاب هاجروا حتى قبل إنهاء تعليمهم الجامعي".

عائلات بأكملها تهاجر

ويلجأ شبان آخرون إلى دخول الأراضي التركية عبر مهربين محليين ينقلونهم عبر مناطق سيطرة الجيش الوطني في رأس العين مقابل مبالغ 2500 دولار أميركي للشخص الواحد. بحسب مصادر تلفزيون سوريا.

أحد السماسرة النشطين في عمليات "تهريب البشر" قال لموقع تلفزيون سوريا إن "توجه المواطنين للهجرة خلال الشهرين الماضيين ارتفع بشكل كبير ولم يقتصر الأمر على الشباب فقط، بل شمل عوائل كاملة هاجرت من المنطقة".

وأضاف أن "هناك طرقاً للتهريب من لبنان وإقليم كردستان العراق والإمارات عبر تأمين فيزا زيارة أو سياحة إلى دولة ثانية على حدود أوروبا، ليتم بعدها إدخال المهاجرين إلى أوروبا عبر الشاحنات أو السيارات أو السير على الأقدام". مؤكداً أنه "خلال أسبوع واحد أكثر من 100 شاب من المالكية عبروا الحدود السورية نحو تركيا".

الظروف المعيشية والأمنية في مناطق سيطرة "قسد"

وتشهد مناطق سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية) "قسد" ظروفاً معيشية صعبة، في ظل الارتفاع الكبير بالأسعار، بالإضافة إلى استمرار أزمة المحروقات، وعدم توفر فرص العمل، وجمود النشاط التجاري والعمراني، على خلفية التصعيد الأخير على الشريط الحدودي مع تركيا.

وخلال الأسابيع الماضية، شهدت مناطق سيطرة "قسد" تصعيداً عسكرياً كبيراً على طول الشريط الحدودي مع تركيا شمالي الحسكة، ما تسبب بحدوث موجات نزوح وجمود في حركة الأسواق والنشاط التجاري في عموم المنطقة.

وشنت "قسد" منذ مطلع الشهر الجاري حملة تجنيد واسعة شملت شبابا وقصرا غير مطلوبين للخدمة الإلزامية بهدف تجنيد أكبر عدد من الشباب ضمن قواتها.

ويعد شعور الأهالي بعدم الاستقرار الأمني في المنطقة أحد أبرز الأسباب التي دفعت عوائل وشبابا ورؤوس أموال للهجرة والخروج من المنطقة باتجاه دول الجوار وأوروبا.