icon
التغطية الحية

تواصل هجرة الشباب يكبّل قدرة الإدارة الذاتية على تأمين "الكوادر"

2021.09.01 | 07:23 دمشق

198053009_1619256364930961_5918368191554451725_n.jpg
الحسكة - جان أحمد
+A
حجم الخط
-A

تواجه الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا مأزقاً حقيقياً حيال النقص الكبير والمستمر بكوادرها في العديد من المؤسسات، بسبب موجة الهجرة التي تعصف بمناطق سيطرتها.

وأفاد مصدر من "الإدارة الذاتية" بأن "موجة الهجرة تطول بشكل أكبر فئة الشباب الذين لطالما اعتمدت عليها الإدارة، وبشكل خاص في الجانب الأمني والعسكري".     

إغلاق مقرّين لـ "الأسايش" في مدينة القامشلي

وكشف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه أن أعداد المهاجرين من موظفي الإدارة الذاتية في تزايد مستمر، مؤكّداً أن الإدارة اضطرت بسبب النقص الشديد لعناصر "الأسايش" في مدينة القامشلي إلى إغلاق مركزين لهم، أحدهما في الأحياء الشرقية من المدينة، والثاني في القسم الغربي.

وأوضح المصدر أن "الإدارة أقدمت على إعادة فرز العناصر، ونقلهم من مؤسسة لأخرى بحسب الحاجة، حيث اضطرت إلى فرز أعداد من عناصر شرطة المرور (ترافيك) إلى (الأسايش)، الذين هاجر عدد كبير منهم، خصوصاً المفروزين على حراسة مركز المدينة والسوق".

تأثير هجرة شباب "المكون العربي" على "الإدارة الذاتية"

وبحسب مصادر مطلعة، فإن سياسة الاغتيالات والخطف والاعتقالات والتجنيد الإجباري التي تتبعها أجهزة "الإدارة الذاتية" زادت في هجرة كثير من الشباب من "المكون الكردي"، ما دفع "الإدارة الذاتية" لاستقطاب موظفين وكوادر لمؤسساتها -خصوصاً الأمنية والعسكرية- من "المكون العربي".

وذكرت المصادر أن "(الإدارة الذاتية) لطالما عملت على استقطاب (المكون العربي) جنوبي القامشلي والحسكة، من خلال فتح مشاريع شكلية في مناطقهم أو توزيع سلال غذائية، أو الإفراج عن أشخاص كانوا متورطين مع (تنظيم الدولة)، من أجل الاعتماد عليهم في سدّ الفراغ الحاصل ضمن مؤسساتها".

وقالت المصادر إن "موجة الهجرة التي طالت منطقة قسد أو الإدارة الذاتية خلال الشهرين الماضيين، كان أكثر من نصفها من شباب (المكون العربي)، خصوصاً في القرى الجنوبية والجنوبية الشرقية التابعة لمدينة القامشلي".

وأضافت أن "بعض القرى أصبحت خالية تماماً من الشباب، ففي قرية (فارسوك) جنوب شرقي القامشلي هاجر أكثر من 35 شاباً بيوم واحد"، مشيرةً إلى أن "هذه الهجرة المخيفة انعكست سلباً على الإدارة الذاتية".

قيادي كردي: ما نشاهده اليوم هو نزيف بشري يقابله سيطرة الجهلة والمفسدين

وفي سياق متصل قال عضو اللجنة السياسية لحزب "يكيتي الكردستاني - سوريا" (أحد أكبر أحزاب المجلس الوطني الكردي) إسماعيل رشيد إن "سيناريو نظام الأسد يتكرر في مناطق سيطرة إدارة PYD، من حيث القمع ومصادرة أملاك المعارضين لهم، والترحيل خارج الحدود والتجنيد الإجباري، والتعليم المؤدلج، واعتقال مخالفي الرأي وفرض الإتاوات وغياب الخدمات، ناهيك عن الأوضاع المعيشية المزرية".

وأكد رشيد أن "ظاهرة الهجرة والتهجير أثرت سلباً على الحالة العامة للبلاد، خصوصاً هجرة الشباب والطاقات والعقول، والتي ستظهر نتائجها الكارثية مستقبلاً".

وأضاف "للأسف ما نشاهده اليوم هو نزيف بشري للعقول، يقابله سيطرة الجهلة والمفسدين على مفاصل الحياة، والذي ينذر بمستقبلٍ مشؤوم". مبيناً أن "النظام وسلطات الأمر الواقع يتحملون المسؤولية الكبرى حيال ما يجري، فالهمّ الوحيد لهم هو تنفيذ أجندات دول، والحفاظ على دورهم ومصالحهم الوظيفية على حساب قوت وكرامة الشعب".