icon
التغطية الحية

الطلاب ذوو الاحتياجات الخاصة في جامعات إدلب.. بين الإهمال وغياب الدعم والخدمات

2023.07.12 | 07:16 دمشق

غياب تام للخدمات الواجب توفرها لذوي الاحتياجات الخاصة في جامعات إدلب
غياب تام للخدمات الواجب توافرها لذوي الاحتياجات الخاصة في جامعات إدلب
إدلب - عمر حاج حسين
+A
حجم الخط
-A

يعاني الطلاب ذوو الاحتياجات الخاصّة في جامعات الشمال السوري وإدلب تحديداً، من غياب الحلول التي تسهّل حركتهم في التوجه إلى قاعات الامتحان والتنقل داخل صفوف الجامعة أو الصعود إلى الطوابق العلوية داخل كلياتهم الجامعية، من دون الاستعانة بالآخرين.

وعلى الرغم من اقتراب انتهاء امتحانات العام الدراسي لهذه السنة، فلا تزال الحلول غائبة عن أذهان السلطات، في ظل شكاوى عدّة تطالب بضرورة تأمين ممر خاص لأصحاب الكراسي المتحركة أو الأطراف الصناعية، الذين قد يتأثرون من أي ازدحام في أثناء الدخول والخروج إلى جامعاتهم.

الجامعات غير مجهزة لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة 

الشاب جمعة كامل (اسم مستعار)، وهو طالب في كلية الحقوق، ويعاني من تليّن العظام منذ صغره، تحدث لموقع "تلفزيون سوريا' عن صعوبة دخوله لكليته وافتقار الأخيرة لأيّ ممرات خاصة من شأنها تسهيل دخول كرسيه المتحرك بشكل دائم، من دون الاستعانة بالآخرين.

ولا يختلف الأمر عند الشاب مصطفى العبد الله، الذي فقد أطرافه السفلية إثر غارة جويّة روسية، وقد اشتكى خلال حديثه مع موقع "تلفزيون سوريا" من غياب الخدمات الواجب توافرها لذوي الاحتياجات الخاصة في جامعات إدلب، وخاصّة تأمين وسائل نقل مجانية توفر عليهم كلفة الذهاب والإياب من الجامعة.

يؤكد العبد الله أن ذهابه إلى الكلية يقتصر على الامتحانات فقط، بسبب غلاء أجور التنقل وعدم امتلاكه سيارة شخصية لحضور جميع الدروس في الجامعة، بالإضافة إلى غياب حافلات النقل الداخلي التي توفر عليه مشقة البحث عن وسيلة نقل.

يسكن العبد الله في بلدة كفر ناصح غربي حلب، وتبعد عن أقرب نقطة لانطلاق حافلة النقل الداخلي إلى إدلب قرابة 20 كم، الأمر الذي وصفه بـ"العائق" الكبير أمامه، مطالباً بضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة واستيعاب مفهوم المساعدة لذوي الإعاقة في التنقلات.

أعداد الطلاب ذوي الإعاقة

تبلغ إحصائية أعداد الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة إدلب فقط قرابة 200 طالب وطالبة، وفقاً لمصدر مطلع على شؤون الطلاب، فضل عدم ذكر اسمه، والذي أكّد على أن أعداد الطلاب من ذوي الاحتياجات تزداد سنوياً في الجامعة.

ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية يُعرف الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة بأنه يختلف عن المستوى الشائع في المجتمع في صفة أو قدرة شخصية، سواء كانت ظاهرة كالشلل وبتر الأطراف وكف البصر، أو غير ظاهرة مثل التخلف العقلي والصم والإعاقات السلوكية والعاطفية.

وفقاً لاستطلاع أجريناه مع مجموعة من ذوي الاحتياجات وجميعهم يدرسون في جامعات الشمال السوري، فإن إدارة معظم الجامعات تفتقد أساليب عدّة للتعامل مع الطلاب المعوقين وأهمها التساوي بين الشخص السليم والعاجز، من ناحية الوقت المحدد للفحوصات من دون مراعاة للظروف الصحية والقدرات التي يمتلكها أحدهم دون الآخر.

يؤكد ممّن استطلعنا رأيهم أن اهتمام إدارة الكليات ليست فقط في تأمين ممرات وتوفير مواصلات، مشيراً أن العديد من ذوي الإعاقة بحاجة إلى تكفل الجامعة في دراسته بشكل دائم، لافتقار معظمهم إلى فرص العمل في ظل غلاء المعيشة.

وتختلف الرسوم السنوية للطلاب المقبولين في جامعة إدلب من فرعٍ إلى آخر، وتتقاضى إدارة الجامعة سنوياً 250 دولاراً من طلاب الكليات الطبية، و200 دولار من طلاب الهندسات (المعلوماتية، المدنية، المعمارية) في حين تتقاضى 175 دولاراً لكليتي الهندسة والطب البيطري، و150 دولاراً لباقي المعاهد والكليات.

ما أبرز المطالب؟

يرى خريج هندسة المعلوماتية في جامعة إدلب، عبد الله عكوش، أن أهم المعوقات التي واجهها في أثناء دراسته في الجامعة، هو ضرورة اصطحاب أحد الأشخاص معه بشكل دائم إلى الكلية بهدف إعانته على حركة كرسيه الكهربائي، بالإضافة إلى مساعدته في الصعود إلى الطابق العلوي.

وطالب عكوش خلال حديثه مع موقع "تلفزيون سوريا"، بضرورة النظر في حال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتخصيص الصفوف الأرضية لهم، بالإضافة إلى تأمين وسائل نقل لهم، مشيراً أن العديد من الطلاب بحاجة ملحّة إلى وسائل نقل مجانية لعدم قدرتهم على أعباء التنقل المكلفة.

ونفى عكوش وجود أي جهة تتكفل بدعم أو دفع تكاليف ونفقات الجامعة للطلاب ذوي الاحتياجات في منطقة إدلب.

28 في المئة من السوريين لديهم إعاقة

ووفقاً لتقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش، في عام 2022، فإن ما يقارب 19 في المئة من السوريين الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عاماً، يعانون إعاقة جسدية أو ذهنية بسبب الحرب، كما أنهم الأكثر عرضة للأذى، ويفتقرون إلى الرعاية الصحية والتعليم والمساعدات.

وتؤكد الأمم المتحدة أن قرابة 28 في المئة من السوريين لديهم إعاقة، أي ما يقارب ضعف المعدل العالمي، بسبب الحرب وعدم تلقي الرعاية والخدمات.

وبعد مضي أكثر من عقدٍ على الحرب، لا يزال الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة في سوريا يكافحون للفرار من الهجمات، ولا سيما بسبب الافتقار إلى الأجهزة المساعدة أو التحذيرات المسبقة الفعالة والشاملة.

ماذا عن الاعتراف بالشهادات؟

وعلى الرغم من كل الصعوبات التي يواجهها ذوو الاحتياجات الخاصة في شمالي سوريا، ونضالهم في ظل الظروف الأمنية التي تعيشها منطقة إدلب، للحصول على شهادة جامعية تؤهلهم للعمل، فإن حاملي الشهادات من أصحاب الجسد السليم والمعاقين أيضاً ما زالوا إلى اليوم يشكون من مشكلة الاعتراف الخارجي بإجازاتهم، على الرغم من حصول وزارة التعليم في إدلب على اعترافات من جهات دولية وجامعات.

وحصل مجلس التعليم العالي التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي في إدلب، في آذار العام الماضي، على اعتراف الرابطة الدولية لضمان جودة التعليم العالي (QAHE)، كما حصلت الوزارة في حزيران 2022 على شبكة ضمان الجودة في آسيا والمحيط الهادئ (APQN).

ومطلع عام 2015 تأسست جامعة إدلب، وانطلقت في بدايتها بعدد قليل من الكليات والمعاهد، ثم افتُتحت لها فروع وكليات وأقسام جديدة في السنوات اللاحقة.