icon
التغطية الحية

الشوندر السكري في سوريا.. محصول استراتيجي حوّله النظام إلى علف للحيوانات

2023.12.21 | 23:13 دمشق

آخر تحديث: 21.12.2023 | 23:13 دمشق

الشوندر السكري
الشوندر السكري في معمل "سكر سلحب" بريف حماة
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

أبدى مزارعو الشوندر السكري في منطقة سهل الغاب بريف حماة، قلقهم وامتعاضهم من عدم اعتماد المحصول الاستراتيجي في خطة وزارة الزراعة التابعة للنظام السوري، وعدم تخصيصه بالمستلزمات المطلوبة، وتحويله علفاً للمواشي.

وبحسب ما نقل موقع "أثر برس" عن بعض المزارعين، فإنّهم كانوا يعوّلون الكثير على المحصول، نظراً لمردوده الريعي، وما يتيحه لليد العاملة من العمل، مؤكّدين أن تقديمه علفاً للمواشي، خلال السنوات الماضية، تسبّب بخسارة كبيرة للاقتصاد المحلي.

من جهته، اعتبر مدير عام الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب التابعة للنظام أوفى وسوف، بأنّ المزارعين مصيبون بعدم زراعة محصول الشوندر السكري، مشيراً إلى أنّه "المحصول الاستراتيجي الثالث بعد محصولي القمح والقطن".

وكشف أنّ "إنتاج سوريا من محصول الشوندر كان يصل، قبل العام 2011، إلى 2 مليون و220 ألف طن، منها 685 ألف طن من سهل الغاب، وكان مردود السكر الخام الناتج يغطي حوالي أكثر من 40% من حاجة البلاد المحلية".

وأضاف: "مع تبدّل الظروف وعدم توفير مستلزمات المحصول، بدأ بالتراجع التدريجي إلى أن وصلت الأمور بأن يُزرع ويُقدّم علفاً للماشية، بدءاً من العام 2016، ثم توقّفت زراعته لمدة 5 سنوات، وزُرع مجدداً في عامي 2022 و2023 دون أي عملية تصنيع، وقُدّم علفاً للماشية أيضاً".

وبحسب "وسوف" فإنّ "تكلفة زراعة الشوندر السكري نحو 14 مليار ليرة سوريّة دفعتها وزارة الصناعة للمزارعين نظراً للعقود المبرمة بينهم وبين شركة (سكر سلحب)، لكن كانت الكميات المنتجة قليلة جداً ولا تكفي لتحريك عجلة التصنيع اقتصادياً، فكان القرار بتقديمه علفاً بعد فرمه في الشركة".

وعن عدم وجود الشوندر السكري في خطة "وزارة الزراعة" حتى الآن، أفاد "وسوف" بأنّ "السبب الجوهري لعدم زراعة المحصول رغم أهميته وقيمته، يعود لعدم تقديم أي دعم للمحصول، خاصّة الأسمدة والمحروقات، زد على ذلك عمره الطويل ومكوثه في الأرض".

وتابع: "سهل الغاب كان يُنتج لوحده 50% من إجمالي محصول الشوندر السكري في سوريا، ثم بدأ يتراجع تدريجياً رغم الرغبة الجامحة لدى المزارعين لزراعته، دون نسيان تدنّي تسعيرة شراء المحصول منهم".

معامل السكر في مناطق سيطرة النظام السوري

لدى "المؤسسة العامة للسكر" (تأسّست بموجب المرسوم رقم 1446 تاريخ 1975) في سوريا، 9 معامل للسكّر والخميرة والزيت والصابون والكحول هي:

  • معمل سكر حمص: تضم معامل سكر وخميرة وزيت وصابون وكحول.
  • معمل سكر الغاب: يقع في مدينة جسر الشغور بريف إدلب.
  • معمل سكر تل سلحب: يقع في منطقة الغاب بريف حماة الغربي.
  • معمل سكر الثورة (مسكنة): يقع في ريف حلب الشرقي.
  • معمل سكر الرقة.
  • معمل سكر دير الزور.
  • معمل خميرة الشهباء في حلب.
  • معمل خميرة الفيحاء في محافظة ريف دمشق.
  • معمل الخميرة الوطنية (حرستا) في محافظة ريف دمشق.

وتوقّفت كل معامل السكر الواقعة في مناطق سيطرة النظام السوري عن إنتاج السكر، منذ عام 2016، مع تراجع إنتاج الشوندر السكري بسبب الحرب، مع محاولات لـ معملي "سكر سلحب وسكر حمص" العمل بشكل متقطّع، قبل أن تحوّل حكومة النظام مادة الشوندر إلى علف.

وتعتبر وزارة الصناعة في حكومة النظام السوري أنّ "كل دورة إنتاج أقل من 100 ألف طن من السكر غير مجدية اقتصادياً"، وبحسب التقديرات، فإنّ كمية الإنتاج للعام الجاري تتراوح بين 35 إلى 40 ألف طن، وبالتالي سيُحوّل مجدّداً إنتاج موسم الشوندر السكري إلى علف للحيوانات، لذا لن يكون هناك إنتاج للسكر هذا العام.

ويشتهر سهل الغاب (خاصّة منطقتي قلعة المضيق والزيارة وريفهما) غربي حماة، بإنتاج الشوندر السكري على مستوى سوريا، نظراً لوفرة المياه فيها وخصوبة تربتها، لكنّ سنوات الحرب انعكست سلباً على ذلك.

يشار إلى أنّ عموم مناطق سيطرة النظام السوري تعاني من أزمات اقتصادية ترافقها أزمات على مختلف المستويات، كما يعاني السكّان من صعوبات في تأمين السكر، الأمر الذي أدّى إلى ارتفاع أسعاره في السوق بشكل مضاعف.