icon
التغطية الحية

خسائر كبيرة لمزارعي الشوندر السكري بعد إيقاف حكومة النظام "معمل سكر تل سلحب"

2023.06.10 | 09:48 دمشق

شوندر سكري
معمل سكر تل سلحب ـ مواقع التواصل
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

في نهاية شهر أيار الفائت، قررت اللجنة الاقتصادية في حكومة النظام السوري إيقاف تشغيل معمل سكر تل سلحب بحجة عدم جدوى التشغيل الاقتصادية للمعمل الذي تُقدر طاقته التشغيلية بـ 400 ألف طن، كما قال مدير المعمل مدين علي في تصريحات صحفية.

أدى ذلك إلى خسارة مزارعي الشوندر السكري تكاليف زراعتهم لما يقارب الــ 16 ألف دونم من الشوندر بعد قرار اللجنة الاقتصادية (عدم تشغيل معمل سكر تل سلحب) لأن كميات المحصول لهذا العام تقدر  بـ 36 ألف طن فقط، بينما الكميات المزروعة غير كافية لتشغيل المعمل الذي يحتاج  150 ألف طن كحد أدنى للتشغيل، وفقاً لعلي.

من يستورد السكر في سوريا؟

في المقابل، يربط مزارعون قرار حكومة النظام تعليق عمل معمل السكر باستمرار استيراد مادة السكر المحتكرة من قبل طريف الأخرس والد زوجة أسماء الأسد.

ويقول صالح، 56 عاماً، وهو مزارع من محافظة حماة لموقع تلفزيون سوريا "زرعت ما يفوق 10 دونمات من الشوندر السكري واليوم لا خيار لي غير بيعها علفاً للحيوانات"، مضيفاً أنَّ موسم الشوندر جيد لهذا العام، لكنَّ حكومة النظام ترغب في الاستمرار في استيراد مادة السكر، وفقاً لقوله.

ويوضح المزارع الخمسيني، أن بيع المحصول علفاً لا يغطي إلا جزءا بسيطا من تكاليف زراعته التي كان معظمها بالدين، مشيراً إلى أن ما شجعه على زراعة الشوندر إعادة المعمل للوضع التشغيلي في العام الفائت 2022.

وكذلك يعبَّر المزارع خالد، 44 عاماً، وهو من سكان ريف حماة (منطقة الغاب) عن غضبه من قرار حكومة النظام قائلاً "إنَّ موسم الشوندر لا يحتمل هكذا قرار، ولا يمكن انتظار حصول قرار معاكس"، مضيفاً أن خسائره كبيرة بعد زراعته ما يقارب الـ 20 دونما بتكاليف مرتفعة.

ولا يختلف ما حدث مع "صالح وخالد" عن غيرهما من مزارعي مادة الشوندر السكري، والذين تعرضوا لخسارة تكاليف زراعتهم لمحصول لم يعد استراتيجيا بنظر مسؤولي حكومة النظام الذين تخلوا عن وعودهم بدعم المحصول لهذا العام.

ما خيارات المزارعين البديلة؟

من جهته يشير المهندس الزراعي سائر، إلى أن مبررات النظام لإيقاف تشغيل المعمل بحجة الكميات التشغيلة غير دقيقة، إذ هناك محصول جيد هذا العام بمساحة مزروعة تقدر بـ 16 ألف دونم شوندر سكري.

ويوضح المهندس الذي اكتفى بالتعريف عن نفسه بالاسم الأول في حديثه لموقع تلفزيون سوريا أنَّ قرار حكومة النظام مرتبط بالاستمرار في استيراد السكر لصالح تاجر معروف، وأنَّ لدى مزارعي الشوندر السكري في حماة خيار بيع محصولهم إلى معامل الحسكة أو الرقة لإنتاجه كعلف وليس كسكر.

كما يدعو المهندس سائر المزارعين إلى الاستغناء عن زراعة المحاصيل الاستراتيجية والتوجه نحو الزراعات البسيطة والموسمية والتي لا تحتاج إلى رأسمال كبير ولا تدخل الحكومة في تصريفها.

وكان مدير عام  هيئة تطوير الغاب ادعى أن المساحة السليمة المتبقية للمحصول هي 831 هكتارا، بعد قلب نحو  24 هكتار لأسباب مختلفة، منها الأضرار الناجمة عن الظروف الجوية والرياح وغيرها، وقدّر كميات الإنتاج الأولية للمحصول في الغاب بنحو 33 ألف طن، بمعدل 4 أطنان للهكتار الواحد.

وقال "وسوف" في تصريحات صحفية إنَّ "أسباب التدني الكبير لزراعة الشوندر تعود إلى خوف المزارعين بسبب تضرر المحصول بالموسم السابق من جراء الظروف الجوية، وارتفاع تكاليف زراعته من أسمدة ومحروقات وأجور عمال وآليات، فضلا عن عدم تأمين أسمدة للمحصول هذا الموسم من قبل المصارف الزراعية.