icon
التغطية الحية

السوريّة أم يوسف.. زوجة مغيّب تعمل على "مكبس بلوك" لإعالة أطفالها| فيديو

2021.06.10 | 19:42 دمشق

14-1.jpg
كريمة أم يوسف (تلفزيون سوريا)
إسطنبول - محمد حسن
+A
حجم الخط
-A

تقضي "كريمة"، أم يوسف، القادمة من بلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي يومها في العمل بـ "مكبس بلوك" بعد أن استقر بها الحال مع أطفالها في أحد مخيمات ريف إدلب.

أقامت كريمة مع أطفالها في خيمة حصلت عليها من إحدى النساء في المخيم لفترة مؤقتة، قبل أن تبني خيمتها الخاصة بمساعدة أخيها وتدعمها ببعض الطوب والأسمنت لعله يقيهم من برد الشتاء القارس وحر الصيف القاسي في المخيمات.

وخلال بناء خيمتها خطرت لها فكرة إنشاء "مكبس بلوك" خصوصاً أن زوجها كان يعمل بهذه المهنة نفسها، لتشتري بعد ذلك الآلة والمعدات اللازمة وتتساعد مع أخيها وأولادها في العمل لتأمن لقمة عيش أطفالها واحتياجاتهم الشخصية وتصرف قسماً من المردود على تشييد خيمتها بشكل أفضل.

بشق الأنفس تجد كريمة وقتاً خلال يومها الطويل لتفكر في نفسها أو في زوجها الذي لا تعرف عنه شيئاً منذ أن أغلقت عليه سجون نظام الأسد، وتصب تفكيرها على عملها وأبنائها وإشراكهم في العمل معها.

تبدأ أم يوسف عملها في الساعة الخامسة فجراً حتى وقت قبل الظهيرة بساعة أو ساعتين بحسب طلبات وضغط العمل، ويساعدها أطفالها في كبس البلوك وتحميله، ولكن حركة العمل تراجعت هذا العام بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية لدرجة أن العمل يتوقف أحياناً لأسبوعين.

تحدي كريمة لنظرة المجتمع

عانت كريمة في البداية من نظرة المجتمع حولها، لانتقادهم انخراطها بعملٍ شاق يعتبرونه حكراً على الرجال فقط، لكنها في نهاية المطاف نالت احترام الجميع وهي الساعية إلى تأمين لقمة عيش أطفالها.

لم تكترث أم يوسف لكل الأقاويل التي كانت تسمعها من المجتمع حولها، بل على العكس كانت فخورة جداً لأنها تكدّ لتأمين لقمة عيش أطفالها، وبالنسبة لها فإن أي عمل هو أفضل من سؤال الآخرين ومد اليد لهم.

الصعوبات التي تواجه كريمة في ظل توقف العمل وانقطاع المساعدات

تراجُع العمل بعد ازدهاره هي مسألة تؤرق كريمة، كما تحرق قلبها طلبات أبنائها حين تشعر أنها عاجزة عن تلبيتها، فلا تسعفها إلا دموعٌ تنحدر على وجنتيها.

التحدي الأكبر الذي يواجه أم يوسف كل يوم في ظل انقطاع المساعدات وتراجع حركة العمل وتوقفها أحياناً، هو مسألة تأمين الخبز لأطفالها والذي يكلفهم يومياً أكثر من ثلاثة آلاف ليرة سورية.

تقول كريمة "في العام الماضي كانت حركة العمل أفضل وكان المردود يكفينا لتوفير حاجياتنا اليومية ومصروف الأطفال، ولكن أصعب مرحلة مررنا بها هي فترة توقف العمل بسبب جائحة فيروس كورونا، حيث توقف العمل لمدة شهر تقريباً، ومرض أطفالي حينذاك وكانوا بحاجة إلى الطبابة والأدوية".

أمٌ عاملة تكد وتجتهد في عملها الشاق، تعجزها احتياجات أبنائها للتعليم بحفنة أقلام ودفاتر لا يمكن تأمينها لهم فتبتلع مرارةً إضافية على طريق التهجير الذي لا ينتهي.

وتعتريها مشاعر متناقضة إزاء افتتاح المدارس وتعليم أبنائها، فمن ناحية تتمنى أن تفتح المداس كي يكمل أبناؤها تعليمهم حتى لا يبقوا أميين لا يعرفون القراءة والحساب، ومن ناحية أخرى ترغب في أن تبقى المدارس مغلقة بسبب مصاريف المدارس الباهظة التي لا تقدر على حملها خصوصاً وهي الأم لخمسة أولاد.