icon
التغطية الحية

السوريون يفضلون تأمين الطعام.. موسم الفواكه يبدأ بأسعار غير معقولة

2023.05.29 | 09:45 دمشق

آخر تحديث: 29.05.2023 | 09:45 دمشق

سوق في العاصمة السورية دمشق
سوق في العاصمة السورية دمشق ـ رويترز
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

"في حال استمرت أسعار الفواكه على هذا النحو، سنحرم هذا العام منها أيضاً، فمن غير المعقول أن أشتري كيلو فواكه بـ10 آلاف ليرة لنتناوله في أقل من ربع ساعة بينما يمكن أن أشتري كيلو أرز يكفي العائلة ليومين بهذا السعر"، هذا كان تعليق عزيز وهو من سكان منطقة الكباس بدمشق، حيث يعمل في جلي البلاط.

عزيز يؤكداً أنه بالكاد يستطيع إدخال كيلو فواكه بالشهر إلى المنزل (شهوة موسم)، فمهنته لم تعد مرغوبة لانتشار السيراميك وانقطاع الكهرباء على حد تعبيره.

ارتفاع في أسعار الفواكه بدمشق

منذ أكثر من أسبوعين، وعد عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه في دمشق محمد العقاد خلال حديثه مع موقع كيوميديا المقرب من النظام، بأن تنخفض أسعار الفواكه بعد أسبوع تقريباً من حديثه، مبرراً ارتفاع الأسعار بأن الفواكه لا تزال في بداية موسمها، إلا أن الواقع يشير إلى خلاف ذلك، فقد استمرت الأسعار بالارتفاع ولم تنخفض بعد.

بات من الرائج كما السنوات السابقة شراء الخضراوات والفواكه بالحبة، وهو تقليد اعتاد عليه حيّان (أب لطفلين في المدرسة)، حيث أشار إلى أنه يشتري 4 حبات من الموز كلما استطاع بسعر 6 آلاف ليرة، أو 5 تفاحات وهكذا، لكن ذلك لا يتناسب وجميع الفواكه، مؤكداً أنه لم يستطع أن يشتري لأطفاله الشمام مثلاً فالكيلو بـ6 آلاف ليرة وأصغر شمامة بوزن 2 كيلو ما يعني دفع 12 ألف ليرة، متمنياً أن يتجه الباعة لبيع البطيخ "مثل أوروبا" على حد تعبيره، ليستطيع شراء نصف بطيخة مثلاً في الموسم.

يفاضل حيان وغيره من السوريين بين الفواكه والخضار الأساسية ومستلزمات الطهي اليومية، حيث أكدت أم سامر أنها لا تنظر حتى إلى الفواكه، فزوجها يترك لها يومياً 35 ألف ليرة لشراء مستلزمات الطهي، وهي بالكاد تكفي على حد تعبيرها، وعند سؤالها على نوع الطعام الذي يمكن طهيه بـ35 ألف ليرة، أشارت إلى أنها اشترت 2 كليو بطاطا وبضعة أجنحة دجاج (4 – 5) مع ما يلزمها من كميات محددة من باقي المستلزمات الطهي (بالفرط).

كيلو البطيخ بـ ـ6500 ليرة

المبلغ الذي يتركه زوج أم سامر في المنزل "35 ألفا"، قد لا يكفي شيئاً لو اشترت كيلو غراما واحدا من الفواكه، ففي جولة لموقع تلفزيون سوريا على محلات الخضار والفواكه، وصل سعر كيلو الدراق الكبير نوع أول إلى 12 ألف ليرة بينما تراوحت الأنواع الأقل حجماً وجودة بين 6 – 8 آلاف، والكرز بين 8 – 10 آلاف، والمشمش بين 5 – 8 آلاف ليرة، والموز بين 8500 – 12 ألف ليرة حسب الحجم والنوع.

وتراوح سعر الفريز بين 6 آلاف و7500 ليرة، وسعر التفاح بين 4 – 6 آلاف ليرة حسب النوع والحجم أيضاً، بينما البرتقال يتراوح بين 2500 – 3500 ليرة، أما البطيخ والذي بالكاد بدأ يظهر في بعض المحلات فقد تراوح سعر الكيلو بين 5500 و6500 ليرة، أي أن أقل بطيخة تزن 5 كيلو سعرها 27500 ليرة.

وبحسب الجولة تبين أن الأسعار في دمشق أكثر بنحو ألف ليرة على الأقل في ريف دمشق، ما عدا جرمانا التي كانت أسعارها تساوي أسعار دمشق بل تفوقها بكثير من الأصناف.

باعة يتجنبون شراء الفواكه من سوق الهال

واعتكف كثير من الباعة عن شراء الفواكه من سوق الهال بسبب انخفاض الطلب عليها، وخاصةً في المناطق الشعبية، حيث بالكاد تجد صنف أو صنفين من الفواكه عند البائع وغالباً هي أرخص الأصناف بينها مثل المشمش في هذا التوقيت والتفاح والبرتقال.

وعن سبب ذلك، أكد بعض الباعة أن الفواكه بهذه الأسعار تعتبر مقامرة، فقد يتسبب عدم إقبال الناس عليها بسبب ارتفاع أسعارها إلى تلفها وخسارة البائع.

العقاد (عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه) أكد أنه لا علاقة لارتفاع أسعار الفواكه بالتصدير كما يشاع حالياً بين المواطنين، لكنه أكد بذات اللقاء تصدير الفواكه للإمارات والسعودية وسلطنة عمان، وأن 90 في المئة من تصدير الفواكه يذهب للسعودية. وقال إن الفواكه الخاصة بالتصدير تذهب مباشرةً من الفلاح إلى التصدير ولا تدخل سوق الهال وبهذا الشكل هي لا تؤثر على السعر على حد تعبيره.

لكن نظرية العقاد خاطئة بالتأكيد اقتصادياً، لأنه لو طرحت الكميات المصدرة في الأسواق المحلية لارتفع العرض وانخفض السعر وفق أبسط نظريات الاقتصاد.