icon
التغطية الحية

السوريون في مصر يواجهون أعباء اقتصادية بعد انخفاض قيمة "الجنيه"

2023.01.20 | 06:16 دمشق

رجل مسن في أحد الأسواق الشعبية في مصر (EPA)
رجل مسن في أحد الأسواق الشعبية في مصر (EPA)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

تزداد الأعباء الاقتصادية على اللاجئين السوريين في مصر، مع الانخفاض "التاريخي" لقيمة العملة المحلية "الجنيه المصري" أمام الدولار الأميركي، بالتزامن مع ارتفاع معدلات التضخم وموجة غلاء المعيشة عالمياً.

أسوة بالمصريين، يعيش نحو مليون ونصف المليون سوري حالة من القلق والخوف في ظل الارتفاع المستمر في الأسعار منذ عام تقريباً ومع الانخفاض التدريجي للجنيه.

الأسبوع الماضي، انخفض سعر صرف الجنيه إلى مستوى قياسي أمام الدولار، ولأول مرة في تاريخه وصلت قيمة الدولار الأميركي الواحد إلى نحو 30 جنيه، كما ارتفع التضخم إلى 24.4% وفق البنك المركزي المصري.

وبحسب بيان للحكومة المصرية،  فإن الأزمة الاقتصادية في البلاد هي جزء ونتيجة للأزمات العالمية المتتالية.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن مصر تدفع ثمن أزمة كورونا والحرب في أوكرانيا مثل كل دول العالم.

وأكد البيان الحكومي، أن القاهرة تتجه نحو سياسة مرنة في تداول العملات الأجنبية وأي تدخل من قبل البنك المركزي سيسترشد بضرورة تجنب تقلبات السوق.

بالنسبة للمصريين وبشكل أكبر السوريين في مصر، لم تعد الحياة بالنسبة لهم سهلة كما السابق على الرغم من محاولة الحكومة طمأنة المواطنين والمقيمين الذين يواجهون يومياً صعوبات اقتصادية.

عدم ثبات الأسعار.. صعود متواصل

أمام أحد الأسواق في منطقة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة المجاورة للعاصمة، وقفت ثراء الخطيب، ربة منزل سورية وأم لأربعة أولاد، أمام بائع منتجات سورية في مفاوضات بائسة لخفض أسعار ما تنوي شراءه من منتجات.

وتقول ثراء إن ارتفاع الأسعار بشكل يومي أصبح أمراً مألوفاً بالنسبة لها، بل إنها تتسوق في الصباح بسعر وفي المساء بسعر آخر.

وتضيف، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، لا توجد رقابة على التجار والبائعين السوريين، ونجد أنفسنا أمام الأمر الواقع، إلا أننا لا نستطيع التراجع عن شراء الحاجيات الأساسية، وما نستطيع فعله هو تقليل الكميات فقط.

وتشعر ثراء بالقلق من ازدياد موجة الغلاء مع انخفاض سعر صرف الجنيه، وتخشى أن ينعكس ذلك على زيادة أقساط المدارس وأسعار إيجارات المنازل.

وبدوره، بيّن ياسر الجديداني، (سوري ستيني مقيم في منطقة العبور في القاهرة، وأب لبنتين وولد) أنه يعمل هو واثنان من أبنائه من أجل تأمين قوت يومهم ودفع إيجار منزلهم المهدد بارتفاع سعره أيضاً.

ويقول جديداني أعمل أنا واثنان من أبنائي لسد احتياجات المنزل، في ظل قلة فرص العمل واستغلال أرباب العمل الذين يطلبون من العمال ساعات عمل تصل إلى 10 ساعات من دون زيادة في الأجور.

ويضيف الرجل الستيني، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، أصبحنا نبتاع الأشياء الأساسية فقط، موضحاً أن سعر ربطة الخبز ارتفع إلى 15 جنيها بعد أن كانت بـ 10 جنيهات إضافة إلى تقليص عدد الأرغفة.

كما ارتفع سعر المعكرونة لتصبح بـ 20 جنيها للكيلو والأرز ليصبح بـ 20 للنوع الأقل جودة، ناهيك عن اللحمة التي تجاوز سعر الكيلو منها 250 جنيها وأصبحت من الكماليات، على حد وصف الجديداني.

ويتابع الجديداني قوله، وعندما أصبحنا نستخدم الدجاج عوضاً عن اللحوم ارتفع سعره ليصل إلى 135 جنيهاً، وتعد الفواكه والحلويات اليوم رفاهية في ظل شبه انعدام للمساعدات المادية للاجئين السوريين.

لا وجود للمساعدات الإنسانية

في حي المعادي في القاهرة، تحدثت فاتن الحموي لموقع "تلفزيون سوريا"، وتشتكي من عدم قدرتها على إعالة نفسها ووالدتها المريضة، وعدم تلقيه المساعدات من المنظمات الإنسانية.

تقول فاتن، امرأة سورية تقيم مع والدتها وتعمل في مجال التجميل، إنه رغم غلاء الأسعار لم تسطع الحصول على مساعدات من المفوضية على الرغم من أنها لاجئة ووالدتها مسنة ومريضة، وأنها لا تستطيع تأمين كافة مستلزمات المعيشة والأدوية وحدها دون معيل.

وتضيف فاتن أن السوري لا يحصل على مواد مدعومة مثل المصري ولا توجد لديه بطاقة "تموين"مما يجعلنا نبتاع المواد الغذائية بسعر أغلى رغم ضيق الحال في الوقت الحالي.

لم يعد الأمر يقتصر على الغذاء فقط، تنسحب موجة الغلاء على الصحة وعدم قدرة محدودي الدخل على التطبب.

ويقول محمد منال السليمان، طبيب علاج فيزيائي سوري في القاهرة، إن المرضى أصبحوا يفاضلون بين الطعام والعلاج وبالتأكيد أن عددا كبيرا منهم اختار الطعام، حيث إن الوضع لا يحتمل مصروفات إضافية تكاد تكون كمالية للبعض.

ويضيف الطبيب محمد أن لديه أربعة أطفال في المدارس وهو المعيل الوحيد للأسرة ورغم أن حاله أفضل من الكثيرين إلا أن انخفاض قيمة الجنيه أثرت على عمله سلبا، موضحاً أن أعداد المرضى القادمين إليه تضاءل إلى النصف تقريباً.

تأثير التضخم على التجار

وفي لقاء مع مهند الحريري صاحب متجر منتجات غذائية سورية في حي المعادي، قال إنه لا يستطيع تموين متجره مثل السابق فقد أصبح يأتي بكميات أقل، وإنه لا يوجد سعر ثابت حيث إن الأسعار ترتفع يومياً.

ويضيف مهند أنه حتى وإن ارتفعت قيمة الجنيه قليلا إلا أن الأسعار تواصل الارتفاع وهو يرفع سعر منتجات وفق السوق السوري في مصر فبعد أن كان باكيت المتة بـ 45 جنيها ارتفع ليصبح سعره 60، كما وصل متوسط سعر نصف كيلو القهوة السورية إلى 290 جنيها بعد وقف الاستيراد.

بدوره، بشار الدوماني صاحب متجر منتجات أجبان وألبان سوري تحدث عن ارتفاع أسعار المواد الأساسية المستخدمة في تصنيع المنتجات، ويقول إن الحليب ارتفع الى 18 جنيها للكيلو فأصبحت المنتجات أغلى.

ويضيف الدوماني أن المستهلكين لا يتقبلون فكرة غلاء المواد الأساسية وأنه بعد أن كان المستهلك يأخذ كميات من الجبنة واللبنة والزيتون السوري وما إلى ذلك، أصبحت الكميات أقل بكثير بعد الغلاء مما جعل تجارته تتأثر.

في المقابل، تنفي شعبة الخضراوات والفاكهة باتحاد الغرف التجارية المصرية تأثر أسعار الخضراوات بسعر صرف الدولار.

ويقول نائب رئيس شعبة الخضراوات حاتم النجيب، في مقابلة صحفية، الأسبوع الماضي، إن هناك استقرارا في أسعار الخضراوات والفاكهة في الأسواق، مشيراً إلى أن كافة السلع متوفرة وفي متناول الجميع.

ويضيف النجيب أن مصر لا تعاني من أي أزمة أو نقص في المنتجات الزراعية على عكس باقي الدول الأخرى.