icon
التغطية الحية

السباحة للأغنياء هذا العام.. أسعار الشاليهات والفنادق "تحلق" في اللاذقية

2023.06.19 | 18:12 دمشق

السباحة للأغنياء هذا العام.. أسعار الشاليهات والفنادق "تحلق" في اللاذقية
الشاطئ الأزرق في اللاذقية
اللاذقية ـ حسام جبلاوي
+A
حجم الخط
-A

مع اقتراب فصل الصيف، يبدأ الناس عادة بقضاء أوقاتهم في أماكن هادئة وجميلة، وارتياد المسابح والشاليهات. لكن في سوريا يقتصر الأمر هذه الأيام على فئة قليلة قادرة على تحمل تكاليف الشاليهات الباهظة والتي باتت تجاوز الليلة الواحدة فيها دخل عامل أو موظف حكومي لشهر كامل.

ومع استمرار تدهور الليرة السورية، وارتفاع أسعار وسائل النقل والمحروقات سجلت إيجارات الشاليهات والمسابح الخاصة ارتفاعا كبيرا مع بداية الصيف، فيما باتت الإقامة في فندق ليوم واحد تجاوز نصف مليون ليرة سورية.

وفي جولة على أسعار إيجارات الشاليهات هذا العام تراوحت كلفة اليوم الواحد في منطقة البسيط وأم الطيور لغرفة واحدة دون طعام بين 500 إلى 900 ألف ليرة، وبحسبة بسيطة فإن الكلفة الأسبوعية للإقامة فقط تفوق الـ 3 ملايين ليرة سوريّة على أقل تقدير من دون حساب تكاليف الأكل والشرب والمستلزمات اليومية إضافة للتنقل وأمور أخرى.

وزادت هذه الأرقام في منتجعات قريبة من اللاذقية مثل الشاطئ الأزرق وأفاميا وروتانا أفاميا والغولدن بيتش إلى أكثر من مليون ليرة لليلة الواحدة حسب الإطلالة سواء بحرية أم داخلية والتجهيز إن كان الجناح عادياً أو سوبر ديلوكس.

أما في الشواطئ الشعبية التي يتم تأجيرها لمستثمرين من قبل المحافظة تبلغ كلفة دخول عائلة مكونة من 5 أشخاص مع أجرة طاولة 35 ألف ليرة دون أي طعام أو شراب.

وعلى مدى العامين الماضيين طرحت محافظتا اللاذقية وطرطوس معظم المساحات البحرية المناسبة للسياحة للاستثمار ووصل عددها إلى أكثر من 100 موقع ما حرم السكان من إمكانية السباحة والوصول لهذه المواقع بشكل مجاني.

السياحة والبحر في سوريا للأغنياء

يعمل عبد الله (43 عاما) موظفا حكوميا في مدينة اللاذقية منذ أكثر من 12 عاما، اقتصرت رحلاته للبحر والسباحة العام الماضي على ثلاث مرات فقط رغم أن منزله لا يبعد أكثر من 3 كم عن الشاطئ.

وقال عبد الله لموقع تلفزيون سوريا إن حكومة النظام لم تترك مساحات بحرية إلا وقامت بتأجيرها سواء على الكورنيش البحري أو تلك المخصصة للسباحة وتناسب العائلات ولم يبق سوى مناطق صخرية عميقة يتوجه لها بعض الشبان للسباحة.

وأضاف عبد الله:" الحكومة تعامل الناس هنا معاملة السياح وكأنهم يقبضون رواتبهم بالدولار،  وتساءل:"هل من المنطقي أن تبلغ كلفة زيارة البحر في ما يسمى الشواطئ الشعبية نحو ربع دخل موظف حكومي؟".

اعتاد سميح وهو رب عائلة مكونة من خمسة أفراد كل عام قضاء إجازة سنوية في شاليهات أم الطيور شمالي اللاذقية. لكن الكلفة الباهظة هذا العام دفعته لإلغاء هذا المشروع.

وبحسب الرجل الأربعيني وهو صاحب متجر في سوق جبلة فإن قضاء إجازة سنوية لمدة أربعة أيام فقط باتت كلفتها تجاوز مليونا ونصف المليون ليرة سورية، وهو رقم بات يفوق إمكانات الفئة المتوسطة في سوريا بحسب قوله.

لماذا ارتفعت الأسعار؟

من جانب آخر أرجع أحمد الزير وهو صاحب شاليه في مدينة بانياس ارتفاع إيجارات الشاليهات هذا العام بهذا الشكل إلى عدة أسباب أبرزها ارتفاع تكاليف المحروقات وخطوط الكهرباء المعفاة من التقنين لتوليد الكهرباء، فضلا عن انخفاض قيمة الليرة.

وأوضح الزير في حديث لموقع تلفزيون سوريا أنه في ظل درجات الحرارة المرتفعة يحتاج أصحاب الشاليهات لتوفير الكهرباء إما من خلال المولدات أو عبر خطوط معفاة من التقنين، هذا عدا دفع الضرائب لوزارة السياحة والمحافظة وتنفيذ الشروط المتفق عليها من أعمال صيانة وتنظيفات وغيرها.

واعترف الزير بأن الإقبال هذا العام لايزال ضعيفا رغم انتهاء موسم المدارس، وأبدى خوفه من استمرار الوضع على حاله.

حكومة النظام تعوّل على المغتربين

وقبل أيام تحدث مدير السياحة في اللاذقية فادي نظام في حديث لصحيفة "الوطن" المقربة من النظام، عن التحضير للموسم السياحي للعام الحالي، والتنسيق مع الجهات المعنية بالشأن السياحي والخدمي لرفع مستوى الخدمة في المواقع السياحية وتقديم خدمات سياحية لائقة.

وتوقع نظام أن ينعكس تحسن العلاقات بين النظام والدول العربية والخليجية إيجاباً على الموسم السياحي بشكل عام، وقال :"نأمل أن نشهد حركة سياحية عربية ودولية هذا الصيف، علماً أنه لدينا حالياً حركة سياحية من المغتربين السوريين بدول الخليج الذين بدؤوا فتراتهم السياحية وتوجد أعداد جيدة ومعهم ضيوف من الخليج ومن دول عربية".

ماذا عن المسابح؟

من جانب آخر تباينت أسعار دخول المسابح في اللاذقية هذا العام، وبلغ رسم دخول مسبح الشعب للشخص الواحد 7 آلاف ل.س ترتفع إلى 10 آلاف في أيام العطل، دون خدمات أخرى، أما في مسابح أخرى رياضية بلغ الاشتراك الشهري 50 ألف لفئة الصغار والكبار، طوال أيام الأسبوع، باستثناء يومي الجمعة والسبت.

وعن لوازم السباحة بلغ سعر الدولاب الهوائي الخاص بالأطفال حجم صغير 40 ألف ليرة بينما سجلت الفواشات 25 ألف ليرة.