icon
التغطية الحية

الدفاع المدني محذّراً: لا مؤشرات على تراجع ذروة كورونا شمال غربي سوريا

2021.10.13 | 06:58 دمشق

245191791_2049880721834339_4459440654586665887_n.jpg
(الدفاع المدني السوري)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قالت منظمة الدفاع المدني السوري إن الذروة الجديدة من فيروس كورونا في شمال غربي سوريا، والتي بدأت قبل نحو شهرين، لا تزال مستمرة.

وأضافت المنظمة في بيان نشرته منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء أنه لا يوجد "أي مؤشر على تراجعها (ذروة كورونا) في المدى المنظور"، مشيرة إلى أن القطاع الطبي يعاني من شح كبير في المستلزمات الطبية، وخاصة الأكسجين، مع إشغال تام لأسرة العناية المشددة.

وذكر البيان أن "فرق الدفاع المدني السوري مستمرة بالاستجابة للوباء، ونقلت الثلاثاء 12 تشرين الأول، 22 حالة وفاة من المشافي الخاصة بفيروس كورونا (..) ودفنتها وفق الإجراءات الاحترازية، كما نقلت 35 مصاباً إلى مراكز ومشافي العزل، مع استمرار عمليات التطهير للمرافق العامة وتوعية المدنيين".

وذكّرت المنظمة المدنيين القاطنين في مناطق شمال غربي سوريا بضرورة أخذ اللقاح و"اتباع إرشادات الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا وارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وتعقيم اليدين".

حصيلة كورونا في شمال غربي سوريا

وارتفعت أعداد المصابين بفيروس كورونا في شمال غربي سوريا لتتجاوز 78 ألف إصابة مسجّلة، متوزعة على محافظة إدلب ومناطق شمال وشمال غربي حلب.

وبحسب آخر إحصائية "لشبكة الإنذار المبكر" التابعة "لوحدة تنسيق الدعم"، الصادرة بتاريخ 11 تشرين الأول، بلغ إجمالي الحالات 78 ألفاً و468، في حين توفي منها 1446 شخصاً وشُفي 45 ألفاً و144.

وازداد العدد الكلي للمصابين بالفيروس، منذ تاريخ 15 من آب الماضي (بداية الموجة) وحتى 6 من تشرين الأول الجاري بنسبة تجاوزت الـ 150 بالمئة، إذ كان عدد الحالات الكلي للمصابين لا يتجاوز الـ 28 ألفاً، في حين تخطى اليوم، وبعد شهرين فقط من موجة دلتا، حاجز الـ 78 ألفاً.

شلل في القطاع الطبي ونسبة إشغال 100%

وأعلنت شبكة الإنذار المبكر منتصف آب الفائت تسجيل 47 إصابة بمتحور دلتا من فيروس كورونا شمالي سوريا، ومن المرجح أن المتحور الهندي وصل إلى مناطق سيطرة المعارضة من خلال السوريين الذين قضوا إجازة العيد قادمين من تركيا، لتنفجر بعدها الإصابات في منحنى تصاعدي، ما تسبب بشلل كامل في القطاع الطبي.

وأوضح مدير البرامج في وزارة الصحة بالحكومة السورية المؤقتة الدكتور رامي كلزي أن المنطقة دخلت بالموجة الثانية في الأسبوع الثاني من آب الفائت، إذ ارتفعت حينها بشكل حاد لتتجاوز حد 1500 حالة جديدة، بعد أن كان معدل الإصابات اليومية 50 إصابة في اليوم خلال شهري حزيران وتموز الماضيين، في حين كان المعدل لا يتجاوز 10 حالات يومياً في الفترة بين شباط وحزيران الماضيين.

وحذّر كلزي في بيان لـ "المؤقتة" من أنه في مراكز العزل (البالغ عددها 15 مركزاً)، ومشافي العزل (البالغ عددها 11 مشفى) سواء في الأجنحة (حيث يوجد 355 سريرا بالمجموع) والعناية المشددة (حيث يوجد 179 سريرا مع 162 جهاز تنفس صناعي)؛ بلغت نسب الإشغال 100% في معظم المنشآت لمدة أسبوعين متتاليين.

وأشار إلى أن هذا الضغط الكبير على القطاع الطبي تزامن مع انتهاء التمويل للعديد من مراكز العزل المجتمعي، وأدى إلى إغلاق حوالي 10 مراكز خلال الشهور الثلاثة الأخيرة ليبقى فقط 16 مركز عزل من أصل 34 مركزاً، بإجمالي عدد أسرة حوالي 830، بالإضافة إلى المشافي الـ 11 بقدرة استيعابية بلغت 355 سرير جناح و179 سرير عناية مشددة مع 162 جهاز تنفس آلي فقط.

متحور دلتا.. حالات وفاة لدى أعمار أقل بكثير من السابق

ونبّه كلزي من أن المتحور دلتا هو المسؤول عن معظم الإصابات والوفيات، مع رصد عدة حالات وفاة بسببه بمعدل أعمار أقل بكثير من الوفيات الناجمة عن المتحورات السابقة من الفيروس، وأن هذا المتحور أسرع انتشاراً بأضعاف من النسخ السابقة للفيروس، وأشد قوة من حيث الأعراض السريرية، و أكثر احتمالاً لإحداث الوفيات.

وطالب مدير البرامج في وزارة الصحة الدكتور رامي كلزي المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة بالإيفاء بالتزاماتهم من أجل دعم العمل الإنساني عامة والقطاع الصحي خاصةً والاستجابة لوباء كوفيد تحديدا، في ظل عدم التزام الناس بالإجراءات الوقائية وقلة الدعم للاستجابة للوباء من حيث عدد المسحات وتوفر الأكسجين وعدد أسرة العناية المشددة وأجهزة التنفس الآلي.

الأسرّة مشغولة بالكامل منذ 20 يوماً

ضرب متحور دلتا مناطق شمال غربي سوريا في آب الماضي، ونتيجة لسرعة انتشاره وارتفاع معدلات تأثيره على صغار السن، مقارنة مع الموجات السابقة، ظهرت أولى مؤشرات الأزمة، إذ ارتفع معدل المصابين الذين يحتاجون "للمنفسة" بشكل متسارع، وهو ما تسبب بزيادة نسبة إشغال الأسرّة تدريجياً حتى وصلت اليوم إلى حدها الأقصى.

لم يكن إشغال الأسرّة هو المشكلة الوحيدة التي واجهت الكادر الطبي، بل إن نقص الأكسجين الذي رافقه كان عائقاً أمام تقديم المساعدة لمئات المصابين، إذ سجّلت معدلات الإصابة قفزة مفاجأة بمعدل وسطي بلغ 1200 حالة يومياً .

مسؤول ملف كورونا في مديرية صحة إدلب، الطبيب حسام قره محمد، قال لموقع تلفزيون سوريا إن الأسرّة مشغولة بالكامل منذ أكثر من 20 يوماً، "وصلنا اليوم إلى العجز الكامل"، مضيفاً أن عشرات المصابين الذين هم بحاجة للمراقبة المركّزة "لا يزالون ينتظرون دورهم".

وفي سؤال حول قدرة القطاع الطبي على الصمود في وجه ارتفاع منحنى الإصابات، قال "قره محمد" إنهم يعملون ضمن الإمكانيات المتاحة، ويحاولون بشكل رئيسي تأمين أسرّة وأجهزة أكسجين، مشيراً إلى أن المنظمات "الدولية" المعنية لم تقدم لهم أي مساعدة حتى الآن "سوى الكلام".

توقف مؤقت عن إجراء المسحات

لم يقتصر النقص في المستلزمات الطيبة في المشافي على الأكسجين، بل تجاوز ذلك إلى نفاد مسحات فيروس كورونا، وهو  ما دفع السلطات الصحية إلى إيقاف إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس مؤقتاً حتى تاريخ 11 من تشرين الأول الجاري في حال توافرت.

فريق منسقو الاستجابة قالوا في وقت سابق إن المواد المخبرية اللازمة لإجراء التحاليل باتت نادرة، في حين ناشد "الجهات الدولية" للعمل على توريد المواد اللازمة "بشكل عاجل وفوري بسبب الأضرار المحتملة التي قد تنتج عن توقف عمل المسحات، وانتشار المصابين بالفيروس في المنطقة وعدم القدرة على معرفة تلك الحالات كونها مرتبطة بإجراء التحاليل".