icon
التغطية الحية

الدعوة إلى عرس أو خطوبة "ورطة" في سوريا.. فساتين السهرات بالملايين

2023.05.21 | 09:21 دمشق

آخر تحديث: 21.05.2023 | 10:37 دمشق

الدعوة إلى عرس أو خطوبة "ورطة" في سوريا.. فساتين السهرات بالملايين
حضور حفل زفاف أو خطوبة في سوريا يتطلب إنفاق مئات آلاف الليرات على الفستان ـ إنترنت
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

في موسم الأعراس الذي يتزامن مع فصل الصيف، أصبح الحصول على بطاقة دعوة لحضور حفل زفاف أو خطوبة في سوريا أمرا مربكا يتطلب إنفاق مئات آلاف الليرات لحضور ساعة أو ساعتين من حفلة، خاصةً إن كانت الدعوة مخصصة لأكثر من فتاة في العائلة.

صعوبة تأمين الفستان

العامل الأول والأهم الذي يدفع النساء لقبول الدعوات من رفضها، هو تأمين الفستان المناسب، إذ باتت أسعار فساتين السهرات "غير منطقية" وفقاً لعدة نساء، والإيجارات مرتفعة جداً قياساً بسعر الفستان الجديد.

وتختلف أشكال وأنواع الفساتين تبعاً لدرجة قرابة العريس أو العروس، ونوع المناسبة حفل زفاف أم حفل خطوبة وفقاً لنساء وأصحاب محال، وفي جولة لموقع تلفزيون سوريا على أسواق الحميدية والجسر الأبيض وباب توما والقصاع وجرمانا، تراوحت أسعار فساتين الخطوبة بين 400 ألف ليرة و1.2 مليون ليرة، أما فساتين أقرباء العرسان فتتراوح بين نصف مليون ومليون ونصف مليون ليرة.

وتراوحت أسعار فساتين السهرة البناتي من 50 ألف ليرة إلى 200 ألف ليرة تبعاً للموديل والنوعيات. وعلى الرغم من الأسعار المرتفعة كانت هناك بعض الأنواع الشعبية جداً الرخيصة بموديلات قديمة وجودة متدنية بأسعار تبدأ من 50 ألف ليرة للنسائي و25 ألف ليرة للبناتي.

انتشار استئجار واستعارة الفساتين في دمشق

ونتيجة ارتفاع الأسعار بشكل كبير، انتشرت ظاهرت استئجار الفساتين، إذ يتم تأجير الفستان ليلة واحدة بنصف ثمنه جديدا إن كان يؤجر لأول مرة، ونحو ربع ثمنه إن كان قد أُجر سابقاً أكثر من مرة أي أن موديله قديم ومستهلك.

وأكد أصحاب محال في دمشق وريفها لموقع تلفزيون سوريا، أن الإقبال الأكبر هو على استئجار الفساتين وليس الشراء، حيث انخفضت نسبة البيع بشكل كبير في الموسم وفقاً لحديثهم إلى أقل من النصف عن العام الماضي، نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الداخلة في صناعة الفساتين. وأشار أصحاب محال إلى أنهم باتوا يستخدمون أقمشة رخيصة في الصناعة ورغم ذلك لم ينتعش السوق.

وقد انتشرت محال كثيرة لتلبية الطلب المتزايد على الاستئجار، لكن لا يوجد إيجار فستان أقل من 30 ألف ليرة في المحال الشعبية جداً وللموديلات القديمة والنوعيات المتدنية الجودة، وقد يصل إيجار الفستان إلى750 ألفا في الأسواق المذكورة أعلاه، أما في محال مصممي الأزياء وصالات المالكي وأبو رمانة فقد يصل الإيجار إلى مليون ليرة وأكثر تبعاً للفستان.

وتلجأ معظم النساء اليوم، إلى استعارة الفساتين من الأقارب والمعارف والأصدقاء والجيران، بإيجارات رمزية أو مجاناً.

4 ملايين ليرة سورية إيجار فستان النول

أما إيجار فساتين العروس الوسط والجيدة والممتازة، فتبدأ من مليون ونصف مليون ليرة وصولاً إلى 4 ملايين ليرة وخاصة لأنواع "الشك" النول، وأسعار الفساتين للشراء تبدأ من 2 مليون ليرة وصولاً إلى 7 ملايين ليرة وقد ترتفع أكثر في محال أبو رمانة وبعض صالات مصممي الأزياء.

وهناك بعض أنواع الفساتين الرخيصة وتحديداً في الحميدية، التي تبدأ أسعارها للشراء من نصف مليون ليرة كأقل سعر، وصولاً إلى مليون ونصف المليون، في حين تعتبر أسعار الفساتين التفصيل وفقاً لطلب العروس، أكثر كلفةً من شراء الفستان الجاهز، حيث لم نجد خلال الجولة فستاناً "تفصيل" للعروس أقل من مليون ونصف مليون ليرة.

وفي بداية العام، اعتبر رئيس "الجمعية الحرفية للمطرزات" بدمشق، محمد رفيق اللحام أن الحظر والعقوبات لعبت دوراً كبيراً بارتفاع الأسعار، إضافة إلى هجرة العمال وارتفاع أجرة اليد العاملة على حد تعبيره، مشيراً إلى أن "أسعار الفساتين تبدأ من 500 ألف وحتى مليونين أو ثلاثة ملايين، بحسب طلب العروس، فكلفة المواد الداخلة في التصميم هي المرتفعة لا أكثر ولا أقل".

واستناداً إلى حديث رئيس الجمعية بداية العام، يتبين أن أسعار الفساتين ارتفعت بنسبة كبيرة خلال أشهر فقط.

يقول رئيس الجمعية في تصريحه السابق لموقع "أثر برس" المقرب من النظام إنه "رغم قلة اليد العاملة وهجرتها للعمل، فإنه لدينا يد عاملة تعمل في المعامل بحسب التطريزات المطلوبة، ويتم التنفيذ بحسب الرسومات والأشكال المطلوبة، والعاملات يتقاضين أجورهن بحسب الطلب، فكل بدلة لها ترتيب وكلما كانت الرسمة كبيرة ازداد سعرها".

كم مليونا يكلف الزواج في سوريا؟

وكان موقع "تلفزيون سوريا" أجرى عام 2022 استطلاعاً بين عدد من المقبلين على الزواج، وفي أسواق الذهب والمفروشات والأدوات المنزلية، في مدينة دمشق وريفها، رصد فيه تكاليف المستلزمات الأساسية، وأجمع من استطلعهم على أن انخفاض سعر صرف الليرة وما يرافقه من غلاء في الأسعار، جعل تكاليف الزواج تختلف "بحسب سعر السوق"، واختصر معظم الشبان المقبلين على الزواج الاحتياجات "الضرورية والأكثر ضرورة".

ووفق الاستطلاع، يحتاج المقبل على الزواج، والمقيم داخل سوريا، إلى نحو 17 مليون ليرة سورية على الأقل، وتصل النفقات إلى أكثر من 20 مليون ليرة عند إضافة مستلزمات، مثل الألبسة والأغطية وغيرها من الاحتياجات الضرورية.