icon
التغطية الحية

الحقائب لا تكفي.. رزم الأموال القديمة والتالفة تعيق حركة الحوالات في سوريا

2024.04.08 | 17:38 دمشق

رزم أموال من فئة 2000 ليرة سورية - AFP
رزم أموال من فئة 2000 ليرة سورية - AFP
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

برزت مشكلة رزم الأموال القديمة والتالفة مجدداً ضمن مناطق سيطرة النظام السوري، مع زيادة وتيرة الحوالات المالية إلى سوريا قبيل حلول عيد الفطر، ما دفع بعض المواطنين إلى تأجيل موعد تسلم المبلغ رافضين إلزامهم بالحصول على الفئات القديمة في الوقت الحالي.

وتقول إحدى السيدات، وتدعى "أم مسعود"، إنها بدّلت موعد تسلم الحوالة الشهرية من ابنها إلى منتصف الشهر بدلاً من أوله بسبب رزم النقود القديمة التي تسلّم من قبل مكاتب التحويل في الأيام الأولى من كل شهر.

وغالباً ما تكون هذه الرزم من فئة الـ 1000 ليرة القديمة أو الـ 500 القديمة، وبالتالي حمل مبلغ يتراوح بين مليونين إلى ثلاثة سيكون صعباً على السيدة السبعينية، فحقيبتها لا تكفي لحمل هذا المبلغ بالفئات النقدية المسلّمة، وفق وصفها.

أوراق نقدية تالفة وممزقة

وكذلك اشتكى أحد المواطنين من الأموال القديمة التي يتلقاها من مكاتب التحويل أو حتى من البنوك في أول الشهر، وغالباً ما يكون الأمر مقروناً بتلف كميات من الأموال الموجودة ضمن الرزمة الواحدة.

وأضاف "أبو أيمن" في تصريح نقله موقع "أثر برس" المقرب من النظام: "أحياناً تجد قطعة نقدية ملصوقة من المنتصف وبالتدقيق تكتشف أنها من قطعتين مختلفتين، فكل جانب منها يحمل أرقاماً مختلفة، وأحياناً تجد قطعة نقدية فقدت جزءاً من إحدى زواياها، وفي بعض المرات تكون الرزمة ناقصة أو زائدة قطعة أو اثنتين، والأمر يعود لقدم هذه الأوراق وبالتالي الخطأ في عدها من قبل الموظفين أو من قبل الآلات وارد".

وتكمن المشكلة الأساسية في إنفاق هذه الأموال، فبعض الباعة يعتذرون عن تسلمها لكونها قديمة أولاً، ولكون المبالغ النقدية التي تُدفع للمحال باتت كبيرة وبالتالي عد هذه الأموال سيكون صعباً.

بدورها تقول "أم أحمد"، إنّ "الأموال قديمة وغير مقنعة ويكون من الإجباري أن نستلمها من شركات التحويل كجزء من المبلغ أو كله، وإذا ما أبديت اعترضاً يجيب الموظف بأنه ليس لديه سوى القطع النقدية القديمة".

وزن المال بدلاً من عدّه

أما الشاب يوسف، فيمتلك محلاً لبيع الألبسة في إحدى الأسواق الشعبية، ويشير إلى أن البيع خلال فترة أول الشهر يفضي تماماً إلى تسلّم مبالغ كبيرة من الزبائن من القطع النقدية القديمة، والمشكلة في عد هذه الأموال.

وتابع: "إذا ما قررنا أن نستلمها على أساس أنها رزم بنكية معدودة أساساً، سنتفاجأ بأن بعض هذه الأموال تالف".

ومن باب السخرية، يضيف الشاب: "نقول لبعضنا إن وزن النقود بات أسهل من عدها، وهذا دفعني للفضول لمعرفة وزن رزمة المال من القطع النقدية القديمة، وتبين لي أن أقل وزن لـ 50 ألف من فئة الـ 500 القديمة هو 130 غراماً، ويصل في أقصى الأحوال التي سجلتها إلى 136 غراماً، والاختلاف في الوزن ربما يرتبط بعدد المطاطات، أو وجود لواصق على بعض القطع النقدية".

وينطبق الأمر نفسه على رزمة الـ 100 ألف من فئة الـ 1000 ليرة القديمة، فوزنها يتراوح أيضاً بين 130-135 غراماً، ويقول الشاب: "برغم أني لا أعتمد الوزن في العد نهائياً، لكن يبدو أن الأمر بات يحتاج إلى حل، فهذه الأوراق النقدية تالفة وقديمة، ولا بد من إيجاد بديل لها".

عزوف عن تداول بعض الفئات النقدية

ويتحاشى السوريون في مناطق سيطرة النظام، التعامل في الليرة السورية من فئتي 500 و1000 ليرة، بسبب "ثقل رزمها"، خاصة إذا ما كانت عملية الشراء تتطلب مبالغ كبيرة.

ويتجنب المتعاملون بمبالغ كبيرة تسلم أوراق فئتي الـ500 و1000، بسبب رزمها الكبيرة، لا سيما الطبعات القديمة المهترئة، وفي أحيان كثيرة يتم في التعاملات اشتراط الحصول على فئتي الألفين والخمسة آلاف، لتخفيف أعباء حمل رزم النقود، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".

وأدى الطلب على الفئات النقدية الجديدة من الألفين والخمسة آلاف إلى نقصها في السوق، ما دفع المصارف وشركات الصرافة إلى طرح الفئات القديمة المهترئة لتعويض نقص السيولة في السوق.

ولجأ عدد من التجار والباعة في مناطق سيطرة النظام السوري لشراء عدادات النقود، بهدف استخدامها في إحصاء الأموال خلال عمليات البيع والشراء، بعدما باتوا مضطرين لتسلم رزم تحتوي على مئات آلاف وربما ملايين الليرات عند أي عملية بيع، بسبب انهيار قيمة العملة المحلية مقابل الدولار.

وخسرت الليرة السورية الكثير من قيمتها في السنوات الأخيرة، ما رفع معدلات التضخم إلى مستويات مخيفة، مع تضاعف تكاليف المعيشة من جراء ارتفاع سعر صرف الليرة أمام الدولار الأميركي، ما أدى إلى اختفاء وقلة تداول الفئات النقدية الصغيرة من العملة المحلية.