icon
التغطية الحية

الحسكة.. أزمة مياه الشرب تعود مجدداً في ظل تبادل الاتهامات حول الأسباب

2021.06.30 | 06:06 دمشق

news-250820-syria1.jpg
الحسكة - جان أحمد
+A
حجم الخط
-A

عادت أزمة مياه الشرب في مدينة الحسكة لتطول مجدداً أكثر من مليوني شخص، وأصبح تأمين مياه الشرب الهاجس الأكبر لدى الأهالي بعد قطع المياه من مصدرها الأساسي في محطة علوك التابعة لمدينة رأس العين التي يسيطر عليها الجيش الوطني.

الإدارة الذاتية والجيش الوطني يتبادلون التهم

تتبادل الإدارة الذاتية مع الجيش الوطني الاتهامات حول أسباب قطع المياه عن مدينة الحسكة، ووصف لقمان أحمي (قيادي في الإدارة الذاتية) في تصريح لإحدى الوكالات الإعلامية التابعة للإدارة الذاتية قطع مياه الشرب بأنها جريمة حرب.

وأضاف بأنّ الجيش الوطني قطع المياه من دون ورود أية أعطال متذرّعاً بأنّ الإدارة الذاتية لا تزوّد المحطة بالكهرباء، بالمقابل يقوم الجيش الوطني بقطع التيار الكهربائي عن المحطة وتغذية مراكزه الإدارية والعسكرية.

وكذّبت مصادرٌ من مدينة رأس العين ما تناقلته الإدارة الذاتية وأكدت أنّ السبب الرئيسي لقطع مياه الشرب هو قطع التيار الكهربائي عن الآبار من قبل هيئة الطاقة التابعة للإدارة.

وفي السياق أفاد (م.أ) خبير في مصلحة المياه التابعة للنظام السوري في مدينة الحسكة بأنّ الإدارة الذاتية لا تزوّد محطة علوك بالطاقة الكهربائية اللازمة، وبموجبه يضطرّ القائمون على محطة علوك لتشغيل ثلاثة آبار وهذا لا يغطّي جميع الأحياء كما أنّ بعض الأحياء لا تصلها المياه على الإطلاق بسبب ارتفاعها وضعف ضخّ المياه من المحطة.

معاناة أهالي مدينة الحسكة 

أفاد المواطن (ج.أ) بأنّ أهالي مدينة الحسكة يعانون الأمرّين في تأمين مياه الشرب بسبب الانقطاع المستمر، مؤكّداً بأنّ الجيش الوطني يضخّ المياه كل 15 يوماً مرة واحدة منذ شهرين ومنذ مطلع شهر حزيران ومع اشتداد دراجات الحرارة انقطعت المياه بشكلٍ كامل وهذا ما زاد المعاناة، حيث يضطرّ الأهالي إلى شراء الماء من أصحاب الصهاريج وبمبالغ تصل 2000 ليرة سورية لكلّ برميل ماء.

فيما أفاد أحد سكان المربع الأمني رفض ذكر اسمه بأنّ معاناته تزيد على معاناة باقي الأحياء التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية بسبب حواجز النظام، لأنّ جميع أصحاب الصهاريج يحمل لوائح رقمية تابعة للإدارة الذاتية وهذا قد يكلّفهم كثيراً وقد يصل لحجز الصهريج لذا يضطرّون لتقديم الوساطات أو الرشاوى لعناصر الحواجز لتعبئة الخزانات وحصراً في منتصف الليل.

المياه الجوفية لمدينة الحسكة 

أوضح (ج.أ) بأنّ المياه الجوفية لمدينة الحسكة غير صالحة للشرب مع العلم يوجد في جميع الأحياء بئر ارتوازي يغطّي شارع أو شارعين بالماء ولكن بسبب رداءة الماء وملوحته لا يستطيع الأهالي شربه وكثيرون لا يستخدمونه حتى للغسيل.

بدائل الإدارة الذاتية لمياه رأس العين

نوّه (م.أ) خبير في مصلحة المياه بأنه توجد عدة بدائل للإدارة الذاتية لمياه محطة علوك مؤكّداً بأنّ الأخير قام بمشروعين الأول: قام بحفر أكثر من عشرين بئراً ارتوازياً بالقرب من المدينة مع إنشاء محطة تحلية لكن المشروع باء بالفشل لعدة أسباب وهي: قرب الآبار من بعضها وحفرها لأعماق غير كافية بسبب كلفتها الباهظة وعدم وجود معدات وخبراء لإدارة هذا المشروع والثاني إيصال مياه نهر الفرات الذي بدأ به النظام قبل اندلاع الثورة ووصل لريف بلدة الشدادي والآن تقوم الإدارة بإكمال المشروع ولكنه لن يغطّي 10% من احتياجات سكان الحسكة بسبب صغر قطر البواري الممدودة ولأنّ سكان الحسكة في تزايدٍ مستمر.

وأضاف الخبير بأنّ هناك مشاريع بديلة وناجحة وكلفتها الاقتصادية أيضاً ليست بالكبيرة كما يتصوّرها البعض وهي حفر آبار بحرية وبأعماق تفوق الـ 1000 متراً في ريف مدينة الحسكة وخاصةً في قرية النفاشة القريبة من جبل كوكب لأنّ مياه تلك المنطقة قابلة للشرب ومتوفرة وبنفس الوقت ليست ببعيدة عن المدينة، كما أنّ جميع الصهاريج التي تزوّد الأهالي بالماء مصدرها تلك القرية.

الأهالي يلقون باللوم على الجيش الوطني والإدارة 

هاجم أهالي مدينة الحسكة الإدارة الذاتية عبر صفحات التواصل الاجتماعي، واتهموها بأنها غير قادرة على تأمين أهم وأبسط مستلزمات الحياة وتقوم بصرف مئات ملايين الدولارات في حفر الأنفاق غير المجدية والتي يسرق منها الملايين من قبل كوادرها الذين باتوا في الخارج، ولا تستطيع تأمين مصدر مائي لمليوني شخص بالإضافة أنها لا تهتمّ بإرشادات الخبراء والمهندسين المختصين بهذا القطاع.

كما هاجم الناشطون وروّاد التواصل الاجتماعي الجيش الوطني بأنهم يدّعون الحرية والتحرير ويقطعون الماء عن الملايين من أبناء شعبهم.

ورفع حقوقيون تقارير لهيئة الأمم المتحدة عن هذه الأزمة للضغط على طرفي الصراع للخروج من هذه الأزمة التي تهدّد حياة المدنيين.

المجلس الوطني الكُردي يناشد الولايات المتحدة وروسيا

قال المجلس الوطني الكُردي في سوريا في بيان له إن استمرار إيقاف ضخ المياه لمدينة الحسكة وريفها من محطة علوك الواقعة تحت سيطرة الجيش الوطني، يؤدي إلى تهديد حياة نحو مليوني نسمة وحرمانهم من مياه الشرب، وناشد الولايات المتحدة وروسيا، "كونهما وقعتا اتفاقيات ثنائية مع تركيا، بالضغط عليها لضمان الضخ المستمر للمياه إلى الحسكة وعدم إخضاع حياة المواطنين للصراعات بين الأطراف المتنازعة".

يُذكر بأنّ مدينة الحسكة ليست الوحيدة المتضرّرة من قطع مياه محطة علوك بل بلدة تل تمر أيضاً تتغذى من نفس المصدر.