icon
التغطية الحية

الحدائق العامة والشاليهات.. ملجأ السوريين في مصر للهرب من لهيب الصيف

2023.08.05 | 06:25 دمشق

الحدائق العامة والشاليهات.. ملجأ السوريين في مصر للهرب من لهيب الصيف
حديقة "التاسع"في مدينة العبور القريبة من القاهرة (تلفزيون سوريا)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • تعد الحدائق العامة وكورنيش النيل والشاليهات متنفساً للسوريين في مصر في الصيف.
  • مع ارتفاع درجات الحرارة تشترك أكثر من عائلة في استئجار مزرعة للهرب من صخب المدينة وحر الصيف. 

يلجأ السوريون في مصر إلى الأماكن الترفيهية والحدائق العامة هرباً من حرارة الصيف ولهيب الشمس الحارقة، ويقصدون المتنزهات التي تتناسب مع دخلهم، في ظل موجة الغلاء العالمية.

تنتشر الحدائق العامة في جميع المحافظات المصرية، بالإضافة إلى المطاعم والمتنزهات المنتشرة على نهر النيل وشواطئ بحري المتوسط والأحمر، كما تنتشر الأماكن السياحية التي يستطيع السوريون الاستمتاع بها كالمتاحف والمعابد بأسعار مخفضة توازي دخل الفرد.

ويحافظ السوريون، الذين يبلغ عددهم في مصر نحو مليون نصف المليون، على عاداتهم ويمارسونها في ظل تقبل المجتمع المصري وترحيبه، مثل "السيران" والذهاب إلى المزارع وضفاف الأنهار والشواطئ الساحلية للحصول على يوم ترفيهي.

ومع تسجيل درجات حرارة عالية عالمياً، لم يعد "السيران" للاستجمام والترفيه، بل ضرورة تفرضها مؤشرات الحر غير المسبوقة.

أولى الخيارات.. الحدائق العامة

أصبحت الحدائق العامة متنفساً للسوريين الراغبين بقضاء يوم بين أحضان الطبيعة والهروب من حرارة الصيف العالية، ووجهة "السيران" اليومية للعائلات، مصطحبين معهم الطعام والمشروبات والتسالي.

وتوفر بعض الحدائق والمتنزهات أماكن مخصصة لشواء اللحمة، وطقس المشاوي ركن مهم في السيران لدى السوريين.

في متنزه "الحديقة الدولية" بحي مدينة نصر في القاهرة، دائما ما تكون مزدحمة بعائلات سورية نظراً لقربها من مناطق تمركزهم بالعاصمة، وتعد رسوم هذه الحديقة منخفضة ولا تتجاوز العشرين جنيهاً للفرد.

ريم محمد، لاجئة سورية مقيمة في منطقة المعادي تقول، لا توجد حدائق في المعادي مما يدفعنا للذهاب إلى حدائق قريبة، مثل الحديقة الدولية، نرتادها عادة مرتين في الشهر، نكون مجموعة من الأسر نستمتع مع أطفالنا.

تضيف ريم، في ظل هذا الغلاء، لا نستطيع دفع مبالغ كبيرة من المال من أجل الترفيه، فنختار الأماكن الأقل كلفة، ونحاول أن يعيش أطفالنا طفولتهم من دون حرمان ولكن ضمن المعقول.

بدورها، سلام حسن تقول أذهب مع صديقاتي كل خميس لنسهر في الحديقة، نأخذ طعامنا والعصير وتسلياتنا معنا، مشيرة إلى أن الصيف في مصر شديد الحرارة، لذلك نهرب من البيت إلى الحديقة وخاصة مساءً.

ضفاف النيل.. الكورنيش والمراكب

على امتداد ضفاف النيل هناك العديد من المطاعم والمقاهي، بالإضافة إلى التمتع بالمشي على كورنيش النيل، وركوب المراكب بأسعار مقبولة، والاستمتاع بهواء النيل ومناظر القاهرة الجميلة ليلاً.

كما تم افتتاح "ممشى أهل مصر" على نهر النيل في وسط مدينة القاهرة، بتذكرة دخول 20 جنيها، مما جعله مقصدا للسوريين الراغبين "بتغيير الجو" والحصول على رحلة نيلية.

محمد عبد الفتاح، لاجئ سوري يرى أن الاستمتاع بالمراكب نظراً لأجرتها الرخيصة يشكل بديلاً عن ارتياد المقاهي والمطاعم.

يقول محمد، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، لا يوجد أجمل من ركوب المركب في وسط النيل، وسماع الأغاني المصرية التي تصدح منها حيث يشعر الجميع بالبهجة والسعادة سواء كانوا كبارا أم صغارا، وبأسعار زهيدة.

يضيف محمد، آتي مع زوجتي وطفلتي، لنتمشى على النيل، ونلتقط الصور الجميلة، من ثم نستقل المركب في جولة نيلية تستغرق نصف ساعة، نأخذ معنا طعامنا وشرابنا ولا ندفع الكثير من المال مقابل هذه المتعة.

المزارع.. نوع آخر من الترفيه

أصبحت المزارع المنتشرة في كل محافظات مصر، مقصدا للعديد من السوريين، يبدأ موسم المزارع مع قدوم الصيف الحارق.

يبحث السوريون عن مزارع كبيرة لاستيعاب أكثر من عائلة، لتقاسم الأجرة، التي تتراوح ما بين 2000 إلى 5000 جنيه (110 دولارات) لقاء اليوم الواحد.

كذلك يقدم مجموعة من الشباب الأصدقاء على استئجار مزرعة لقضاء يوم يتضمن الشواء والسباحة والسهر والمبيت للابتعاد عن صخب المدينة.

وتنتشر المزارع بشكل كبير في مناطق العبور، والريف الأوروبي على طريق "إسكندرية الصحراوي"، ومعظم المزارع في مصر يكون فيها مسبح وغرف نوم مكيفة ومطبخ ومكان للشواء "باربيكيو" وألعاب للأطفال.

أبو عبدو السوري، صاحب إحدى المزارع يقول، يحب السوريون فكرة قضاء يوم ترفيهي مع الأقارب والأصدقاء، فيستأجرون مزرعة، ونحاول توفير كل وسائل الراحة لهم.

يضيف أبو عبدو، يزيد سعر الإيجار في نهاية الأسبوع، وأيام الإجازات والمواسم بسبب زيادة الطلب، أما في بداية الأسبوع ومنتصفه تكون الأسعار أقل.

بدوره، جهاد علي، لاجئ سوري يقول، لا يستطيع الجميع السفر للمصايف والشاليهات التي قد تكون كلفتها أغلى من المزارع، فنستأجر مزرعة كمجموعة مكونة من أكثر من عائلة، ونتشارك الإيجار، ليكون لنا ولعائلاتنا يوم مميز.

شواطئ البحر.. إقبال أقل وأسعار أعلى

يفضّل السوريون الذهاب إلى الشاليهات أكثر من الفنادق، وذلك بسبب أن أسعارها أقل مقارنة بالفنادق، حيث تجتمع أسرتان أو أكثر، ويستأجرون شاليهاً واحداً بعدد أيام محدد.

تعد شواطئ الإسكندرية على المتوسط، والعين السخنة على البحر الأحمر، الأقرب للسوريين الذين يتركز أغلبهم في القاهرة، حيث يبعد الشاطئان نحو ساعتين ونصف بالسيارة، ويمكن استخدام المواصلات العامة مثل "السرافيس" أو حتى باصات النقل عبر المحافظات.

كما تتوفر شواطئ بتذاكر دخول قليلة لمن يرغب بالاستمتاع بالبحر بأقل كلفة في كلتا المحافظتين.

يبدأ إيجار الشاليه في العين السخنة من 1500 جنيه لليلة الواحدة، بينما في الإسكندرية يبدأ من 1000 جنيه لليلة الواحدة.

وتعرض العديد من المنشورات على مجموعة الجالية السورية في القاهرة كإعلانات لوجود شاليهات للإيجار، وعروض للفنادق، ورحلات تقوم بها الجالية إلى البحر ليوم واحد أو أكثر.

سناء راجح، سورية تقول، نقوم خلال العام بجمع مبلغ من المال لقضاء إجازة في البحر مع العائلة، لأنه في الصيف لا بد من الذهاب إلى البحر، كنا نفعل هذا منذ كنا صغارا في سوريا.

وتضيف سناء، في ظل الغلاء فإن اشتراك أكثر من عائلة مقربة في شاليه يعد الحل من أجل الاستمتاع بالبحر.