icon
التغطية الحية

التهجير علامة فارقة في عادات العيد لدى المهجّرين | صور

2023.06.29 | 09:01 دمشق

آخر تحديث: 29.06.2023 | 11:22 دمشق

عيد الأضحى المهجرون السوريون بريف إدلب
إدلب ـ عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

من بلدة "صوران اعزاز" شمالي حلب، إلى بلدة "قميناس" شرقي إدلب، كان طريقاً منهكاً لـ"العم أبو حسن حاج محمد"، لكن أراد أن يكون قريباً من "هواء قريته داديخ" التي ينحدر منها، على حدّ قوله.

وقبل نحو ثلاث سنوات، هُجّر أبو حسن من قريته "داديخ" بريف سراقب، وأمضى في تهجيره أكثر من 6 أعياد، بعيداً عنها، وفي كل عيد يحتال على واقعه حتى يستعيد جزءاً من ذكرياته.

يقول أبو حسن لموقع "تلفزيون سوريا"، "نزلت إلى قميناس، لأن فيها مقبرة التهجير لأهالي قريتنا، هنا سأكون على مقربةٍ من قريتي، ومن موتانا، وستسنح لي الفرصة أن أجتمع مع العدد الأكبر من أهالي القرية".

وعادات العيد، وطقوسه، قبل التهجير، ليست كما بعده، بحسب تعبير مهجّري الشمال السوري، إذ فرض ظروفه القاهرة في البُعد والتشتت، وحرمان كثير منهم من زيارة مقابر ذويهم في القرى والبلدات التي هجّروا منها قسراً من قبل النظام السوري وروسيا.

عادات غائبة وذكريات

يقول العم أبو حسن إنه "بعد التهجير لا شك أن العادات تبدلت، لكن ما زلنا محافظين عليها نوعاً ما، اليوم مع تشتت أهالي قريتنا في شتى أرجاء الشمال السوري من إدلب وصولاً إلى ريف حلب الشرقي بتنا نواجه مشكلات في الزيارات التي كانت من أهم طقوس الأعياد لدينا والتي فقدناها مع بعد المسافات بيننا وبين أقاربنا وجيراننا".

ويضيف: من أهم العادات كانت لدينا زيارة المقابر وزيارة موتانا، وبعد تهجيرنا من بلدتنا داديخ حرمنا من زيارتها، واليوم لدينا مقبرة في ريف إدلب، نقوم إذا أتاحت الفرصة لنا بزيارتها في العيد، وأنا اليوم سافرت من اعزاز بريف حلب إلى إدلب كي أحضر العيد هناك وأزور المقبرة وأزور أقاربنا في المنطقة".

لا يمكن للعم أبو حسن، في كل عيد إلا أن يستذكر اجتماع عائلتهم، عقب صلاة العيد، يقول: "نجتمع في بيت واحد لتبادل المعايدات، قبيل الانطلاق إلى المعايدات الخارجية ومن ثم تبادل المعايدات في منزل كل واحد منا، نقدم ما يتوفر من الحلويات وأطباق العيد، وفقاً لعاداتنا المتوارثة".

أما اليوم، فيشير إلى أن "الزيارات تقتصر على العائلات القريبة جداً، نظراً لتفرقنا في مختلف المدن والمسافات البعيدة"، ويختم بقوله إن "ما نتمناه في هذا العيد أن يكون آخر عيد لنا في مهجرنا، وأن نعود لقرانا ومنازلنا لنعيد إعمارها وبنائها من جديد".

"روحانية العيد مفقودة"

لا يختلف الحال لدى عبد القادر الطويل، وهو مهجّر من قرية "معرة حرمة" بريف إدلب الجنوبي، إذ شق طريقه صبيحة عيد الأضحى، باتّجاه مدينة "الدانا" منطلقاً من مدينة إدلب، مكان إقامته.

يقول الطويل لموقع "تلفزيون سوريا" إنه "لا يمكن أن أتخيل العيد، من دون لمّة الأهل والجمعة الكبيرة.. أهمّ صباحاً بالسفر إلى الدانا، مع طفلتي وزوجتي، لأقضي العيد مع عائلتي".

ويضيف "رغم أن خلال وجودنا في القرية، كان هناك قصف وحالة من الخطر، فإن الطمأنينة كانت موجودة، لأنه كان بعضنا إلى جانب بعض، تجتمع القرية كلها على مقبرة الضيعة ونبدأ بتبادل السلام والمعايدات".

ويتابع "في التهجير، فقد العيد روحانيته، تحوّل إلى شبح ينكأ جراحنا وذكرياتنا، لا تعرف أحداً من حولك إلا القليل، حتى المصلّون في صلاة العيد قلّما تجد أحداً تعرفه أو على علاقة وثيقة فيه".

يفتقد الطويل إلى حارات "الصخرات والبيدر والرام" في قريته معرة حرمة، حيث تجمّع الأهالي الكبير خلال العيد، "ومرسح الدبكة" في تلك الأمكنة.

"لا مفرّ من الشتات"

يجد إبراهيم الأطرش، المهجّر من قرية "موقا" جنوبي إدلب، أنه "قد يمر العيد، من دون إمكانية زيارة جميع الأقارب بسبب تشتتهم في مختلف القرى والبلدات في المحرر".

وانتقل الأطرش أخيراً من بلدة "رام حمدان" إلى مخيمات "كفرلوسين"، ليكون أكثر قرباً من أقاربه، لكن يضيف: "لا مفرّ من الشتات والبعد، في وقتٍ اقتربت فيه من أقارب لي، ابتعدت عن أقارب آخرين، هذا هو حال التهجير".

ويتفرق أقارب الأطرش، بحسب قوله، بين "صلوة ومخيمات الكمّونة ومخيمات كفرلوسين، وبلدة كفرجالس وقرية مرتين"، ومناطق أخرى، ويقول إنه "من المؤلم ألا نستطيع زيارة قبور أقاربنا صباح العيد، وتظل حسرة كبيرة في النفوس، أفتقد الاجتماع الصباحي في مضافات القرية التي تزيد من المحبة والألفة بيننا".

يشير الأطرش إلى أنه "نحاول اليوم أن نحافظ قدر الامكان على سنة العيد، ونسافر من مكان لآخر، بهدف المعايدة على الأقرباء والأهل، علنا نخفف من حزننا في الأعياد على ما مر بنا".