icon
التغطية الحية

"التنين الأحمر".. ويلز تبحث عن كتابة تاريخ مشرق في مونديال قطر

2022.11.18 | 15:42 دمشق

منتخب ويلز
لعب منتخب ويلز الملقب "بالتنين الأحمر" أول مباراة في تاريخه في 25 من آذار 1876 ضد أسكتلندا في غلاسكو
إسطنبول ـ هاني العبدلله
+A
حجم الخط
-A

رغم أن ويلز من أولى الدول التي لعبت كرة القدم في شكلها الحالي، إلا أن هذا التاريخ الطويل كان مظلماً وخالياًُ من أي إنجازات أو بصمة واضحة.

لعب منتخب ويلز الملقب "بالتنين الأحمر" أول مباراة في تاريخه في 25 من آذار 1876 ضد أسكتلندا في غلاسكو، وانتهت تلك المباراة بفوز الأسكتلنديين برباعية نظيفة.

قرن ونصف بلا ألقاب

أُسِس اتحاد ويلز لكرة القدم في شباط 1876، ليكون ثالث أقدم اتحاد محلي للكرة في العالم، وكان أحد المساهمين في تأسيس مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (إيفاب).

ويلز التي كانت أحد المساهمين في سن قوانين لعبة كرة القدم، عجزت عن تحقيق أي لقب أو إنجاز ملموس، رغم تاريخها الطويل الذي يمتد لنحو قرن ونصف.

شارك منتخب "التنين الأحمر" لأول مرة في كأس العالم سنة 1958، وخرج حينها من ربع النهائي على يد البرازيل، التي كانت تضم آنذاك الجوهرة السوداء بيليه.

كانت تلك المشاركة الوحيدة لويلز في كأس العالم، وبعدها غابت لسنوات عن الحضور في البطولات الدولية والقارية، إلى أن شاركت لأول مرة في كأس أمم أوروبا عام 1976، وخرجت كذلك من الدور ربع النهائي على يد المنتخب المستضيف يوغسلافيا.

 

دخل "التنين الأحمر" مجدداً في حالة سبات طوال 40 عاماً، قبل أن يعود للأضواء مجدداً بقوة في يورو 2016، وحينها حقق نتائج لافتة ببلوغه نصف النهائي، لكن الحلم تبخر بتحقيق أول لقب، عقب إقصائهم أمام منتخب البرتغال.

فشلت ويلز في التأهل إلى مونديال روسيا 2018، لكنها كانت حاضرة في يورو 2020، وتجاوزت دور المجموعات، إلا أنها خرجت من الدور ثمن النهائي أمام المنتخب الدنماركي العنيد.

وصل منتخب ويلز إلى مونديال قطر للمرة الثانية في تاريخه، بعد 64 عاماً على أول مشاركة له في كأس العالم.

تأهلت ويلز إلى كأس العالم 2022 بصعوبة، بعدما تجاوزت النمسا وأوكرانيا في الملحق الأوروبي، ويطمح "التنين الأحمر" أن يكون مونديال قطر فرصة لكتابة تاريخ جديد يمحو ذلك التاريخ المظلم.

بيل يحمل ويلز على كتفيه

يدين منتخب "التنين الأحمر" بعودته للمشاركة في كأس العالم، إلى عددٍ من النجوم، على رأسهم غاريث بيل، الذي يتصدر ترتيب هدافي ويلز التاريخيين بـ 38 هدفاً، سجلها في أكثر من 100 مباراة بقميص منتخب بلاده.

بيل قائد ويلز سيكون الورقة الرابحة في صفوف المنتخب، فهو من نوعية اللاعبين المستعدين لتقديم أفضل ما لديهم للدفاع عن ألوان منتخب بلاده، عكس بعض النجوم الذين يتميزون مع أنديتهم ويتخاذلون مع منتخباتهم.

كان بيل لاعباً حاسماً خلال التصفيات المؤهلة لمونديال قطر، من خلال قدرته على تنفيذ هجمات سريعة وضربات ثابتة مذهلة، وتسجيل أهداف حاسمة جعلته عنصراً أساسياً للكتيبة الويلزية.

منتخب ويلز

مواهب شابة

إلى جانب النجمين المخضرمين غاريث بيل وآرون رامزي، هناك في المقابل مواهب شابة في المنتخب الويلزي، تعلّق الجماهير آمالاً كبيرة عليها في المونديال.

نيكو ويليامز (21 سنة) موهبة مميزة بدأت في نادي ليفربول، ثم انتقلت إلى نوتنهام فورست، حيث يلعب في عدة مراكز، وأشاد يورغن كلوب مدرب ليفربول بقدرات ويليامز، وتوقع أن يقدم عروضاً مميزة في مونديال قطر.

دانييل جيمس (24 سنة) أحد المواهب الشابة كذلك في منتخب ويلز، يتمتع بسرعته المذهلة على أرض الملعب، التي جعلت المحللين يلقبونه بأنه "غاريث بيل المقبل"، وسيكون من أقوى أسلحة خط الهجوم في المنتخب.

يُعوّل عشاق "التنين الأحمر" أيضاً على برينان جونسون (21 سنة)، ووصفه مدرب المنتخب الويلزي بأنه "مستقبل كرة القدم الويلزية"، حيث يمتاز جونسون بمهاراته في التعامل مع الكرة والسيطرة عليها، وتحركاته الذكية على أرض الملعب، ليكون أحد أبرز المواهب الهجومية الصاعدة في كرة القدم الإنجليزية.

خلف تلك الكوكبة من النجوم، هناك مدرب مميز يُدعى "روبرت بيغ"، يقود سفينة المنتخب الويلزي، وكان له الفضل الأول في تأهل "التنين الأحمر" إلى كأس العالم 2022، للمرة الثانية في تاريخه، بعد غيابٍ دام أكثر من 6 عقود.

رحلة معقدة لكتابة التاريخ

يخوض المنتخب الويلزي الدور الأول من مونديال قطر ضمن المجموعة الثانية، التي تضم منتخبات إنجلترا والولايات المتحدة وإيران.

فرصة ويلز الحقيقية لتجاوز دور المجموعات ستكون في أول مواجهتين أمام أميركا وإيران على التوالي، وفي حال استطاعت تحقيق الفوز في المواجهتين أو تحقيق فوز وتعادل، ستحجز تقريباً تذكرة العبور إلى الدور الثاني.

المواجهة الثالثة أمام إنجلترا ستكون فرصة أمام ويلز لخطف الصدارة، وحتى لو خسرت تلك المواجهة الصعبة، فإنها قد تتأهل غالباً لدور الـ 16.

منتخب ويلز

في حال استطاعت ويلز تجاوز دور المجموعات، من المحتمل أن تواجه في الدور الثاني المنتخب الهولندي الذي يعتبر خصماً عنيداً.

الطواحين الهولندية تأهلت مباشرةً لمونديال قطر، وحققت صدارة المجموعة الثالثة في النسخة الحالية من دوري الأمم الأوروبية، وتمتلك مواهب شابة تنشط في الدوريات الأوروبية، وبالتالي فرص ويلز ضئيلة في تجاوز عقبة هولندا.

لو حققت ويلز المفاجأة وتأهلت على حساب هولندا إلى الدور ربع النهائي، فإنها ستصطدم بالمنتخب الأرجنتيني بقيادة ميسي، القادر على إقصاء "التنين الأحمر"، الذي يبدو أنه سيعجز عن كتابة تاريخ جديد في مونديال قطر، يُنهي سنوات الظلام التي عاشها على مر العقود.