icon
التغطية الحية

التصعيد الروسي في إدلب.. مرتزقة "فاغنر" يروجون لإسقاطهم طائرات "بيرقدار" التركية

2021.07.03 | 12:44 دمشق

adlb.png
مرتزقة روس في إدلب- 2019 (وكالات)
إسطنبول - تيم الحاج
+A
حجم الخط
-A

بدأت مجموعات مرتزقة "فاغنر" على موقع "تويتر" وفي مجموعات مغلقة على تطبيق "تلغرام" منذ مطلع تموز الحالي، نشر صور تدل على وجودها في محافظة إدلب، التي تعيش تصعيدا في عمليات القصف المميتة والمدمرة التي تقف وراءها وتدعمها قاعدة "حميميم" الروسية".

وقتل صباح اليوم السبت، 8 مدنيين بينهم نساء وأطفال وأصيب 9 آخرون، بقصف على قرى في جبل الزاوية.

وتواصل روسيا مع قوات النظام تصعيد القصف منذ نحو شهر، على منطقة خفض التصعيد في إدلب والأرياف المتصلة بها من محافظات حلب وحماة واللاذقية، في حين تردّ المدفعية التركية وفصائل المعارضة على مصادر القصف ومواقع مختلفة للنظام في ريفي إدلب وحماة.

وراح ضحية التصعيد الذي شهدته الأسابيع الأخيرة نحو 45 قتيلاً بينهم 9 أطفال وجنين و6 نساء، ومتطوع بالدفاع المدني السوري، في حين أصيب أكثر من 80 آخرين بينهم أطفال ونساء، من دون أي تحرك دولي أو محاولة لإيقافه.

هذا التصعيد تزامن مع تصريحات حملت عدة تفسيرات لوزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، حول إدلب، حيث جرى الحديث عن منطقة منزوعة السلاح في إدلب، على الرغم من أن اتفاق آذار الموقع بينهما عام 2020، والذي ينص على بند مشابه إضافة إلى وقف القصف وفتح الطرق.

اللبس في الترجمة جاء بعد حديث لافروف الذي قال فيه، إن اتفاقا جرى بين الجانبين على تفعيل اتفاق إدلب الذي ينص على تشكيل منطقة منزوعة السلاح، من دون أن يوضح المقصود بـ "المنطقة الخالية من الوجود العسكري"، وما إذا كانت ذاتها "الممر الآمن" على جانبي الطريق الدولي اللاذقية - حلب "M4"، الذي تم الاتفاق عليه في اجتماع موسكو في 5 من آذار عام 2020.

لكن مسؤولا تركيا كبيرا قال إن بلاده وروسيا لم تتوصلا إلى اتفاق جديد بشأن إدلب، فيما يتعلق بالطريق السريع "M4"، كما كان مفهوماً بعد تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مشيراً إلى أنَّ ما حدث هو "خطأ في الترجمة".

وبالعودة إلى إدلب فإن جواً من الانتظار القلق يسودها خاصة أن هناك تصريحات وتحركات روسية تحدث الآن وقعت في أوقات سابقة وأسفرت عن أمرين قصف متصاعد يخلف قتلى أطفال ونساء وتدمير للمرافق الطبية والخدمية وتهجير آلاف السكان، يتبعه حملة عسكرية واسعة تقضم روسيا وميليشيات إيران وقوات نظام الأسد المدن والقرى السورية، وقد حدث ذلك قبل آذار 2020، في حماة وحلب وإدلب.

واليوم تسوّق روسيا لثلاثة نظريات باتت مكررة على مسامع السوريين الأولى تهيئة الظروف لتنفيذ مخططاتها، كإطلاق يد وسائل إعلامها للحديث عن "إرهابيين يحضرون لاستخدام الكيماوي في إدلب لاتهام نظام الأسد"، الثانية "الإرهابيون يقصفون قاعدة حميميم الروسية"، الثالثة ذات -الطابع السياسي- "يجب أن تعود كل الأراضي السورية لسيطرة النظام" مع العلم أن هذه الذريعة لا تتماشى مع مقررات اجتماعات "أستانا" التي ترعاها روسيا، وهي الآن على بعد أيام من عقد جولة جديدة مع تركيا وإيران وحضور أممي.

ويبدو أن روسيا اقتربت من رسم المشهد الذي تسعى إليه في إدلب، خاصة أنها تلاعب الأمم المتحدة والدولي الغربية بورقة المعابر الإنسانية، بهدف قطع وصول المساعدات عن السوريين شمال غربي سوريا، حيث يؤكد مسؤولو الكرملين رفضهم منح التفويض في تموز الحالي للأمم المتحدة لاستمرار عمل معبر "باب الهوى" وهو المعبر الوحيد الذي تدخل منه المساعدات للسوريين.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) دعت الخميس الماضي، مع منظمات أخرى، ضمن مبادرة "لا لضياع جيل"، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى الإذن بتوصيل المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمالي سوريا وتوسيعها لمدة 12 شهرا، محذرة من أن عدم التّجديد سيزيد سوء الوضع المتردّي أصلًا لأكثر من 1.7 مليون طفل من الأكثر هشاشة في المنطقة.

وسيجدد التفويض الخاص بعملية عبور المساعدات عبر الحدود في 10 من تموز الحالي في مجلس الأمن الدولي، ويحتاج قرار التمديد في المجلس إلى تسعة أصوات مؤيدة، وعدم استخدام حق "النقض" (الفيتو) من أي من الأعضاء الخمسة الدائمين، روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

ووفق مراقبين فإن روسيا تمتلك أوراق قوى حاليا (ملف المعابر والتصعيد العسكري) وتريد من خلالها تسجيل نقاط إضافية لصالحها في سوريا، عبر مساومة أميركا وتركيا والدولي الغربية.

للل.PNG
مقر للمرتزقة الروس في إدلب (تويتر)

المرتزقة الروس و"بيرقدار " التركية

وفق رصد أجراه موقع تلفزيون سوريا، في مجموعات مغلقة على تطبيق "تلغرام" فإن الأيام الماضية شهدت هجوما متصاعدا من قبل مرتزقة "فاغنر" على تركيا وجنودها ومعداتها العسكرية.

وبعد نشرهم صورا حديثة لانتشارهم على خطوط التماس على جانب قوات نظام الأسد في إدلب، وهي من المرات القليلة التي يظهرون فيها في إدلب، حيث يتركز نشاطهم في البادية السورية في تدمر تحديدا.

 يتحدث مرتزقة "فاغنر" هذه الأيام، عن إسقاط طائرات مسيرة من نوع "بيرقدار" التركية، كما أنهم نشروا بطريقة ساخرة صورا لجنود وضباط من الجيش التركي قتلوا في سوريا في فترات سابقة.

وقالوا إنهم يحتفظون بقطع "تقنية" من طائرات "بيرقدار" التي يزعمون أنهم أسقطوها، وأنهم أرسلوها إلى موسكو للاستفادة منها، ونشروا صورة لتلك القطع.

لكن لا يقتصر هجوم مرتزقة "فاغنر" وفق منشوراتهم على الجيش التركي في سوريا بل يهاجمونهم في ليبيا، ومناطق أخرى.

وفي إدلب فإن التصعيد الروسي الأخير لم يستثن القواعد العسكرية التركية في ريف إدلب الجنوبي، حيث تعرضت بعضها للقصف المدفعي، ما أدى إلى جرح عدة جنود أتراك، في حين ردت القواعد التركية وفصائل المعارضة على القصف، باستهداف غرف عمليات ومواقع عسكرية لقوات النظام في ريفي إدلب وحماة.

وينظر مراقبون إلى هذا التصعيد على الأتراك بأنه يعكس نية روسيا من أجل الضغط على أنقرة لتنفيذ اتفاق 5 آذار 2020، الذي يقضي بإنشاء ممر أمني على طرفي الطريق الدولي "حلب - اللاذقية" (إم 4) بعمق 6 كيلومترات شمال الطريق، ومثلها جنوبه، وإنهاء الوجود العسكري لفصائل المعارضة في هذا الممر، ما يسهل إعادة الحركة التجارية على الطريق بإشراف روسي - تركي.