icon
التغطية الحية

اعتقل النظام والده وهو جنين ثم قتل أخته.. فجائع يعيشها الطفل معروف بريف حلب |صور

2023.10.24 | 07:17 دمشق

آخر تحديث: 24.10.2023 | 12:52 دمشق

الطفل معروف
الطفل السوري معروف الذي فقد أباه بالمعتقل وأخته بالقصف (تلفزيون سوريا)
إدلب ـ عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

"انحرقت كل كتبي ودفاتري"، يقول الطفل معروف، وسط غرفة شبه مدمّرة، إثر قصف صاروخي لقوات النظام السوري استهدف منزل عائلته في مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، مضيفاً "ربّما لن أعود إلى المدرسة، هكذا قالت لي أمي". 

وعندما كانت أم معروف حاملاً فيه بالشهر الرابع، غيّبت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، والده أحمد معروف عفاشي الحلو، في معتقلاتها، قبل أن تنفجع العائلة بـ"صور قيصر المسرّبة"، التي حملت ملامح أحمد في إحدى صورها. 

وفي الخامس من تشرين الثاني من عام 2011، اعتقل جهاز الأمن السياسي أحمد، والد معروف، خلال عودته من عمله في "سوق الهال" في مدينة حلب، ويقول عبد القادر طنّو، وهو خال أحمد، عن ظروف اعتقال "أبو معروف" إنّ "اعتقاله كان بوشاية كيدية من شبّيح جارٍ لهم"، وهذه الرواية حكاها أحمد لوالدته في إحدى الزيارتين التي حظيت بهما قبل أن تغيب أخباره في المعتقلات. 

في صور قيصر

يوضح "عبد القادر" لموقع "تلفزيون سوريا" أنّ "والدته تمكنت من زيارته، بعد اختفائه لمدة سنة ونصف في المعتقلات، قبل أن ينتقل إلى سجن عدرا المركزي، حيث التقت فيه مرتين هناك، خلال وجوده مؤقتاً كوديعة، وهناك أخبرها أن وجهته القادمة سجن صيدنايا ـ السيئ الصيت ـ وطلب منها السعي له بمخرج سريع لإخراجه من المعتقل".  

ويضيف: "في الزيارة الثالثة، طلبت والدته زيارته ليأتيها الرد بضرورة استلام الهوية الشخصية الخاصة بولدها معروف، أي أنه توفي في المعتقل". 

يقول عبد القادر: "هنا كانت الفاجعة الأولى لعائلة الطفل معروف، الذي بدأ يكبر ويسأل عن والده المغيّب في المعتقلات، ولم يكتب له أن يراه".

بقيت العائلة معلّقة آمالها، وفقاً لـ"عبد القادر" في أن يخرج أبو معروف، إلا أنّ "صور ضحايا قيصر، التي حملت إحداها ملامح شبيهة بأحمد، وتمكنت والدته ـ أي أختي ـ من التعرف إليه، جاءت لتؤكد خبر استشهاده".

قذائف الأسد تلاحق العائلة

وقبل أيام من الذكرى الثالثة عشرة لاعتقال والد معروف، وتحديداً في 18 تشرين الأول الجاري، اخترقت قذيفة صاروخية منزل عائلة معروف، وقضت أخته "مريم"، التي تجمعها مع أبيها صورةً تذكارية ما زالت تحتفظ فيها العائلة. 

يقول محدّثنا عبد القادر، إنّ "مريم داومت في الصف السابع لأسبوع واحد قبل أن تقضي بقصف صاروخي على مدينة دارة عزة". 

وكتب الدفاع المدني في منشور: "مريم كانت تسمع الحكايا والقصص عن والدها الذي اعتقله نظام الأسد ... انتهى الأمل بلقائه بعد أن شاهدت صورته ضمن صور قيصر ... كانت صورته بلا اسم ... كان يحمل رقماً على جبينه. مريم لم تستسلم وحملت أحلام والدها وكانت تمتلك إرادة قوية لتتعلم وتبني مستقبلها، لكن صواريخ نظام الأسد أنهت حياتها بعد أن استهدف قصف صاروخي يحمل ذخائر حارقة منزلها في مدينة دارة عزة غربي حلب، وأصاب القصف أختها وأحرق منزلهم. قتل نظام الأسد مريم وقتل والدها، وانتهت أحلام وأرواح بصمت".

 

 

وصعّد النظام السوري خلال شهر أيلول الماضي، من هجماته الصاروخية على قرى وبلدات ريفي إدلب وحلب، وكان لمدينة دارة عزة نصيب كبير من هذه الهجمات التي استخدم فيها "النابالم الحارق". 

وبحسب إحصائية صادرة عن "الدفاع المدني السوري"، فإنّ 30 طفلاً قضوا بهجمات النظام السوري وروسيا على منطقة شمال غربي سوريا منذ مطلع العام الجاري. 

يقول عبد القادر، الذي يروي لنا قصّة عائلة الطفل معروف، إنّه ما زال بانتظار أخبار عن أخويه محمد ومحمود المعتقلين أيضاً لدى النظام السوري. 

ويضيف: "ماتت أمي قبل أشهر، والتي تكون جدة أم معروف، وهي بحسرة خبر عن ولديها محمود ومحمد، بعد أن شهدت فاجعة اعتقال ولديها، واستشهاد 4 أحفاد وابنة لها، بالقصف على مدينة حلب خلال الحصار". 

تعيش عائلتا "طنّو وعفاشي الحلو" المنحدرتان من مدينة دارة عزة غربي حلب سوياً، وتعيش العائلتان مأساة واحدة أيضاً في فواجع النظام السوري التي خلّفها لهما، قصفاً واعتقالاً وتغييباً وسلباً.