icon
التغطية الحية

ارتفاع أسعار الطاقة الشمسية بدمشق.. هل تنتظر السوق "حوتاً" اقتصادياً جديداً؟

2024.05.16 | 13:01 دمشق

Solar energy
تزامنا مع ارتفاع أسعار ألواح الطاقة الشمسية، أخفى كثير من التجار أغلب بضائعهم بالمستودعات ـ رويترز
دمشق ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

ما إن أوصت اللجنة الاقتصادية منذ أيام بفرض ضريبة قيمتها 25 دولاراً (375 ألف ليرة) على كل لوح طاقة شمسية مستورد، حتى أصيب سوق مستلزمات الطاقة الشمسية بالاضطراب، حيث ارتفعت أسعار الألواح بقيمة الـ25 دولاراً أو أكثر لبعض الماركات.

وتزامنا مع ارتفاع أسعار ألواح الطاقة الشمسية، أخفى كثير من التجار أغلب بضائعهم بالمستودعات بانتظار التسعيرة الجديدة، وما بقي معروضاً منها في الأسواق كان قليلاً جداً أمام الطلب المتزايد في مثل هذه الفترة من العام.

لم ترتفع أسعار الألواح الشمسية فقط، بل أغلب المستلزمات الخاصة بمنظومات الطاقة الشمسية طالها الغلاء، وسط شائعات تدور في سوق الكهرباء بدمشق حالياً حول سيناريوهات قد تطول سوق الطاقة الشمسية قريباً، لكن الثابت الوحيد بحديث تجار السوق، أنه ستكون هناك ماركة ألواح طاقة شمسية محلية الصنع لأحد "الحيتان" المدعومين من حكومة النظام السوري، ستكتسح السوق قريباً، وأن قرار الضميمة صدر لصالحه.

تمهيد الطريق لـ "حوت" تجاري جديد

أحد التجار في السوق أكد لموقع تلفزيون سوريا (طلب عدم ذكر اسمه)، أنه مع دخول فصل الصيف العام الماضي وهو فترة الذروة، كثفت الجمارك دورياتها على السوق ثم تبع ذلك إغراق السوق بألواح طاقة شمسية قيل إنها محلية الصنع من إنتاج شركة تريفيو.

وكانت تلك المرة الأولى التي تطرح فيها تريفيو ألواح طاقة شمسية في السوق بشكل مفاجئ وغريب، وكأنه طرح تجريبي إلزامي بطريقة غير مباشرة، وكانت أسعار الألواح حينها أرخص من أي نوع آخر في السوق.

 وأضاف التاجر "حينها دارت الأحاديث حول أن معمل تريفيو بات خاضعاً لسيطرة أحد أذرع النظام بالتأكيد، حيث تم تمهيد السوق لمنتجه الجديد بأسلوب واضح، ولذلك من المتوقع أن الضميمة الأخيرة هي لصالح المعمل هذا، لكن ذلك لا يلغي فرضية ظهور معمل جديد على السطح لاحقاً".

وتابع "حالياً لا توجد ماركات ألواح طاقة شمسية محلية"، مضيفاً في تفنيده لمزاعم أن تريفيو صناعة محلية بقوله "تريفيو هي ألواح ودارات مستوردة من الصين دون ماركة توضع عليها لصاقة باسم تريفيو في سوريا بعد ربط اللوح مع الدارة لتصبح بهذه الحركة البسيطة محلية الصنع، فمعروف عن معمل تريفيو أنه لا يقوم بالتصنيع بل يقوم بالتجميع فقط، كما هو الحال بالشاشات".

أسست شركة تريفيو رسمياً في 2007، وتضم بين شركاء تأسيسها، رجل الأعمال أحمد رضا الحلبي، وهو نائب رئيس مجلس الأعمال السوري الأوكراني الذي بدأ العمل في 2014 في سوريا، لكن المجلس توقف عن العمل بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا وقطع كييف للعلاقات مع النظام السوري عام 2022.

وبينما وصلت أسعار الألواح من ذات النوعيات الشهيرة 555 واط (لونغي، جينكو) في دمشق إلى 2.4 – 2.5 مليون ليرة سورية بعد توصية فرض الضميمة ارتفاعاً من 2.1 مليون فقط، ما تزال أسعار ألواح التريفيو بحدود 2 - 2.15 مليون ليرة فقط.

 وفي جولة على بعض أسعار باقي مستلزمات منظومات الطاقة الشمسية، فقد وصل سعر الإنفيرتر 1000 واط إلى 2.4 مليون ليرة، والـ5000 واط إلى 5.5 ملايين ليرة، والبطاريات أيضاً طالها ارتفاع بعد منع الاستيراد الأخير، حيث وصل سعر البطارية الأنبوبية 230 أمبير إلى 4.6 ملايين ليرة من الماركات الجيدة وإلى 5.2 ملايين ليرة للماركات النخب الأول مثل اكسايد، بينما وصل سعر البطارية الليثيوم 350 أمبير إلى 37 مليون ليرة صعوداً من 33 مليون نهاية الشهر الماضي.

سيناريو آخر

بحسب بعض التجار في سوق الكهرباء بدمشق، فإن السيناريو الآخر المطروح بين الشائعات، هو إقرار ضميمة الـ25 دولاراً بدلاً من أي رسوم جمركية أخرى كان يتم فرضها على مستلزمات الطاقة الشمسية وأولها ألواح الطاقة الشمسية، لتصبح الضميمة بديلاً عن تلك الرسوم، ما يعني أن أسعار الألواح المستوردة ستنخفض كثيراً، لكن الألواح المحلية ستبقى أرخص منها ومنافساً شرساً لها بالسعر.

بتلك الحالة ستستفيد تريفيو أو غيرها من الماركات المحلية إن ظهرت لاحقاً، من كونها ستستورد الألواح والدارات على أنها مصنّع محلي دون ضميمة ثم تقوم بتركبها في سوريا، وبعدها تبيع اللوح النهائي بجودة المستورد لكن بسعر أقل.

لكن رغم ذلك، يؤكد التجار أن أي إنتاج محلي قد لا يكفي لتغطية حاجة السوق بأكثر من 20%، وفي حال كان القادم شركة تشاركية بين الخاص والعام، بالكاد ستستطيع هذه الشركة تلبية متطلبات القطاع العام كمشاريع وزارة الكهرباء.