icon
التغطية الحية

اجتماعات مكثّفة لـ فصيلين كبيرين في الجيش الوطني.. ما فرص "الاندماج"؟

2021.06.30 | 12:11 دمشق

الجيش الوطني
الجيش الوطني السوري (إنترنت)
+A
حجم الخط
-A

عقدت قيادة فصيل "الجبهة الشامية" في الفيلق الثالث بالجيش الوطني السوري عدة اجتماعات مع نظيرتها في "فرقة السلطان مراد" العاملة في الفيلق الثاني، وذلك بهدف تقريب وجهات النظر بين الفصيلين، ووضع أسس لتسهيل العمل المشترك بينهما، وصولاً إلى مرحلة الاندماج لاحقاً.

وأفاد مصدر خاص لـ موقع تلفزيون سوريا بأنّ قادة الفصيلين عقدوا مؤخراً سلسلة اجتماعات، لبحث إمكانية العمل معاً تحت مسمى جديد، مضيفاً أنّ الصيغة الحالية التي توصل إليها الطرفان، لا تصل إلى مستوى الاندماج الكامل، لكنها أكثر من كونها مجرد تنسيق وتواصل بينهما.

وبحسب المصدر فإن عدة تشكيلات أخرى في الجيش الوطني تواصلت مع قيادة الفصيلين، للتنسيق معهماً أيضاً والانخراط في الجسم الجديد.

وقال المصدر "ربما تدعو هذه الأنباء للاستغراب، بسبب كثرة الخلافات السابقة بين الفصيلين، التي تطورت بعضها إلى حدوث اقتتال، لكن من الواضح أنهما يسعيان إلى تنحية الخلافات جانباً، وما يعزز ذلك، تعاونهما في الحملة الأمنية الأخيرة التي أطلقها الجيش الوطني ضد بعض المطلوبين في مدينة جرابلس شمال شرقي حلب".

تهيئة الأجواء

برزت توجهات في "الجبهة الشامية، وفرقة السلطان مراد" إلى تهيئة الأجواء لهذا النوع من التقارب، وخاصة عبر وسائل الإعلام والمنابر غير الرسمية.

ومن الأمثلة على ذلك ما نُشر في قناة على تطبيق "تلغرام" تحمل اسم "أبو أحمد منغ"، الذي يزعم أنه قيادي في الجيش الوطني، حيث قال إنّ "اجتماعات مكثفة جرت مؤخراً بين قيادتي الشامية والسلطان مراد بهدف تنسيق الجهود للخروج بصيغة عمل تكاملية بين الفصيلين، قد تتطور في المستقبل لاندماج بينهما في جسم عسكري احترافي"، مضيفاً أن المشروع الجديد سيبصر النور في غضون أيام أو أسابيع.

الحساب نفسه، أشار إلى أن "الشامية والسلطان مراد" من أكبر التشكيلات العسكرية في الشمال السوري، وكل طرف منهما يملك نقاط قوة مميزة له، يكملها الطرف الآخر"، وفقاً لوصفه.

وأضاف أن "المرونة في التنسيق والعمل التي ظهرت مؤخراً بين الفصيلين، مع قدرتهما على تجاوز كثير من المشكلات العالقة بينهما قد يدل على ما هو أكثر من مجرد تنسيق لحملة أمنية مشتركة، أو مجرد تصالح حالي بمشكلات سابقة".

اقرأ أيضاً.. عفرين.. جيش الإسلام والجبهة الشامية صراع على النفوذ

وتضم "الجبهة الشامية" (بقيادة أبو أحمد نور) آلاف المقاتلين، وشاركت في مختلف المعارك إلى جانب الجيش التركي في الشمال السوري، مثل "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام"، وينتشر أفرادها في معظم المدن والبلدات شمال وشرقي حلب، وفي مدينة تل أبيض شمالي الرقة، ولها ثقل كبير في مدينة اعزاز (شمالي حلب)، وتدير عدة معابر أبرزها "باب السلامة" - الحدودي مع تركيا - و"الحمران"، معبر داخلي في ريف حلب يفصل بين مناطق سيطرة الجيش الوطني ومناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

أمّا "فرقة السلطان مراد" (بقيادة فهيم عيسى) فتضم أيضاً آلاف المقاتلين، وتنتشر في مدن وبلدات شمالي وشرقي حلب، لكن ثقلها الأكبر يتركز في بلدة الراعي، ولها دور في إدارة المعبر الحدودي مع تركيا الموجود في الراعي، ومعبر "أبو الزندين" قرب مدينة الباب، والذي يفصل بين مناطق سيطرة الجيش الوطني ومناطق سيطرة قوات نظام الأسد.

اندماجات مشابهة

شهد الجيش الوطني في الفترة الأخيرة تغيرات في هيكلة بعض الفصائل العاملة داخله، وسط حديث عن توجهات لتقليص عدد الفصائل وزيادة التنسيق فيما بينها، لكن أحد قادة الجيش الوطني ذكر لموقع تلفزيون سوريا أن الأمر ما يزال قيد الطرح والتخطيط النظري، ولم يُطبّق عملياً حتى الآن.

وفي شهر نيسان الماضي أنهت فرقة "السلطان سليمان شاه" ارتباطها بالفيلق الأول في الجيش الوطني، وحينذاك أصدرت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، بياناً تضمّن أمراً إدارياً بنقل الفرقة إلى ملاك الفيلق الثاني، موضحة أن ذلك يأتى لـ"ضرورة الخدمة"، دون ذكر تفاصيل إضافية.

اقرأ أيضاً.. تشكيل فصيل وحل آخر ضمن فيلقين في الجيش الوطني

وأعلنت كل من "الفرقة التاسعة/ قوات خاصة 143"، و"لواء الشمال 111"، و"اللواء 112"، اندماجها في "الفرقة الأولى" بالجيش الوطني، كما أعلنت تشكيلات "لواء سمرقند"، و"لواء الوقاص"، و"فرقة السلطان محمد الفاتح" عن الاندماج، وتشكيل "الفرقة 13".

وقبل أيام أعلن "اللواء 273" (لواء أجناد حمص)، عن الانتقال الإداري الكامل من فرقة "الملك شاه" إلى فرقة "السلطان مراد".