icon
التغطية الحية

اتفاق نووي "مؤقت".. كواليس التحضيرات الأميركية الإسرائيلية لجولة "فيينا"

2021.11.19 | 16:45 دمشق

microsoftteams-image_3_0.png
مستشارا الأمن القومي الإسرائيلي والأميركي، إيال حولتا وجايك سوليفان (تعديل تلفزيون سوريا)
تلفزيون سوريا - خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

مع اقتراب موعد الجولة السابعة لمحادثات "فيينا"، تقترح واشنطن على الإسرائيليين دراسة فكرة إبرام اتفاق نووي "مؤقت"، في ظل انخفاض سقف التوقعات في الوصول إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران للعودة إلى "الاتفاق النووي" الموقع في 2015.

وذكر موقع "إكسيوس" الأميركي أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، أثار خلال الأسابيع الماضية أمام نظيره الإسرائيلي، إيال حولتا، فكرة اتفاق "مؤقت" مع إيران لكسب مزيد من الوقت للمفاوضات النووية.

وأشار الموقع نقلاً عن مصادر أميركية وإسرائيلية، لم يسمها، بأن المقترح لا يحمل طابعاً رسمياً، وإنما هو مجرد فكرة مبدئية، وهو عبارة عن "عصف ذهني" لبحث الخطوات المقبلة قبل استئناف المفاوضات نهاية الشهر الحالي.

وبحسب الموقع، تأتي فكرة الاتفاق "المؤقت" على ضوء التقدم الكبير الذي أحرزه الإيرانيون في مجال تخصيب اليورانيوم وباتوا قاب قوسين أو أدنى من إنتاج القنبلة النووية.

ماذا تتضمن الفكرة؟

ووفقاً للمصادر الأميركية، تقوم الفكرة على أنه مقابل تجميد إيران (على سبيل المثال، تخصيب اليورانيوم إلى 60٪)، يمكن للولايات المتحدة وحلفائها الإفراج عن بعض الأموال الإيرانية المجمدة أو تقديم إعفاءات من العقوبات على السلع الإنسانية.

في المقابل، لم يرحب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي بالفكرة، معتبراً أنها "ليست فكرة جيدة"، وشدد على القلق الإسرائيلي من أن أي اتفاق مؤقت سيصبح اتفاقاً دائماً يسمح لإيران بالحفاظ على بنيتها التحتية النووية ومخزون اليورانيوم، بحسب ما قال مسؤول إسرائيلي.

وتطالب إسرائيل الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه البرنامج النووي الإيراني، وترفض بشدة المفاوضات النووية في "فيينا" الرامية لإعادة إحياء الاتفاق القديم، وترى أن إيران تماطل لكسب مزيد من الوقت لإحراز تقدم في برنامجها النووي يكون من الصعب منعه من قبل المجتمع الدولي في المستقبل.

وتشكك تل أبيب بجدوى المحادثات النووية، وبجدية إيران للالتزام، لذلك مارست ضغوطاً خلال الشهور الأخيرة على الإيرانيين عبر التصعيد العسكري في العديد من الساحات ضد إيران، في سوريا ومياه الخليج والبحرين الأحمر والمتوسط، وبذلت جهوداً دبلوماسية في كل البيت الأبيض والكرملين لمواجهة النووي الإيراني.

 

وبحسب ما أعلنت طهران، من المقرر أن تستأنف جولة جديدة لـ "محادثات فيينا"، في 29 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، بعد انقطاع دام ستة أشهر، تخللها قدوم حكومة إيرانية جديدة، يصفها الغرب بأنها "متشددة"، بقيادة إبراهيم رئيسي.

ويسبق الجولة الجديدة، زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، طهران يوم الإثنين المقبل لمناقشة مخاوف الوكالة بشأن القيود المفروضة على مفتشي الأمم المتحدة في البلاد، وذلك قبل يومين من اجتماع الوكالة بشأن إيران.  

جولة مقبلة "غير واضحة"

من غير المعروف ما ستنتج عنه الجولة المرتقبة، لا سيما بعد فشل الجولات السابقة بسبب إصرار كل من واشنطن وطهران على شروطهما وانتظار كل طرف تقديم تنازلات من الآخر أولاً، القائمة على وقف عمليات التخصيب مقابل رفع العقوبات.

وأشار تقرير "إكسيوس"، إلى إمكانية أن تفرض الولايات المتحدة ضغوطاً دولية في حال قدم الإيرانيون مطالب صعبة خلال الجولة المقبلة.  

وكشف التقرير، أن حولتا شدد، الثلاثاء الماضي خلال محادثات غير معلنة أجراها مع نظيره سوليفان، على وجوب ممارسة واشنطن والأوروبيين المزيد من الضغوط على طهران عبر إصدار قرار يلزمها في اجتماع الأسبوع المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.

يشار إلى أن موقع "إكسيوس" الأميركي، المقرب من إسرائيل، يهتم بكشف التسريبات وما يتم خلف الكواليس في الاجتماعات ذات الطابع الأمني، ولديه طاقم يعمل من تل أبيب.

وفي هذا السياق، تتزامن فكرة الاتفاق "المؤقت" مع زيارة المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، روب مالي، إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع، والتقى خلال زيارته إسرائيل بمستشار الأمن القومي إيال حولتا ووزيري الدفاع بيني غانتس والخارجية يائير لابيد، وكلاهما أكد أن الطريقة الوحيدة لإعادة إيران إلى اتفاق عام 2015 هي بزيادة الضغط وليس تخفيفه.

واتفق مالي مع المسؤولين الإسرائيليين على زيادة الضغط، ولكن الاختلاف كان في توقيت اتخاذ خطوات الضغط على الإيرانيين.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، توصل إلى اتفاق مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، في أول اجتماع لهما في نهاية آب/أغسطس الماضي، في حال فشلت الدبلوماسية، سيتم الانتقال إلى "الخيارات الأخرى" لمنع طهران من امتلاك السلاح النووي.

في منتصف أيلول/سبتمبر، أجرت الولايات المتحدة وإسرائيل، محادثات سرية حول "الخطة ب “ المحتملة في حالة فشل المحادثات النووية مع إيران، وتتضمن الخطة عقوبات اقتصادية وضغوطاً أكثر على الإيرانيين لوقف برنامجهم النووي.

وعلى الرغم من تلويح تل أبيب الدائم بتفعيل الخيار العسكري للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وتجهيز خطة عسكرية كخيار أخير، فإنه يبقى بعيد التحقيق ولن تقدم عليه الإسرائيليون من دون واشنطن التي لا تزال تعول على الطرق الدبلوماسية، وفقاً للعديد من التقارير والتحليلات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة.