icon
التغطية الحية

إيقاف قيود "الكيملك" لآلاف السوريين في تركيا.. ما القصة؟

2022.03.24 | 09:51 دمشق

55.jpg
أحد فروع إدارة الهجرة التركية (الصحافة التركية)
إسطنبول - محمود الفتيح
+A
حجم الخط
-A

شهدت وسائل التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين جدلاً واسعاً بين أوساط السوريين في تركيا، بعد إيقاف قيود آلاف السوريين الحاصلين على بطاقات الحماية المؤقتة (الكيملك)، وذلك لأسباب عدة أهمها عدم وجودهم في أماكن إقاماتهم عند إجراء الكشف من قبل السلطات التركية.

وقد تلقى آلاف السوريين رسائل من مديرية الهجرة التركية باللغتين العربية والتركية مفادها: "تم إلغاء تسجيل الحماية المؤقتة الخاص بك حيث تم تحديده في تحقيق العنوان الذي أجرته الشرطة أنك لم تكن تعيش في العنوان الذي أعلنته، وأنك لم تقدم معلومات عنوانك الحالي خلال الفترة المحددة، إذا تقدّمت بطلب إلى مديرية المحافظة لإدارة الهجرة حيث تم تسجيلك في محافظتك، فسيتم تحديث معلومات عنوانك وسيتم تنشيط تسجيل الحماية المؤقتة مرة أخرى".

275985575_1613245075728472_1971496787537283890_n.jpg

إلغاء مفاجئ لقيود آلاف السوريين

اللاجئ السوري "أحمد. ن" (34 عاماً) وهو صحفي يعمل مراسلاً في إسطنبول لأحد المواقع الإخبارية العربية، أفاد في اتصال مع موقع تلفزيون سوريا، بأنه علمَ بإيقاف قيود "الكيملك" الخاص به بعد مراجعته فرع مؤسسة البريد والحوالات التركية (PTT) لتسلُّم حوالته الشهرية القادمة من المؤسسة الإعلامية التي يعمل بها.

وقال أحمد: "بعد تناول الموظف بطاقة الكيملك وإدخال الرقم الوطني (TC) إلى الحاسوب، أبلغني أن الحوالة موجودة لكنه لا يستطيع الولوج إلى بياناتي أو تسليمي مبلغ الحوالة. وحين سألته عن السبب أجابني بأن أتوجّه إلى دائرة الهجرة والاستفسار هناك حول الموضوع".

أثار إيقاف البيانات خوفاً شديداً لدى أحمد الذي عاد على الفور إلى منزله خشية إيقافه من قبل عناصر الشرطة وطلب بطاقة "الكيملك" الذي اكتشف للتوّ أن بياناته "اختفت من السيستم" وفق تعبيره.

وأضاف أحمد: "اتصلت بصديق حاصل على الجنسية التركية واستفسرت منه عن طريقة ما لمعرفة سبب إيقاف البيانات، وإذا ما كانت تتعلق بمسألة قانونية أو مخالفةٍ ما كنت قد ارتكبتها من دون دراية. فطلب مني الذهاب برفقته إلى قسم الشرطة (الكركون) التابع للحي الذي أقيم فيه، كونه على علاقة طيبة مع كادره".

وحين وصلنا، يقول أحمد: "شرحنا الحالة لمسؤول الكركون الذي أدخل الرقم الوطني الخاص ببطاقتي إلى حاسوبه، فأبلغنا أن البيانات موجودة لديه بشكل كامل ولا توجد أي مشكلة قانونية أو مخالفة أو أي شيء يستدعي الشرطة لتوقيفه أو حجزه في حال طُلب منه الكيملك في أي مكان، ولكن لن يتمكن من استخدامه في أي خدمة مخصصة للسوريين المسجلين ضمن الحماية المؤقتة، كالمشافي أو المدارس أو غيرها. وطلب مني التوجه إلى الهجرة لإبلاغهم بوجودي وتحديث بياناتي".

بين التأكيد والنفي

وأثارت القرارات الأخيرة تخوف كثير من السوريين خاصة بعد تسرب إشاعات مفادها أن هذه الإجراءات تمهد لإمكانية إعادتهم إلى بلادهم، لكن جمعيات مهتمة بشؤون السوريين في تركيا وصفحات إخبارية، أوضحت أن ما حصل من إيقاف قيود "كمالك" بعضهم، هو خطأ في منظومة دائرة الهجرة التركية (سيتسم) وستجري معالجته خلال أيام.

الناشط أحمد جميل نبهان، المهتم بشؤون السوريين في تركيا، أكد أنه لا داعي للخوف من توقيف قيد "الكيملك" إذ سيعاد تفعيله من جديد بعد تثبيت العنوان في مديرية النفوس وتحديثه في شعبة الأجانب.

وقال في منشور على صفحته الشخصية: في حال تطابق العنوان في الرابط الأول (شعبة الأجانب) وفي الرابط الثاني (مديرية النفوس) على بوابة الحكومة الإلكترونية )إي-دولت/ e-Devlet) تعتبر الرسالة عشوائية أو احترازية لا أكثر ولا يترتب على الشخص مراجعة إحدى الدائرتين ولا أي إجراء آخر.

أما في حال عدم تطابق العنوان في الرابطين فيجب على الشخص أولاً تثبيت عنوانه في مديرية النفوس ثم حجز موعد تحديث بيانات في شعبة الأجانب لتحديث عنوانه لديها، وفقاً لنبهان.

من جانبها، طمأنت جمعية "طاولة الحلول" المهتمة بالشأن السوري العام في تركيا، الذين تلقوا رسائل إيقاف بطاقة "الكيملك" بأنه لا داعي للخوف والقلق، مضيفة أنها تتابع الموضوع مع دائرة الهجرة التركية التي أكدت أن الأمر سيحل قريباً، على حد قولها.

إيقاف "الكيملك" رغم تحديث البيانات

وخلال مراجعة موقع تلفزيون سوريا لمواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات المهتمة بتقديم الخدمات والاستشارات القانونية للسوريين في تركيا، أكد العديد ممن تلقوا رسالة إيقاف "الكيملك" في منشوراتهم وتعليقاتهم على تلك المجموعات أنهم أجروا تحديثاً لقيد النفوس الخاص بهم منذ أيام قليلة، في حين أوضح آخرون أن عناصر من الشرطة التركية زاروهم خلال الفترة السابقة وتحققوا من عناوين سكنهم، من خلال حملة السلطات التركية على منازل السوريين للتثبت من عناوين السكن المستمرة منذ أشهر.

واعتباراً من مطلع كانون الأول الماضي، راجعت فرق الشرطة عناوين السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة في الولايات التركية. وبحسب وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، فإن "71.07 في المئة من السوريين تم التحقق من صحة عناوينهم المعطاة. 280 ألفاً أخبرونا أنهم يريدون تحديث عناوينهم، وهم يشكلون 10 في المئة، أي 80 في المئة تم التحقق من وجودهم ضمن العناوين".

رسائل لسوريين حاصلين على الجنسية

وتعليقاً على موضوع عشوائية الرسائل، قال مدير تجمع المحامين السوريين في تركيا، غزوان قرنفل، إن إبطال الكيملك حصل لمعظم السوريين بشكل عشوائي وللتأكيد على ذلك فقد وصلته رسالة على هاتفه الجوال من إدارة الهجرة تبلّغه بإلغاء الحماية المؤقتة منه بسبب عدم تحديث عنوانه وأن الشرطة لم تتحقق من سكنه خلال زيارته، علماً بأنه لم يحصل على الحماية المؤقتة منذ دخوله إلى تركيا وهو من حملة الإقامة السياحية، والأغرب من ذلك، بحسب وصفه، أنه حاصل على الجنسية التركية منذ نحو 3 سنوات.

لا مواعيد حالياً

واشتكى العديد من السوريين من عدم توفر مواعيد فورية لتحديث البيانات في دائرة الهجرة، مشيرين إلى أنهم باتوا معرّضين لخطر إلغاء قيود "الكيملك" بشكل نهائي في حال لم يتمكنوا من تحديث بياناتهم خلال المدة التي حددتها دائرة الهجرة لهم، في حين أشار بعضهم إلى استغلال بعض "السماسرة" لحاجة السوريين في الحصول على موعد قريب، مقابل مبالغ باهظة، بالإضافة إلى تعرض آخرين لحالات احتيال ونصب، ويأتي ذلك في حين لم يصدر أي تصريح من قبل وزارة الداخلية التركية أو دائرة الهجرة لغاية الآن.

ما هو نظام الحماية المؤقتة

ويحمل معظم السوريين في تركيا بطاقة الحماية المؤقتة "كيملك"، والتي تمنحها السلطات التركية للسوريين بعد دخول أراضيها.

ويتمتع الشخص الذي يحملها بتسجيل المواليد وتثبيت الزواج والطلاق والوفاة، وحق البقاء على الأراضي التركية بشرط عدم مغادرتها إذ يعدّ "الكيملك" مبطلاً بمجرد السفر خارج الأراضي التركية ولا يحق له العودة إلا إذا حصل على تأشيرة دخول، إضافةً إلى فتح حساب بنكي، وتنظيم عقود الإيجار وعقود الكهرباء والماء والغاز.

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا، وفقاً لآخر إحصائية للمديرية العامة لإدارة الهجرة التركية، ثلاثة ملايين و715 ألفاً و913 شخصاً، وهذه الإحصائية تشمل من يحملون بطاقة الحماية المؤقتة "الكيملك".