icon
التغطية الحية

إيران وروسيا تقفان على أرضية مشتركة في الحرب على سوريا وأوكرانيا

2022.11.11 | 15:32 دمشق

بوتين برفقة قائد أركان البحرية الروسية وأحد جنرالاته
بوتين برفقة قائد أركان البحرية الروسية وأحد جنرالاته
The Guardian - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

كان وصول طائرة روسية إلى إيران وهي تحمل 140 مليون يورو نقداً وغنيمة من الأسلحة الأوروبية التي وضعت روسيا يدها عليها، مقابل الحصول على مسيرات إيرانية، بداية لمرحلة جديدة من التحالف الذي امتد لسبع سنوات بين هذين الطرفين الشريكين.

تمت عملية تسليم الأموال والسلاح في شهر آب، بعدما استلمت روسيا أول شحنة من المسيرات الإيرانية لتدعم حربها في أوكرانيا، فكانت تلك أول مساهمة إيرانية عرف بها الجميع في حملة روسية تحدث بأوروبا. إلا أن الرابطة بين البلدين تمت في قارة أخرى، ضمن منطقة أخرى دمرتها الحرب، أي في الشرق الأوسط.

في غمرة سعي بشار الأسد لإنقاذ نظامه من ضربات المعارضة التي كادت تلحق بجيشه الهزيمة، سافر زعيم ميليشيا الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إلى موسكو للقاء فلاديمير بوتين، وهناك عرض خرائط أمام الرئيس الروسي وتحدث عن المتاعب التي يواجهها الأسد. فأثمرت تلك الزيارة عن تمهيد الطريق للتدخل الروسي في عام 2015، إلى جانب قيام حلف بين البلدين الذين لا يجمع بينهما شيء سوى الرغبة بتمزيق النظام القائم وتقويض الغرب.

حلبتان للتعاون الروسي - الإيراني

وفي الوقت الذي كانت فيه سوريا هي الحلبة التي بدأ هذا التعاون فيها، سرعان ما تحولت أوكرانيا لساحة معركة عملت على تعزيز هذا التعاون، فقد وجد زعماء إيران من الإسلاميين المتشددين والقومية العلمانية القائمة على الدم والأرض التي نادى بها بوتين أرضية مشتركة على الرغم من اختلاف أسلوبي الحكم والأهداف بينهما إلى حد بعيد، بيد أن الرغبات المشتركة حولتهما إلى شريكين طبيعيين.

وتعليقاً على ذلك يقول تشارلز ليستر، وهو عضو رفيع ومدير لبرنامج سوريا لدى معهد الشرق الأوسط: "كانت سوريا أول مكان تقام فيه تلك الشراكة، لكنها تطورت في أوكرانيا بصورة أكبر.. إذ في الوقت الذي خاضت فيه إيران في سوريا معركة طويلة [لتدعم الأسد] ولم ينقذها منها سوى التدخل الروسي، حدث العكس تماماً في أوكرانيا، مع التدخل الأخير لإيران في النزاع وذلك عبر إرسال أسلحة استراتيجية لدعم الحملة الروسية المتداعية".

أما قناة سكاي نيوز التي كانت أول من نقل خبر تسليم روسيا لمبلغ مالي لإيران خلال هذا الأسبوع، فقد ذكرت بأن مصادرها ترجح تسليم عدد أكبر من المسيرات، بما يزيد من عمق التعاون بين الدولتين، ويعرض الأهداف المدنية للمزيد من الدمار قبل حلول الشتاء.

استخدمت المسيرات التي وصلت لروسيا قبل ذلك لتدمير مدن أوكرانية، حيث تم نشر الكثير من مسيرات الكاميكاز، بينما تشتمل مسيرات أخرى على منصات صاروخية قامت بدك المشافي ومحطات الكهرباء.

أصبحت الهجمات الموسعة التي تستهدف مواقع مدنية سمة مميزة للهجمات الروسية على شرقي سوريا طوال السنوات السبع الماضية، حيث تم استهداف المشافي والمدارس والمخابز والطوابير على المواد الغذائية بشكل متكرر، ما أدى إلى مقتل بضعة آلاف من المدنيين على أقل تقدير. وخلال الأسبوع الماضي، ساعدت مسيرة روسية على توجيه صواريخ سورية تحتوي على قنابل عنقودية نحو مخيم للنازحين السوريين في شمال غربي البلاد، ما تسبب بمقتل تسعة أشخاص وجرح 75 آخرين.

شراكة رغم الاختلاف

حول ذلك الاستهداف صرحت منظمة الخوذ البيضاء التي تقدم الإسعافات الأولية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا: "أصبح الشغل الشاغل للشعب السوري هو وضع حد للهجمات الإرهابية التي تواصل قتل الأطفال وتشريد الناس في البلد.. ولكن من الصعب التفاوض مع آلة عسكرية وطلب ذلك منها، بما أنها لا تعرف شيئاً سوى القتل، كما أنه من الصعب أن تطلب المساعدة من مجتمع دولي تحكمه توازنات سياسية ومصالح إقليمية بعيداً عن مسارات حقوق الإنسان".

ركزت الحملة العسكرية الروسية على الشمال السوري، ولكنها اقتطعت من إيران مناطق نفوذ في مختلف أنحاء البلد، وتقاسمت السلطات مع الجيش السوري وأجهزة المخابرات. بيد أن كلتا الدولتين تحملان أفكاراً مختلفة تمام الاختلاف حول نوع الدولة التي تتوقعان أن تخرج من رحم الدمار في سوريا، إلا أن كلاً منهما قد وضعت جانباً توقعاتها بالنسبة للعبة النهائية.

يعلق ليستر على ذلك بقوله: "بوجود دفورنيكوف والآن سوروفيكين، أصبحت الحرب الروسية في أوكرانيا تدار بأيدي محاربين قديمين خدما في سوريا، إذ كلاهما استثمر بشكل كبير في إقامة شراكة استراتيجية مع فيلق القدس الإيراني وتوسيعها.. ولقد ساعد الحليفان بعضهما على السراء والضراء، إذ أظهرت أوكرانيا كم ينبغي على إيران أن تقدر شراكتها مع بوتين، في حين تميزت الصين بذكاء دفعها للاحتفاظ بمسافة، وليس من الغريب أن نرى أمثال إيران، أي كوريا الشمالية التي تعتبر طرفاً آخر في التحالف بالنسبة للملف السوري، وهي تفعل كل ما بوسعها لتدعم العدوان الروسي".

 المصدر: The Guardian