icon
التغطية الحية

إيران تزاحم روسيا وتعلن استعدادها لإعادة ترميم آثار سوريا

2021.10.03 | 12:31 دمشق

أثار تدمر
آثار تدمر (Sputnik)
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

يواصل حليفا نظام الأسد (إيران وروسيا) التنافس والتزاحم فيما بينهما على النفوذ في سوريا، وهذه المرّة من بوابة الآثار، حيث يعمل الطرفان على تصوير نفسيهما بأنّهما حُماة التراث السوري، ومستعدتان لترميم المواقع الأثرية.

معاون وزير التراث والسياحة والحرف اليدوية الإيراني، علي أصغر شالبافيان قال، أمس السبت، إنّ بلاده على استعداد وبقوّة لإعادة إعمار المناطق الأثرية والسياحية في سوريا.

ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية عن "شالبافيان" أنّ "إيران مستعدة للمشاركة في عملية إعادة إعمار وترميم المناطق الأثرية والسياحية السورية، التي تعرضت للتخريب، إضافة إلى القيام بالاستثمار السياحي من خلال بناء وتجهيز منشآت فندقية جديدة".

وجاءت تصريحات المسؤول الإيراني خلال اللقاء الذي جمعه، أمس، بوزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السورية التابع للنظام محمد سامر الخليل، وذلك في جناح سوريا بمعرض "إكسبو دبي 2020"، الذي انطلق، يوم الجمعة الفائت.

وشدّد الطرفان على ضرورة استمرار التعاون والتنسيق المشترك في المجالات الاقتصادية والاستثمارية بينهما، في وقت دعا "شالبافيان" و"الخليل" إلى تبادل الزيارات، بغرض تعميق أوجه التعاون التجاري والاقتصادي والسياحي بين إيران وسوريا.

ميليشيات إيران تعرّض آثار سوريا للخطر

مصادر محلية ذكرت لـ موقع تلفزيون سوريا، في وقتٍ سابق، أنّ الميليشيات الإيرانية وعلى رأسها "الحرس الثوري" تعرّض المواقع الأثرية والتاريخية في البادية السوريّة للخطر، وذلك عبر استخدامها كمستودعات تخزين للأسلحة والصواريخ التي تهرّبها إلى سوريا.

وذكرت المصادر أنّ معظم القلاع القديمة والمباني الأثرية في منطقة تدمر شرقي حمص وريف دير الزور تحوّلت إلى مخازن للأسلحة بهدف حمايتها من الغارات الجويّة التي تشنّها - بشكل متقطّع - طائرات إسرائيلية وأميركية.

وفي تصريحات سابقة لـ محمد عزام السخني العضو في "هيئة العلاقات العامة والسياسية لبادية حمص" قال فيها إنّ الميليشيات الإيرانية بدأت تخزّن الأسلحة والصواريخ التي أحضرتها من العراق في عدة أماكن أثرية بالبادية السورية الشرقية.

وتابع: "كثير من هذه المواقع الأثرية قد تحول إلى مستودعات أسلحة ضخمة"، مشدّداً على أنّ ما تفعله ميليشيات إيران بخصوص آثار سوريا، يعد خرقاً للاتفاقية الدولية المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة الحرب.

ميليشيات إيران تواصل أعمال التنقيب عن الآثار في سوريا

أفادت شبكات إخبارية محليّة بأنّ الميليشيات الإيرانية تشرف على ورشات للتنقيب عن الآثار شرقي سوريا، خاصّة في منطقة تدمر وريف دير الزور، وتعمل على "تهريبها" بالتنسيق مع قوات نظام الأسد.

ومنذ مطلع العام الجاري، بدأت ميليشيات إيران بأعمال الحفر والتنقيب عن الآثار في مغارتي "هامبو" و"لافنسونا" الواقعة في منطقة البساتين غربي مدينة تدمر، دون أي تعليق أو اعتراض مِن القوات الروسيّة المنتشرة في المنطقة والتي بدأت، في وقتٍ سابق، بأعمال التنقيب عن الآثار هناك.

اقرأ أيضاً.. تدمر.. الميليشيات الإيرانية تبدأ مجدداً بأعمال التنقيب عن الآثار

وسبق أن كشفت مصادر، في شهر أيار 2019، عن أنّ الميليشيات الإيرانية وعلى رأسها ميليشيا "النجباء (العراقية) وفاطميون (الأفغانية)" بدأت حملة تنقيب جديدة عن الآثار في المنطقة الأثرية بمدينة تدمر وصحرائها الشرقية الممتدة باتجاه دير الزور.

يشار إلى أنّ العديد مِن المقار التابعة لـ ميليشيا "الحرس الثوري" تحيط بمواقع الآثار في دير الزور وتشرف على حمايتها وتمنع الاقتراب منها، كما أنها نقلت كميات كبيرة مِن الآثار السوريّة في المنطقة إلى العراق ولبنان.

روسيا تنقب عن آثار سوريا وتلمّع صورتها بترميم بعضها

نشر موقع "المونيتور" الأميركي - المختص بقضايا الشرق الأوسط - تقريراً، مطلع شهر آب الفائت، سلّط فيه الضوء على محاولات روسيا تصوير نفسها على أنها حامية للتراث السوري، من خلال ترميم المواقع الأثرية في جميع أرجاء البلاد.

اقرأ أيضاً.. روسيا تلمّع صورة وجودها في سوريا عبر ترميم المواقع الأثرية

اقرأ أيضاً.. روسيا تطالب المجتمع الدولي بترميم مواقع التراث العالمي في سوريا

وهدف روسيا من ذلك وفق الباحث السوري المختص بالتاريخ والآثار سعد فنصة هو سعيها "بشكل أساسي" إلى الحصول على تمويل من المنظمات الدولية، وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

وأشار "فنصة" إلى إنّ روسيا "وضعت يدها على مقدرات سوريا بسند بيع نهائي وقّع عليه بشار الأسد"، مشيراً إلى أن موسكو "تريد نقل رسالة رمزية إلى العالم من خلال تحسين صورتها الثقافية".

وفي أواخر العام المنصرم، قدّمت الحكومة الروسيّة نموذجاً افتراضياً ثلاثيَ الأبعاد عن دمار مدينة تدمر التي سلمها النظام لـ تنظيم الدولة (داعش) وتسلّمها منه مرتين.

وكانت القوات الروسيّة قد بدأت بإيعاز مسبق من "الكرملين"، أواخر العام المنصرم، بإنشاء عمليات تنقيب عن الآثار في المنطقة الوسطى من سوريا بهدف نقلها إلى الأراضي الروسية تحت إشراف خبراء روس.

يبدو أنّ إيران تزاحم روسيا حتّى في مسعى الأخيرة للفت نظر العالم إلى الدمار الذي طال الآثار السورية بهدف جلب تمويل دولي لإعادة ترميمها، علماً أنّ معظم المدن السوريّة بما فيها المناطق الأثرية والتاريخية تعرّضت للدمار والخراب بغارات الطائرات الروسيّة وقصف الميليشيات الإيرانية إلى جانب قصف "النظام"، ويأتي ذلك مع استمرار الطرفين في التنقيب عن الآثار وتهريبها.