icon
التغطية الحية

إيران تجند ميليشيات أجنبية متطرفة لسحق الثوار في طهران

2022.09.26 | 16:11 دمشق

محتجون في العاصمة طهران (الأناضول)
محتجون في العاصمة طهران (الأناضول)
إم إس إن - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

استمر المتظاهرون بالنزول إلى الشوارع في طهران خلال يوم الأحد احتجاجاً على مقتل مهسا أميني التي قتلت في السجن على يد رجال الشرطة بعد اعتقالها بحجة ارتدائها للحجاب بطريقة غير ملائمة.

بيد أن ميليشيات سورية ولبنانية وعراقية تطلق على نفسها اسم: "متطوعون من الأراضي الإسلامية" أعلنت عن انضمامها لعمليات القمع التي تنفذ بحق المعارضين الإيرانيين وذلك عبر منشور ظهر على وسائل التواصل الاجتماعي، جاء فيه أن هذه المجموعة: "شُكلت بصورة عفوية، وأفرادها على استعداد للتضحية بأرواحهم من أجل آية الله خامنئي"، وذكرت أن أفرادها أتباع لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذي قتلته طائرة أميركية بدون طيار في شهر كانون الثاني في عام 2020.

إلا أن جماعات المعارضة الإيرانية تعرفت إلى تلك المجموعة ووصفت أفرادها بأنهم ينتمون لميليشيات شيعية متطرفة تتلقى الأوامر مباشرة من قبل الحرس الثوري في إيران، وبأنهم حضروا العديد من الاحتجاجات الشعبية العارمة التي قامت في السابق في إيران.

يذكر أن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت يوم الأحد الماضي السفير البريطاني في طهران واحتجت على: "حضور القنوات الإعلامية الموجودة في لندن والتي تثير الشغب وتحرض على التدمير في إيران" على حد زعمها، وذلك بعد أن قامت محطة بي بي سي فارسي، ومانو تو، وإيران إنترناشيونال التي تبث من لندن، بتغطية المظاهرات في إيران عبر قنواتها التي تبث على الأقمار الصناعية.

ولذلك تجمع العشرات من المتظاهرين خارج السفارة الإيرانية في لندن يوم الأحد وأخذوا يرمون رجال الشرطة بالحجارة والزجاجات الفارغة وهم يهتفون: "الموت للجمهورية الإسلامية!". وهكذا تعرض ما لا يقل عن خمسة ضباط لإصابات خطيرة، في حين اعتقل 12 شخصاً بحسب ما أوردته سكوتلانديارد.

وحول ذلك تحدث الناطق الرسمي باسم منظمة المخلصين الإيرانيين، بويان فيستا، لصحيفة تيليغراف، وقال: "نتوقع من الشعب البريطاني العاشق للسلام والعدل أن يدعم الإيرانيين الذين يناضلون من أجل التحرر من نظام الملالي الرجعي، ويشمل ذلك الحكومة البريطانية الجديدة التي تترأسها السيدة تروس".

هذا وقد تواصلت الاحتجاجات في عموم المدن الإيرانية يوم الأحد، مع خروج المزيد من الشخصيات العامة التي وقفت مع المتظاهرين واستنكرت الرد العنيف الذي قابلهم به النظام الإيراني ، والذي تسبب بمقتل ما لا يقل عن 80 شخصاً، وذلك بحسب ما ورد في تقارير غير مؤكدة.

ففي رسالة فيديو من زيوريخ، طالب المخرج السينمائي أصغر فرهادي الفائز بجائزة أوسكار، والذي يشغل حالياً منصب رئيس لجنة التحكيم في تلك المسابقة الدولية، كل الفنانيين في كل بقاع العالم بالتعبير عن تضامنهم مع الشعب الإيراني "خلال هذه الأوقات العصيبة"، حيث قال: "لابد أنكم سمعتم آخر الأخبار عن إيران ورأيتم صور النساء التقدميات والشجاعات اللواتي يتصدرن الاحتجاجات التي خرجت من أجل حقوقهن وحقوق الرجال الإنسانية. وكل ما ينشدونه هو الحقوق الأساسية التي حرمتهم الدولة منها طوال سنين، ولقد خاض هذا المجتمع، وتحديداً النساء فيه، رحلة شاقة ومؤلمة حتى وصل لهذه المرحلة، ومن الواضح اليوم أنهم بلغوا تلك المرحلة الحاسمة تاريخياً".

يذكر أن خطوط الإنترنت والهاتف انقطعت في المحافظة الكردية التي تنتمي إليها مهسا أميني.

 ففي محافظة أشنويه الكردية بإيران، قام المتظاهرون بالهجوم على الحرس الثوري وإخراجه من ثكناته، والسيطرة على ثلاث قواعد تعود لميليشيات الباسيج التي تمثل الجنود الراجلين لدى النظام الإيراني.

هذا وقد وصفت منظمة مراقبة الإنترنت العالمية NetBlocks ما حدث من حظر لهذه الخدمة في إيران: "بأسلوب قطع للشبكة يشبه حظر التجوال" وذلك بعد توقف تطبيقي واتساب وسكايبي عن العمل.

وفي تلك الأثناء طالب محامون إيرانيون الأمم المتحدة بإجراء استفتاء على حكم جديد للبلاد، إذ قال سعيد ديغان، وهو عضو في المنظمة الدولية للمحامين لقناة إيران إنترناشيونال ومقرها لندن: "في الحالات التاريخية السابقة التي أجريت فيها انتخابات حرة في كل من تشيلي وجنوب أفريقيا حيث عملت الأمم المتحدة وفقاً لميثاقها وذلك بالنسبة لحفظ الأمن والسلم في العالم، أدت نتيجة ذلك العمل لتغيير الأنظمة بطريقة سلمية. لذا لا يوجد أي سبب لعدم تطبيق ذلك على الوضع في إيران بما أن هذه الدولة يحكمها نظام قمعي يرفضه الملايين من شعبه".

يذكر أن الاحتجاجات تواصلت في مختلف بقاع العالم أيضاً، ومنها غلاسكو حيث تجمع عدد كبير من المتظاهرين وسط المدينة حاملين لافتات كتب عليها: "جريمة الحجاب" و"لا للجمهورية الإسلامية في إيران".

 المصدر: إم إس إن