icon
التغطية الحية

إيجارات ثقيلة على متضرّري الزلزال وتبرّعات وحوالات تُسعف بعض المنكوبين

2023.02.22 | 06:09 دمشق

أضرار الزلزال في ريف حلب
تهدّم منازل في ريف حلب بفعل الزلزال المدمّر (تلفزيون سوريا)
+A
حجم الخط
-A

ازداد الطلب على منازل الإيجار في ريفي حلب الشمالي والشرقي عقب زلزال تركيا وسوريا، في السادس من شهر شباط الجاري، الذي خلّف دماراً هائلاً في مباني الشمال السوري، وأدّى إلى تضرّر مئات العائلات التي بقيت في العراء لأيام من دون مأوى، وسط انخفاض درجات الحرارة.

وعلى الرغم من عمليات الاستجابة الطارئة لمتضرّري الزلزال في المناطق المنكوبة بالشمال السوري، من خلال تأمين مراكز إيواء ولباس وطعام ودواء، فإن العديد من العائلات التي تضرّر منزلها، لجأت إلى أقاربها في المدن والقرى المجاورة بريفي حلب الشمالي والشرقي، لكنها اليوم باتت تبحث عن منزل للإيجار بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها معظم قاطني المنطقة.

إيجارات ثقيلة

محمود العزو، ناج مع عائلته من الزلزال الذي تعرّضت له مدينة جنديرس، يبحث عن منزل للإيجار في مدينة عفرين أو البلدات المحيطة بها، بعد مرور نحو أسبوعين على حادثة الزلزال، لكن محاولاته باءت بالفشل، بعدما اكتظت المدينة بالسكّان ونفدت بيوت الإيجار، خاصةً المنازل العربية ذات الطابق أو الطابقين، التي بات الناجون يبحثون عنها.

وقال "العزو" لـ موقع تلفزيون سوريا: "بحثت عن منزل للإيجار في مدينة عفرين والقرى المجاورة، لكن معظم المنازل التي وجدتها طابقية تصل إلى أربعة طوابق، وبعضها متصدعة، والسكن فيها مع مخاوفنا من الزلزال بات مرهقاً، لذلك فالبناء العربي أو الأرضي يكون آمناً أكثر".

وأضاف أنّ "الإيجارات الشهرية مرتفعة وتصل إلى 150 دولاراً أميركياً، في حال كان المنزل يضم أربع غرف ومنتفعاتها، و75 دولاراً أميركياً لـ غرفتين ومنتفعاتها، وهي عبء ثقيل علي كوني أعمل موظفاً في مؤسسة حكومية ومرتبي الشهري بالكاد 2000 ليرة تركية".

ورصد موقع تلفزيون سوريا، أسعار الإيجارات في مختلف مناطق ريفي حلب الشمالي والشرقي، وتبيّن أن معظم الأسعار تتراوح بين 50 و75 دولاراً للمنزل المكوّن من غرفتين، أما المنزل المكوّن من ثلاث أو أربع غرف فبين 100 و150 دولاراً أميركياً، وذلك مقارنة مع الموقع من منطقة إلى أخرى ولا سيما الخدمات وجودة البناء.

أضرار الزلزال في الشمال السوري

وبحسب  طلال الغزال - صاحب مكتب عقارات في عفرين - فإنّ معظم العائلات التي تبحث عن منازل للإيجار، تُفضّل المنازل الأرضية أو ما يُعرف بالعربية ذات الطابق أو الطابقين، بسبب مخاوفهم من تكرار حادثة الزلزال التي كان تأثيرها أكبر على الأبنية السكنية ذات الطوابق المتعدّدة.

وقال  "الغزال" لـ موقع تلفزيون سوريا: "ازداد الطلب بشكل كبير على المنازل للإيجار في مدينتي عفرين واعزاز، لكن لاتوجد منازل فارغة، لأن الشمال السوري مكتظ بالسكّان بعد حملات الهجرة والنزوح خلال الأعوام السابقة، وأضف إليها إجازات اللاجئين السوريين في تركيا الذين عادوا إلى بيوتهم، أخيراً".

وتابع: "في حال توفّرت منازل الإيجار، فهي طابقية، وإن أسعار إيجارها مرتفعة جداً، وتعتبر عبئاً ثقيلاً على الأسرة المتضرّرة التي فقدت ممتلكاتها من جراء الزلزال، ولا يمكنها التعافي من الخسارات المادية والبشرية بشكل مباشر، بعدما فقدت أعمالها أيضاً".

ويُشكّل إيجار المنازل عبئاً ثقيلاً على السوريين في شمال غربي سوريا، الذين يعانون أساساً من ظروف اقتصادية ومعيشية سيئة، كونهم يفتقرون إلى فرص العمل، وانخفاض مستوى الأجور، ليأتي الزلزال ويزيد من معاناتهم.

تبرعات وحوالات إسعافية

التبرّعات والحوالات المالية التي يرسلها اللاجئون السوريون في المغترب، إلى متضرري الزلزال شمال غربي سوريا، ساهمت في تخفيف عبء كبير عن بعض العائلات التي باتت في العراء لأيام وليال.

وتحويل التبرعات والمبالغ المالية عبر مكاتب الصرافة، إلى الأفراد المتضررين أو إلى مجموعات تطوعية ساهمت في ربط المتبرّعين بالمتضررين، من بينهم "أبو شام" - ناشط إعلامي يعمل في راديو دلال وأحد القائمين على كروب "عفرين لايف"، وهو فريق شبابي تطوعي من أهالي عفرين نشط بشكل واسع خلال كارثة الزلزال في منطقة عفرين شمال غربي حلب.

وقال "أبو شام" خلال حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّه "نشر العديد من الحالات المتضررة على صفحته يدعو بها للاستجابة وتأمين احتياج العائلات، وفوراً تواصل معه عشرات السوريين في المغترب، بهدف تقديم المساعدة والاستجابة للمتضررين، حيث أرسلوا شاحنتين من المساعدات العينية تحتوي على ألبسة وأغطية ومواد غذائية، وُزّعت على العائلات الأكثر تضرراً".

وأضاف أنّ "مساعدات نقدية قُدّمت عبر مكاتب الصرافة من المغتربين السوريين، ووُزّعت ضمن قسائم مالية لكل عائلة فقدت منزلها في جنديرس، كون معظم العائلات خرجت بثيابها، وشراء عدد من الخيم، في حين طلب بعض المتبرعين توجيه تبرعاته المالية لتأمين منازل لستة عائلات مع دفع إيجار المنزل لمدة ستة أشهر".

وأشار إلى أنّ تأمين المأوى والمسكن للعائلات ضروري جداً مع انخفاض درجات الحرارة التي وصلت ذروتها إلى (-6)، كون معظم العائلات تبيت في الأراضي الزراعية وأطراف الطرقات، بينما تعد التبرعات النقدية مهمة أيضاً كي تستطيع العوائل تأمين احتياجها.

من جانبه عاشق الواصل - صاب مكتب البركات للصرافة والحوالات المالية في مدينة عفرين - قال لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "تدفق الحوالات المالية عقب الزلزال من السوريين المغتربين في الدول الأوروبية ساهم في تأمين المساعدة للمتضررين من جراء الزلزال".

وأضاف أنّ "الحوالات التي وصلت إلى المجموعات التطوعية والمنظمات كتبرعات مالية كبيرة استطعنا تأمينها لهم بالسرعة القصوى، بهدف تسهيل عملهم في خدمة الناس"، مردفاً: "الحوالات المالية الخاصة بالأفراد نشطت خلال فترة الزلزال، ما ساهم في تخفيف عبء عن بعض العائلات المتضررة من جراء الزلزال".

يعيش السوريون في الشمال السوري أمام محنة مركبة تزيد من مآسيهم التي ما تزال تفتك بهم، منذ 12 عاماً، ليتركوا وحيدين مجدداً في محنة أشد قساوة، يحاولون فيها تضميد الجراح ووداع الأحبّة ومقاومة العجز أمام أهوال الموت المفجعة.