البث المباشر
إذا كنت قد شعرت في أي وقت ما خلال تصفح الإنترنت بدوخة أو غثيان، فربما حصلت لك حالة من إعياء الإنترنت Cybersickness، وإذا كنت تعاني من مرض الحركة في أي وقت مضى، فأنت تعرف ما يبدو عليه إعياء الإنترنت.
أما مرض الحركة الشائع Motion Sickness فهو يسبب الشعور بالغثيان الذي يمكن أن يحدث على القوارب، وفي السيارات، وفي ألعاب الملاهي للعديد من الناس. وكما هو الحال في مرض الحركة، يحدث إعياء الإنترنت عندما ترسل حواسك إشارات متضاربة إلى عقلك.
يمكن أن يحدث إعياء الإنترنت عند تصفّح هاتفك الذكي أو الحاسوب بشكل مفرط، أو استخدام شاشات متعددة، أو حضور اجتماع افتراضي يقوم فيه شخص آخر بالتحكم في الشاشة.
كل هذا يتعلق بالتوجُّه، أنت بحاجة إلى حواسك للتعرف إلى مكانك وكيف تتحرك في العالم، عندما ترسل حواسك تقارير عن معلومات متناقضة للدماغ، فإن ذلك يؤدي إلى الارتباك والأعراض الجسدية.
ما هو "إعياء الإنترنت"؟
قضاء الكثير من الوقت أما الشاشة ليس جيداً بالنسبة لأي شخص، ولكن بالنسبة لبعض الأفراد، فإن الوجود أمام الشاشات لفترات طويلة يمكن أن يتسبب في حدوث إعياء الإنترنت، وهو ما يقول الخبراء إنه يشبه مرض الحركة من عدة وجوه. قد تشعر بالغثيان، وقد يبدأ رأسك في التألم، وفي بعض الحالات، قد تشعر بالدوار أو الضباب، ولكن في الحقيقة ما الذي يحدث في عقلك وجسمك عندما يحدث ذلك؟
يرى الخبراء أن إعياء الإنترنت يحدث عندما يتلقى عقلك رسائل تتحرك، على سبيل المثال، من خلال شاشة واضحة، وهذا ما يسمى الصراع الدهليزي البصري Visual vestibular conflict. واحدة من أكثر الأمثلة المألوفة على الصراع الدهليزي البصري هو إذا كنت تشعر بالمرض في أثناء محاولة القراءة في السيارة كراكب، بينما تركز عينيك على جسم ثابت، فإن بقية جسمك يدرك الحركة (أنت تتحرك تقنياً بسرعة السيارة، على الرغم من أنك ساكن في مقعدك).
نتيجة لذلك، فإن هذا يخلق نوعاً من الالتباس، إذ تشعر عيناك بشيء واحد، كما تكتشف أذنك وجسمك الداخلية شيئاً آخر. عندما يحدث هذا النوع من الرسائل المختلطة، قد تشعر بالغثيان أو بالدوار، خاصةً إذا كنت عرضة لمرض الحركة.
وبالمثل، يمكن لوقت الشاشة، وخاصة أولئك الذين لديهم صور متحركة، إنشاء نوع من الصراع الدهليزي البصري. في هذه الحالة، قد تكتشف عيناك الحركة على الشاشة بينما يظل جسمك ثابتاً، مما يؤدي إلى إنشاء تعارض يمكن أن يسبب مشاعر مماثلة من مرض الحركة، وهذا قد يحدث بعد ساعة أو ساعتين فقط من استخدام الشاشة. اعتماداً على الفرد، يمكن أن تستمر الأعراض في أي مكان من بضع دقائق إلى عدة ساعات.
قد يكون هناك سبب آخر وهو الضوء الأزرق، الذي ينبع من الشاشات. يقترح الباحثون أن التعرض للضوء الأزرق قد يعطل النوم، وهم يوصون بتقليل وقت التعرض إلى الشاشة قبل النوم، ولكن قد تكون التوصية متصلة أيضاً بالتخفيف من إعياء الإنترنت. عندما ينظر الناس إلى الشاشات، قد يعتبرها البعض مثل الغثيان والدوخة المرتبطة بحركة العين، والتي قد ترتبط بالتعرض للضوء الأزرق.
في حين أن أي شخص يمكن أن يمرّ بتجربة إعياء الإنترنت، فإن أولئك الذين هم أكثر عرضة لذلك يشملون أشخاصاً لديهم تاريخ من الصداع النصفي، والأفراد الذين يعانون من مشكلات في الدهليز، أو تاريخ من حدوث ارتجاج الدماغ. الأطفال الصغار وكبار السن والنساء (ربما بسبب مستويات الهرمونات المتقلبة) هم أيضا عرضة لهذه الحالة.
أعراض "إعياء الإنترنت"
كما هو الحال مع مرض الحركة، يعاني بعض الناس من تقلب إعياء الإنترنت بعد أقل تحريض، بينما لا يتأثر الآخرون. عادة ما تنطوي الأعراض على الغثيان والدوخة.
1- غثيان: يميل الغثيان إلى أن يكون علامة مبكرة على إعياء الإنترنت. قد يكون الأمر أسوأ إذا كانت معدتك ممتلئة، ويمكن أن تؤدي الروائح القوية أو المكوث في غرفة خانقة إلى تفاقم الغثيان، مما قد يؤدي إلى التقيؤ.
2- دوخة: قد يجعلك العمل على شاشة لفترات طويلة، خاصة مع تصور وجود الحركة، تشعر بالدوخة أو كما لو أن الغرفة تدور. يمكن أن تجعلك الدوخة تشعر بالارتباك وتجعلك تفقد التركيز.
3- إجهاد العين: يمكن أن يسبب التحديق الطويل في الأجهزة الإلكترونية جفاف العيون والتهيج والرؤية الضبابية.
4- صداع: إذا كنت في وضعية واحدة لوقت طويل جداً، فيمكن حدوث ألم في الرقبة والكتف. ومع زيادة حركة العين، يمكن أن ينتج هذا الصداع. قد تشمل الأعراض الأخرى النعاسَ والتعرق.
علاج إعياء الإنترنت
أسهل حل هو محاولة منع إعياء الإنترنت في المقام الأول. قد تكون قادراً على القيام بذلك عن طريق:
- التقليل من وقت الجلوس أمام الشاشة.
- أخذ فترات راحة متكررة لراحة عينيك، بتغيير موقعك، والنظر إلى البعيد فترة 20 ثانية كل ساعتين.
- تجنب استخدام شاشات متعددة في وقت واحد.
- اختيار العروض الصوتية عندما تستطيع.
- اختيار الكتب الصوتية أو المطبوعة بدلاً من مواد القراءة الإلكترونية عندما يكون ذلك ممكناً.
- كتابة الملاحظات باليد وليس إلكترونياً.
- إبطاء سرعة التصفح الخاصة بك.
- إيقاف تشغيل الشاشات المتفرعة، وتجنب العروض المبهجة والمجهدة بصريا.
- تجنب تناول الأطعمة الثقيلة قبل قضاء فترات طويلة أمام الشاشة.
- الحفاظ على تهوية الغرفة جيدا، وخالية من الروائح القوية.
- تجنب مشاهدة الشاشات الإلكترونية عندما تكون جالسا في مركبة متحركة.
- ساعد في تذكير جسمك بمكان وجوده في الفضاء من خلال التجول بشكل متكرر. بطبيعة الحال، يحذر خبراء الصحة من مخاطر الجلوس أكثر من اللازم، ويوصي الباحثون بالحركة كل 30 دقيقة، والتي قد تكون فكرة حكيمة لمنع إعياء الإنترنت أيضاً.
- يجب عليك أيضاً تقليل التعرض للضوء الأزرق كلما أمكن ذلك. تحقق من إعدادات عرض هاتفك وجهاز الحاسوب لمعرفة ما إذا كان هناك خيار لتقليل الضوء الأزرق أو شراء مرشِّح أو فيلتر لشاشتك.
- عندما تبدو عليك الأعراض، يمكنك أيضاً أن تأخذ أنفاساً طويلة وعميقة للمساعدة في مكافحة الغثيان. حاول أن تبتعد عن الشاشة في أقرب فرصة.
- إذا كنت عرضة لإعياء الإنترنت، فمن الأفضل تجنب ألعاب الفيديو المعقدة ومرض الحركة.
المصدر: ما هو إعياء الإنترنت وطرق الوقاية منه؟ (صحتك)
