أضربت أفران الخبز التمويني عن العمل، الثلاثاء، في محافظة الحسكة بعد رفع الإدارة الذاتية التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) سعر طن الطحين بنسبة زيادة بلغت 100%، في حين زادت سعر ربطة الخبز بنسبة 50% في مناطق شمال شرقي سوريا.
وحدد تعميم أصدرته هيئتا الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية أمس الإثنين، سعر ربطة الخبز بـ 1500 ليرة بدلاً عن السعر القديم وهو 1000 ليرة سورية، ورفعت سعر الطن الواحد من الطحين إلى 800 ألف ليرة سورية بنسبة زيادة بلغت 100%.
وقال حسن سليم (اسم مستعار) وهو صاحب فرن نصف آلي في مدينة الحسكة لموقع تلفزيون سوريا إن "الأفران التموينية أضربت عن العمل في محافظة الحسكة اليوم الثلاثاء من جراء عدم تناسب السعر المحدد لبيع الخبز للمواطنين مع الارتفاع الكبير في سعر الطحين الذي تبيعنا إياه الإدارة الذاتية".
وأشار سليم الذي رفض الكشف عن اسمه الحقيقي لأسباب أمنية إلى أن "الإدارة الذاتية رفعت سعر الطحين بنسبة تجاوزت الـ 100% في حين رفعت سعر ربطة الخبز بنسبة 50% وفي هذه الحالة فإننا سوف نتعرض لخسائر يومية من جراء التسعيرة الجديدة".
وتابع أن "الإدارة الذاتية" كانت تبيع أصحاب الأفران كيس الطحين وزن (50 كغ) بسعر 20 ألف ليرة، والآن رفعت سعره إلى 44 ألف ليرة متضمناً أجور النقل.
ويرى سليم أنه "لا يمكن للأفران التموينية الاستمرار في العمل في حال عدم تخفيض الإدارة الذاتية سعر الطحين أو رفع سعر ربطة الخبز بنسبة تتناسب مع الزيادة في سعر الطحين وسط ارتفاع تكاليف التشغيل مع استمرار انخفاض قيمة الليرة السورية".
وتتلقى الأفران التموينية (الخاصة) الطحين بسعر "مدعوم" من الإدارة الذاتية مقابل بيع إنتاجها للمعتمدين الذي يوزعون الخبز على سكان المنطقة عبر بطاقة تخصص كمية محددة من الربطات لكل عائلة بحسب عدد أفرادها.
وسابقاً كانت الأفران توزع ربطة الخبز (9 أرغفة) بوزن 1100 غرام بسعر 900 ليرة على المعتمد الذي كان يبيعها للمستهلك بسعر 1000 ليرة في حين ارتفع السعر الآن إلى 1400 ليرة للمعتمد و1500 ليرة للمستهلك.
ارتفاع مستمر في سعر ربطة الخبز وجودة سيئة
ويشتكي سكان مناطق شمال شرقي سوريا من رداءة الخبز الذي توفره الإدارة الذاتية والنظام في الأفران التابعة لها منذ سنوات وعدم توفيره بكمية تغطي حاجة سكان المنطقة.
وقالت المدرسة سلام الصالح لموقع تلفزيون سوريا إنها "تشتري الخبز الذي توفره الإدارة الذاتية عبر كومين (لجنة الحي) بالرغم من كون جودته رديئة ولونه مائلاً إلى الصفار وأحياناً يكون ذا رائحة كريهة وعبارة عن عجين".
وتوضح الصالح بأن جودة الخبز في الأفران التي يديرها النظام في الحسكة لا تختلف عن الخبز الذي يحصلون عليه من الإدارة الذاتية وغالباً ما يكون أسوأ ولكن بسبب ارتفاع سعر ربطة الخبز السياحي فهم مجبرون على شراء هذا الخبز.
وتباع ربطة الخبز السياحي بوزن لا يتجاوز 650 غراماً وبعدد سبعة أرغفة بسعر 4500 ليرة سورية.
وتشير الصالح إلى أن "سعر ربطة الخبز يرتفع بشكل مستمر من دون أن نشهد أي تحسن في جودته أو توفيره بكميات كافية وفي حال عدم وجودنا عند الموزع في أثناء ساعة توزيع الخبز فهذا يعني عدم حصولنا على مخصصاتنا من الخبز ليومين".
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة انتقاد واسعة من قبل صفحات وسكان محليين للارتفاع المتكرر في أسعار المواد الرئيسية في مناطق الإدارة الذاتية كالخبز والمحروقات إلى جانب زيادة الضرائب والرسوم في حين يترقب سكان المنطقة تحديد الإدارة الذاتية سعر شراء محصول القمح وسط تأكيدات بأن السعر سيكون أقل من السعر الذي حددته العام الفائت.