icon
التغطية الحية

إدانات واسعة للمجزرة الروسية في إدلب شمال غربي سوريا

2022.07.23 | 14:33 دمشق

مجزرة الجديدة
أكدت منظمات أممية وإنسانية على أن الأطفال السوريين يدفعون أبهظ الأثمان للعنف المستمر - الدفاع المدني
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أثارت المجزرة التي ارتكبتها روسيا، أمس الجمعة، في ريف إدلب شمال غربي سوريا ردود فعل وانتقادات واسعة، حيث نددت منظمات إنسانية ودولية وهيئات معارضة بالمجزرة، مؤكدين على أن الأطفال السوريين "يدفعون أبهظ الأثمان للعنف المستمر".

وفجر أمس الجمعة، استهدفت الطائرات الحربية الروسية مزرعة لتربية الدواجن يقطنها مهجرون ومنازل مدنيين على أطراف قرية الجديدة، في ريف إدلب الغربي، ما أدى إلى مقتل 7 مدنيين بينهم 4 أطفال من عائلة واحدة، وإصابة 12 آخرين بينهم 8 أطفال.

أطفال سوريا يدفعون أبهظ الأثمان

وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة "اليونيسيف" في الشرق الأوسط، أديل خضر، إن المجزرة الروسية "تذكر مروّع بأن الحرب على الأطفال لم تنته بعد"، مشددة على أن أطفال شمال غربي سوريا، وجميع أنحاء البلاد، "يدفعون أبهظ الأثمان للعنف المستمر".

وجددت المسؤولة الأممية التأكيد على أنه "ينبغي ألا يُستهدف الأطفال أبداً، بل ينبغي حمايتهم في كل الأوقات وأينما وجدوا"، مشيرة إلى أن أطفال سوريا "يستحقون العيش دون عنف أو خوف".

كما شدد المدير الإقليمي لمنظمة "أنقذوا الأطفال" الدولية في سوريا، تامر كيرلس، على أنّ "الحرب القاسية على الأطفال في شمال غربي سوريا يجب أن تتوقف".

"الإغاثة الإسلامية" تدين الغارة الروسية على إدلب

ودانت منظمة "الإغاثة الإسلامية" الغارة الروسية، والمعاناة المستمرة للأطفال في جميع أنحاء سوريا، مشيرة إلى أن أربعة أطفال صغار، كانوا من بين الذين قتلوا في الغارة، مرتبطين بأحد عمال المنظمة

وقال مدير مكتب "الإغاثة الإسلامية" في سوريا، أحمد محمود، إن "هؤلاء الأطفال الصغار، في حياتهم القصيرة، اضطروا بالفعل للفرار من منزلهم القديم لمحاولة الهروب من العنف، ولكن لا يوجد مكان آمن حقاً هنا، وبعد 11 عاماً لا يزال أطفال إدلب غير آمنين حتى في منازلهم".

وأضاف محمود أن "الناس في إدلب يشعرون أن العالم قد نسي أطفال سوريا، لكنهم ما زالوا يعانون كل يوم"، موضحاً أنه "نرى ارتفاع معدلات سوء التغذية ويكافح الناس لإطعام أسرهم مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وندرة فرص العمل، ويتسرب الأطفال من المدرسة لإيجاد عمل مؤقت أو العمل في الشوارع، والآن يتزايد القصف مرة أخرى أيضاً".

لا سلام في سوريا من دون عدالة

من جانب آخر، عبّرت الهيئات والكيانات السياسية المعارضة عن غضبها واستنكارها لهذه المجزرة، مطالبين الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان بإدانتها واعتبارها جرائم حرب ضد الإنسانية، والعمل على محاسبة مرتكبيها.

وقالت "هيئة التفاوض السورية" المعارضة، في بيان لها، إن القوات الروسية والميليشيات الإيرانية وقوات النظام "اعتادت استهداف المدنيين بشكل ممنهج، وتجريب أسلحتها وترسانتها العسكرية على الشعب السوري المشرد والمنكوب، وتهجيره من مدنه وقراه وملاحقته في مناطق النزوح والخيام".

وأكدت الهيئة على أنه "بات جلياً أن القيادة الروسية تعكس سياساتها عبر رسائل دموية بواسطة أشلاء الأطفال والنساء وكل من يقع في مرمى نيرانها لتحقيق أهدافها ومصالحها الدولية والإقليمية".

ودعت المجتمع الدولي للالتزام بتطبيق قراراته المتعلقة بالقضية السورية، وخاصة القرار 2118، والقرار 2254، وتشكيل هيئة حكم انتقالي، وتحقيق الانتقال السياسي الديمقراطي في سوريا، لأن استمرار هذه الجرائم مرتبط ارتباطاً وثيقاً مع استمرار النظام وأفعال داعميه".

وأكدت "هيئة التفاوض السورية" على ضرورة محاسبة جميع المتورطين في نظام الأسد وحلفائه بالدم السوري، مشيرة إلى أنه "حيث لا سلام مستدام في سوريا من دون عدالة".

صمت وتغاضي المجتمع الدولي

من جانبه، قال "الائتلاف الوطني السوري" المعارض إن "إجرام نظام الأسد وبوتين وحلفائهم لم يتوقف طوال السنوات الفائتة وهم غير مكترثين باتفاقيات ودعوات وقف إطلاق النار، بسبب غياب وجود موقف دولي جدي رادع لهم رغم وجود دلائل مفصلة وكاملة عن مرتكبي الجرائم وضحاياها الأبرياء".

وأكد الائتلاف على أن "ترك الشعب السوري يعاني تحت طائرات نظام الأسد وحلفائه هو جريمة يتحمل المجتمع الدولي المسؤولية نتيجة صمته وتغاضيه"، مشيراً إلى أن "الجريمة مستمرة، ودماء السوريين لم تجف منذ 11 عاماً، دون اتخاذ خطوات فعالة من قبل المجتمع الدولي لمحاسبة هذا النظام أو طرده من سوريا".

وشدد "الائتلاف الوطني" على أن "الجرائم التي حصلت في سوريا، وما تزال، تكررت في أوكرانيا، وستتكرر في دول أخرى، إذا لم يتم إيقاف إجرام روسيا والقضاء على مصادر الإرهاب والقتل والتدمير، نظام الأسد وميليشيات إيران".

المسارات السياسية لا تجدي نفعاً

وفي سياق ذلك، أصدر "المجلس الإسلامي السوري" بياناً أكد فيه على أن "مثل هذه الاعتداءات تثبت للقائمين على العملية السياسية، من الأمميين والمحليين، أن المسارات السياسية لا تجدي نفعاً مع الآثمين والمعتدين"، مشدداً على أن "العملية السياسية مجرد وهم لا يمكن أن تعيد حقاً مغتصباً بالقوة، ولا أن تحفظ دماً مهدوراً عند عدوٍ غاصب".

وقال المجلس في بيان له، إن "قتل الأطفال الآمنين الأبرياء جريمة تستحق أن تتحرك لها جمعيات حقوق الإنسان وجمعيات الطفولة"، مؤكداً على أن "هذه الدماء يجب أن تُلهب بندقية الثورة وراياتها، وتحرك الشارع الثوري، فهو أولى من غيره بالرد على هذه المجزرة".

وأشار إلى أن "الضامن الذي يتولى حماية هذه المنطقة دولياً مطالب بموقف واضح تجاه هذا القصف الهمجي، الذي هو خرق لكل الأعراف الدولية في حماية المناطق التي يضمن سلامتها دولياً، ومطالب بمراجعة اتفاقياته وسياسته مع من يقتل أطفالنا في مهدهم".

ودعى "المجلس الإسلامي السوري" الأمة الإسلامية، بكل قواها السياسية والوطنية "لتشكيل صف واحد في وجه هذا العدوان الموجه إلى الأمة عبر الشعب السوري، ودعاهم إلى التعبير بكل الوسائل المتاحة عن استنكارهم لهذه الجريمة المروّعة".