ما تزال قضية إيواء طالبي لجوء في أحد فنادق بلدة ألبيرخن تشغل وسائل الإعلام الهولندية ولا سيما بعد أن تم إشعال النار فيه بالتزامن مع قرار قضائي لصالح وكالة إيواء اللاجئين "الكوا"، وجاء ذلك بعد أن شهدت البلدة احتجاجات رافضة لاستقبال اللاجئين.
وفي التفاصيل، اشتعلت النيران قبل أيام في الفندق الذي يتم تجهيزه كمركز طالبي اللجوء في ألبيرخن التابعة لبلدية توبيرخن في مقاطعة أوفرايسل شرقي البلاد.
وتم شراء الفندق في البلدة من قبل الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء "COA" لتحويله إلى مركز لطالبي اللجوء.
وحققت الشرطة الهولندية في الحريق لكنها لم تستطع التأكيد بشكل قاطع أنه كان حريقاً متعمداً ولم يتم القبض على أي شخص حتى الآن، بحسب ما ذكر موقع تلفزيون "أر تي في أوست" الهولندي.
وأجرت الشرطة مسحاً للحي ولا تزال تبحث عن لقطات كاميرات مراقبة من المنطقة.
تم اكتشاف الحريق في نحو الساعة 6:15 صباح يوم الأحد الماضي، وقال متحدث باسم الشرطة إن النيران اشتعلت في أشجار بجوار الفندق، كما تظهر الصور أن النيران أحرقت جزءاً من واجهة الفندق، لكن لم يصب أحد، وفق التلفزيون الهولندي.
ومن المتوقع وصول طالبي اللجوء إلى فندق "t Elshuys" السابق في البلدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وفي الأثناء، تقوم مؤسسة إيواء اللاجئين "COA" بتجديد المبنى بحيث يمكن أن يستوعب ما بين 150 و 300 شخص.
كما تريد "كوا" أيضاً الدخول في مناقشات مع الجيران والبلدية، بحسب ما يقول مدير "كوا" ميلو شوينماكر، مضيفاً "نريد الآن تهدئة الأمور.. لقد حدث الكثير، وقيل الكثير وأثيرت مخاوف. دعونا نتحدث عما نريد، وآمل أن يكون الجميع منفتحاً على ذلك".
تقليل العدد ورفض تمديد بقاء اللاجئين
بدوره، عقد مجلس بلدية توبيرخن اجتماعاً تبنى فيه استيعاب مئة إلى مئة وخمسين شخصاً "كحد أقصى" في الفندق.
ورفض المجلس بالإجماع وضع وحدات سكنية إضافية في الموقع لإفساح المجال لأعداد أخرى من طالبي اللجوء.
ويريد المجلس أيضاً أن ينتهي الاستقبال في غضون الفترة المتفق عليها، وبالتالي لا يتم تمديده مؤقتاً.
وتمت مناقشة الظروف التي تكون بلدية توبيرخن بموجبها مستعدة لاستقبال طالبي اللجوء في ألبيرخين.
يشار إلى أن مطالب المجلس "ليست ملزمة" فبحال قررت الحكومة استقبال أكثر من 150 طالب لجوء ووضعهم خارج الوحدات فيمكنه فعل ذلك، وفق تلفزيون "أر تي في اوست".
مالكة الفندق خسرت القضية
وقبل أيام، خسرت المالكة السابقة للفندق دعوى قضائية حاولت فيها التراجع عن عملية البيع، وفازت "كوا" بالقضية.
ووفقاً لمالكة الفندق ماريا اولدا هيوفيل، فإن البيع إلى COA تضمن "خداعاً"، حيث تقول إنها لم تكن تعلم أن ما بين مئتين وثلاثمئة طالب لجوء سيقيمون في الفندق، وكررت عدة مرات خلال الجلسة "لأنني لم أكن لأبيعها أبداً لو علمت ذلك".
ووفقاً لـ COA، كانت مالكة الفندق على علم بأعداد طالبي اللجوء، وأثبتت ذلك من خلال العديد من رسائل البريد الإلكتروني ورسائل الواتساب والمحادثات بين الوسيط والمشتري.
ووصفت "كوا" اتهامات مالكة الفندق بأنها "سخيفة"، وتقول إن أولدا تحاول إلغاء عملية البيع بسبب "ضغوط كبيرة من مجتمع البلدية".
بدوره، أشار محامي COA أيضاً إلى مركز تسجيل طلبات اللجوء في تير آبل: "الملاجئ مكتظة وهناك أزمة استقبال.. هناك حاجة ماسة لفتح مواقع إضافية".
وحكم القاضي لصالح "كوا" في القضية التي حضرها جلستها العشرات من السكان المحليين، وفتحت محكمة ألميلو غرفتين إضافيتين للجمهور.
وتأمل COA في استيعاب أول طالبي لجوء في الفندق السابق بحلول نهاية أيلول/سبتمبر.
كاميرات مراقبة
وقامت الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء "COA" بتركيب كاميرات مراقبة في فندق اللجوء، كما سيكون أحد حراس الأمن موجودا أيضاً في المكان.
واقترح عشرات الهولنديين في البلدة إشعال النار في الفندق ونالت تلك الاقتراحات إعجاب عشرات الأشخاص، بحسب ما ذكرت صحيفة "ألخمين داخبلاد".
وقبضت الشرطة على شخص بسبب دعوة على فيس بوك لإشعال النار في المكان وحُكم عليه من خلال محاكمة سريعة بـ 40 ساعة خدمة مجتمعية بتهمة "التحريض".
وقال المتحدث باسم الشرطة: "نحن لا نتعامل مع الأمر باستخفاف ولسنا عمياناً".
احتجاجات ضد استقبال اللاجئين
وشهدت بلدة ألبيرخن خلال الأيام الماضية اضطرابات بعد أن أجبرت الحكومة بلدية المنطقة على استقبال عدد من طالبي اللجوء في الفندق.
ونظم مئات الهولنديين في الأسبوع الماضي مسيرة صامتة في المدينة رفضاً لاستقبال طالبي اللجوء في البلدة، وشارك في المسيرة الاحتجاجية ما بين 400 و 500 شخص من أهالي البلدة التي تضم ما بين 3000 و 3500 نسمة.
ومنذ بداية العام الجاري، وصل أكثر من 13 ألف لاجئ سوري إلى هولندا.
اقرأ أيضا: أزمة اللجوء تتواصل في هولندا والحكومة تضغط على البلديات
وخلال الربع الثاني من العام الجاري، شكّل السوريون غالبية الذين تقدموا بطلبات لجوء في هولندا، حيث بلغ عددهم بالمجمل 2260 شخصاً.
وعلى مدار الأعوام العشرة الماضية من عمر الحرب في سوريا، لجأ عشرات الآلاف من السوريين إلى هولندا وحصل عدد كبير منهم على الجنسية فيها بينما ينتظر البقية الحصول عليها بعد استيفاء الشروط اللازمة.