icon
التغطية الحية

أزمة اللجوء تتواصل في هولندا والحكومة تضغط على البلديات

2022.08.27 | 17:15 دمشق

هولندا
مركز لإيواء طالبي اللجوء في هولندا
هولندا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

ما تزال أزمة اللجوء في هولندا مستمرة فيما تسعى الحكومة لإيجاد حلول لم تتوصل لها حتى الآن وسط انتقادات متصاعدة من المنظمات التي تعنى بشؤون طالبي اللجوء الذين يعانون من أوضاع سيئة جداً.

ويقيم الآلاف من طالبي اللجوء في ملاجئ الطوارئ المؤقتة بانتظار الحصول على تصاريح الإقامة في البلاد وسط ظروف غير إنسانية.

وتواجه مؤسسة إيواء الإيواء "COA" المسؤولة عن إسكان طالبي اللجوء، مشكلة خطيرة تتعلق بالإمكانات والقدرات، كما أن وقت الانتظار في مركز تسجيل طالبي اللجوء في تير آبل طويل جداً وسط ظروف سيئة جداً، بحسب وسائل إعلام هولندية.

تحذير من تفشي الأمراض في "تير آبل"

وفي الأسابيع الماضية، شهد مركز تسجيل طلبات اللجوء في مدينة تير آبل ازدحاماً كبيراً وتم نقل عدد من كبير من اللاجئين إلى مراكز إيواء طارئة مؤقتة.

وقبل أيام نُقل مئات من طالبي اللجوء من مركز تقديم الطلبات في تير آبل إلى مواقع أخرى في مدن أوترخت وستادسكانال وزويدبروك وألميرة وخرونينجن، بحسب ما تقول الوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء (COA).

ودقت مفتشية الصحة ورعاية الشباب (IGJ) ناقوس الخطر بشأن الوضع الصحي في تير آبل، حيث اضطر المئات من طالبي اللجوء للنوم في الخارج في الليالي الأخيرة وبحسب "IGJ" هناك نقص تام في النظافة وبالتالي كان من الضروري "التدخل الفوري".

ووفقاً للمفتشين فإن الظروف "مروعة"، ويتحدث المفتشون عن "نقص المياه الصالحة للشرب والمراحيض (النظيفة) والحمامات والمغاسل والمأوى". ونتيجة لذلك حذروا من "خطر تفشي وانتشار الأمراض المعدية".

وبحسب COA، فإن بعض طالبي اللجوء في تير آبل يرفضون مغادرة تير آبل، خوفاً من التأخر في إجراءات التسجيل لاحقاً.

وبحسب وسائل الإعلام الهولندية فإن الوضع مروع ليس فقط في تير آبل بل في مراكز الإيواء الأخرى التي تشهد فقدان بعض المرافق.

كما أن الوضع مقلق أيضاً في عدد من مراكز إيواء اللاجئين الحاصلين على الإقامات كونها مكتظة.

ووفقاً لشبكة "سي بي إس"، فإن آلاف اللاجئين بدؤوا بالوصول إلى هولندا في عام 2021 بعد انتهاء أزمة كورونا.

ومنذ بداية العام الجاري، وصل أكثر من 13 ألف لاجئ سوري إلى هولندا، وخلال الربع الثاني من العام الجاري كان غالبية من تقدموا بطلب لجوء في هولندا من السوريين حيث بلغ عددهم بالمجمل 2260.

وينص القانون الهولندي على أنه يجب إبلاغ طالبي اللجوء في غضون ستة أشهر بما إذا كان بإمكانهم البقاء في هولندا، لكن ما يزيد قليلاً على 1600 شخص في الشهر الماضي انتظروا لفترة أطول.

وبعد أن يحصل طالبو اللجوء على تصريح إقامة عليهم الانتظار الحصول على منزل يسكنون فيه وقد تمتد فترة الانتظار لعدة أشهر.

ومن أجل التمكن من توفير أماكن لجميع طالبي اللجوء الذين يحق لهم اللجوء، تهدف "COA" إلى توفير أماكن أكثر لاستقبال اللاجئين على مدار العام.

ه
أزمة اللجوء في هولندا

وفي حزيران من العام الجاري، كانت هناك سعة استقبال لما يزيد على أربعين ألف شخص (مقسمة على 112 مكان استقبال)، ولكن لا يمكن استيعاب الجميع في كل مراكز طالبي اللجوء، على سبيل المثال، ترحب بعض البلديات فقط بالحاصلين على إقامات أو طالبي اللجوء الذين يمتلكون فرصاً للحصول على الإقامة، كما أن لدى طالبي اللجوء أيضاً احتياجات مختلفة؛ بعض الأسر تريد البقاء معاً، وطالبو اللجوء من "أصحاب الهمم" الذين لديهم كرسي متحرك يحتاجون إلى غرفة أكثر اتساعاً.

وبسبب الإغلاق المرتقب لبعض مراكز الإيواء في الفترة القادمة من المتوقع أيضاً أن ينخفض عدد الأماكن لأقل من 39000 شخص في غضون بضعة أشهر قادمة، ومن أجل تحقيق سعة الاستقبال الكافية يجب إضافة 10000 سرير إضافي بحلول 1 يناير 2023.

الأوكرانيون وأزمة اللجوء

وبحسب وسائل إعلام هولندية لا يشكل وصول اللاجئين الأوكرانيين أي ضغط على استقبال طالبي اللجوء، فبفضل مخطط الاتحاد الأوروبي، لا يتعين على أي شخص يفر من أوكرانيا التقدم بطلب للحصول على اللجوء، وبالتالي البلديات الهولندية مسؤولة عن استقبالهم وليس "COA".

منظمة مساعدة اللاجئين "VWN"، التي تمثل مصالح اللاجئين وطالبي اللجوء في هولندا، لم تتفاجأ من الوضع الحالي، وقالت المتحدثة باسم VWN إيفيتا بلومهوفيل: "في عام 2015، جاء العديد من اللاجئين إلى هولندا بسبب الحرب في سوريا، وكان لابد من زيادة مراكز استقبال اللجوء بشكل كبير في وقت قصير".

في ذلك العام، تم تسجيل أكثر من 43 ألف طالب لجوء في هولندا. ومنذ عام 2016، انخفض عدد اللاجئين السوريين الذين تقدموا بطلبات للحصول على اللجوء في هولندا، وفي شباط من ذلك العام، تم إغلاق آخر مركز إيواء طارئ، ثم قررت وزارة العدل والأمن أنه من الممكن تقليل مراكز الإيواء.

وشمل ذلك إغلاق العشرات من مراكز طالبي اللجوء (45 في عام 2017، و11 أخرى في عام 2018) وعدم تجديد عقود عدة مئات من الموظفين في كل من COA وIND: منذ تلك اللحظة، بدأت أوقات الانتظار في الازدياد يقضي الناس فترة أطول في مواقع الاستقبال، بحسب منظمة VWN.

ويعد إغلاق تلك المراكز وعدم تجديد عقود الموظفين في COA و IND السبب الأبرز لأزمة اللجوء الحالية.

استقبال إجباري للاجئين في هولندا

وفي مسعى منها لإيجاد حلول للأزمة، أعلنت الحكومة الهولندية قبل أيام أنها ستجبر البلديات على استقبال طالبي اللجوء.

وكتب وزير شؤون اللجوء والهجرة إريك فان دير بورغ ووزير الإسكان هوغو دي جونج إلى مجلس النواب قبل أيام أنه إذا رفضت البلديات استخدام مبنى حكومي كمركز لطالبي اللجوء، يمكن لمجلس الوزراء فرض ذلك من الآن فصاعداً.

ويمكن بعد ذلك للوكالة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء (COA) شراء المبنى وجعله مناسباً لاستقبال طالبي اللجوء. وكتب الوزراء أن الحكومة تفضل عدم الوصول إلى هذا الحد لكنها ستبقي هذا الخيار مفتوحاً من الآن فصاعداً.

ويجري مجلس الوزراء محادثات مع البلديات منذ فترة لترتيب المزيد من أماكن الاستقبال.

ويقول فان دير بورغ ودي جونج إنه سيتم استخدام المباني المملوكة للحكومة المركزية كمراكز لطالبي اللجوء، حتى لو كانت البلدية والسكان لا يريدون ذلك.

وبحسب تقارير إعلامية فإن هناك عددا من البلديات ترفض استقبال طالبي اللجوء وكان آخرها بلدية توبيرخن في مقاطعة أوفرايسل شرقي البلاد والتي شهدت خلال الأيام الماضية اضطرابات بعد أن أجبرتها الحكومة على استقبال عدد من طالبي اللجوء في أحد الفنادق في بلدة ألبيرخن الأمر الذي أغضب عددا كبيرا من السكان ودفعهم للخروج بتظاهرات لرفض استقبال اللاجئين الذين يقدر عددهم بـ 300 شخص.

اتفاقيات بين الحكومة والبلديات الهولندية

وقبل أيام، عقد مجلس الوزراء الهولندي والبلديات اتفاقيات مختلفة حول استقبال اللاجئين. حيث يجب على البلديات ترتيب السكن لـ 20 ألف من حاملي الإقامات هذا العام.

وفي الوقت الحالي هناك ما يقرب من سبعة عشر ألفاً ما زالوا يعيشون في مركز لطالبي اللجوء. الأمر الذي تسبب بمشكلات هائلة في مركز تسجيل طالبي اللجوء في مدينة تير آبل.

والعديد من البلديات متخلفة في أداء واجباتها بتأمين سكن لطالبي اللجوء، وهناك قوائم انتظار ضخمة للإسكان الاجتماعي ويتم بناء عدد قليل جداً من المنازل التابعة للسكن الاجتماعي.

ه
أزمة اللجوء في هولندا

الإعلام العالمي وأزمة اللجوء في هولندا

اهتمت وسائل الإعلام العالمية أيضاً بأزمة اللجوء في هولندا ولا سيما في مركز تسجيل طلبات اللجوء في تير آبل.

ونقلت صحيفة الغارديان عن عمدة خرونينجن كوين شويلينج قوله: "لقد وصلنا إلى أدنى نقطة في بلدنا"، فيما تناولت صحيفة Het Laatste Nieuws البلجيكية الأزمة أيضاً وأيدت عوة المفوضية الأوروبية لإجراء تحقيق شامل في وفاة الطفل في تير آبل قبل أيام.

كما كتبت الإذاعة البلجيكية VRT على موقعها أن الوضع في تير آبل يزداد سوءاً كل يوم، وأجرت لقاءات مع عدد من طالبي اللجوء الذين يعانون من الوضع السيئ.

ه
أزمة اللجوء في هولندا

اقرأ أيضا: هولندا تحقق في وفاة رضيع بمركز مكتظ بطالبي اللجوء

أما على محطة الإذاعة الفرنسية Ouest-France، فتتم مقارنة الوضع في تير آبل مع الوضع في مخيم موريا للاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية، وتشير الإذاعة إلى احتجاج سكان تير آبل.

وفي إسبانيا، تشرح نيكول فان باتنبرغ من الصليب الأحمر على "يورونيوز" مدى سوء الوضع في تير آبل "هناك الكثير من القمامة على الأرض. مقصورات المراحيض سيئة. إنه وضع مروع، ليس جيداً للناس وبالتأكيد ليس آمناً".

بدورها تعنون الصحيفة الألمانية "Rheinische Post": "مات الطفل في مأوى للطوارئ. نظام اللجوء الهولندي على وشك الانهيار"، وتشرح الصحيفة الألمانية للقراء أن هولندا تواجه أزمة في استقبال طالبي اللجوء، ووصفت وفاة الطفل بأنها تحول دراماتيكي للأحداث زاد من الضغط على الحكومة في لاهاي.

كما تناولت وسائل إعلام أخرى كأسوشيتد برس الوضع المزري في مراكز الإيواء في هولندا.