icon
التغطية الحية

هولندا لا تتسع للاجئين.. إجلاء مئات المهاجرين من أمام مركز تير أبيل

2022.08.30 | 06:23 دمشق

إجلاء مئات المهاجرين من أمام مركز تير أبيل
إجلاء مئات المهاجرين من أمام مركز تير أبيل في هولندا
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أعلنت وكالة اللاجئين الهولندية إجلاء ما يقارب 700 طالب لجوء كانوا يفترشون العراء لأسابيع قبالة مركز تير أبيل لاستقبال طالبي اللجوء في هولندا، وذلك بعد مناشدات أطلقتها منظمات إنسانية خاصة بعد وفاة طفلة داخل المركز الأسبوع الفائت.

وبعد أسبوع من تسليط  الصحافة المحلية الضوء على أزمة طالبي اللجوء في مركز تير أبيل، قالت ليون فيلدت المتحدثة باسم وكالة اللاجئين الهولندية: "تم نقل عدة مئات من الأشخاص بالحافلات في وقت متأخر من الليلة الماضية (الجمعة) إلى أماكن استقبال أخرى في البلاد.. نأمل في أن يعود الوضع إلى طبيعته في تير أبيل".

وفي المقابل أكدت وسائل إعلام محلية أن العشرات بقوا قبالة المركز، خوفاً من فقدان أماكنهم في الطابور وبالتالي ضياع فرصة حصولهم على مكان في الداخل.

وعجزت الحكومة الهولندية عن تأمين مراكز إيواء لمئات من طالبي اللجوء افترشوا الأرض أمام مركز تير أبيل الذي يغص باللاجئين، وهو عبارة عن صالة رياضية، ووصلت فرق تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود الأسبوع الفائت للمكان لتقديم بعض المساعدة إلى جانب منظمات إغاثية أخرى، وذلك بعد وفاة طفلة في المركز تبلغ من العمر ثلاثة أشهر، في الـ 24 من الشهر الجاري.

إجلاء مئات المهاجرين من أمام مركز تير أبيل في هولندا

وضع مأساوي

وبحسب موقع مهاجر نيوز المختص بشؤون اللاجئين في العالم: الوضع في محيط تير أبيل كان مأساويا بشكل حقيقي. أكثر من 700 مهاجر وطالب لجوء افترشوا الطرقات والأرصفة حول المركز. انتشرت الخيام في المنطقة والمرافق الصحية والخدماتية المختلفة التي أمنتها السلطات لخدمة هذا العدد الكبير. ثلاثة أسابيع تقريبا اضطر هؤلاء خلالها للنوم في العراء، متحملين الظروف المناخية وصعوبة الوصول لنقاط الاغتسال واستخدام حمامات متسخة، آملين بالحصول على فرصة للدخول للمركز أو إرسالهم لمراكز أخرى".

وتقارن جوديث سارجينتيني، المديرة الإقليمية لمنظمة أطباء بلا حدود الوضع في مركز تير أبيل بمخيمات المهاجرين المزدحمة في اليونان، فتقول: "هؤلاء الأشخاص السبعمئة ينامون في العراء من دون حمام والمرافق المقدمة لهم سيئة جداً، ولم تقدم لهم المؤسسات أي رعاية صحية، لذا قد يزدحم هذا المكان كحال الجزر اليونانية، ولكن إن أتى شخص إلى هنا بعد قطع رحلة طويلة بصفة لاجئ، وهو يعتقد بأنه وصل إلى بر الأمان، ثم تعرض للإهمال، وصار ينام كهؤلاء، فلا بد أن يمرض حتى لو كان سليماً معافى".

وأضافت أن شخصين تم نقلهما إلى المشفى يوم الخميس، أحدهما رجل أصابته نوبة قلبية، والثاني لم يعد الدواء متوفراً لديه كونه مصاباً بداء السكري.

ثمة سببان لظهور هذه الأزمة في تير أبيل، وذلك لأن معالجة طلبات اللجوء قد تستغرق شهوراً طويلة بعد وصول المهاجرين إلى تلك الدولة الآمنة، إلا أن هؤلاء المهاجرين قد يتم إبلاغهم في نهاية المطاف بأنهم لا يحق لهم البقاء هنا. ثم إن أزمة السكن تعني في الغالب الأعم عدم توفر مكان لاستقبال اللاجئين بمجرد حصولهم على إقامة، ولهذا يبقون في مراكز اللجوء.

التمييز بين اللاجئين

في الوقت الذي قدمت فيه الكثير من القرى والمدن الهولندية أماكن لإسكان الأوكرانيين الذين فروا من الحرب الدائرة في بلدهم، خفت الترحيب ببقية طالبي اللجوء القادمين من دول أخرى، إذ معظم من يصلون لتير آبيل هم من السوريين الذين هربوا من الحرب الطاحنة في بلدهم.

يقول ساندير تشاب من منظمة إغاثية تعنى باللاجئين: "تم تأمين بيوت لنحو 60 ألف أوكراني في البلديات، ما يعني أن الأمر ممكن، ولكن عندما يتصل الأمر باللاجئين من غير الأوكرانيين، ومعظمهم قدم من سوريا أو تركيا أو أفغانستان، نجد البلديات تتجاهل الأمر".

وفي مؤشر يدل على تنامي الحقد بسبب الوضع بين الأهالي، خرجت مجموعة للتظاهر يوم الخميس ليلاً بالقرب من مركز اللجوء، وقد حمل من خرجوا فيها لافتات كتبوا عليها: "اللاجئون الحقيقيون أوكيه أما مثيرو المشكلات فليرحلوا" و"كفوا عن الإزعاج".

يذكر أن الوضع في مراكز اللجوء الهولندية قد ساء لدرجة دفعت إحدى المنظمات الإغاثية لرفع دعوى ضد الحكومة ووكالة اللاجئين فيها أمام المحكمة حتى تقوما بالتحسينات اللازمة، إلا أنه لم يرد أحد من أعضاء تلك الوكالة على الموضوع يوم الخميس.