icon
التغطية الحية

سوريون: صدمنا بالواقع.. مأساة طالبي اللجوء في هولندا

2022.08.26 | 14:36 دمشق

لارى
حال اللاجئين في مركز إيواء بقرية تير آبيل بهولندا
إيه بي سي نيوز - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تعتني منظمات إغاثية بالمئات من المهاجرين ممن يبيتون خارج المركز المزدحم المخصص لطالبي اللجوء في هولندا وذلك في الوقت الذي تحقق فيه السلطات الهولندية بوفاة رضيع في أحد تلك المراكز قبل يوم من نوم المهاجرين في العراء. حيث قام فرع منظمة أطباء بلا حدود في هولندا بإرسال المسعفين والكوادر الطبية إلى قرية تير آبل الصغيرة الواقعة شمال شرقي هولندا وذلك ليقدموا الإسعافات الأولية وغيرها من المساعدات. كما من المتوقع وصول مشفى متنقل يوم الجمعة، بحسب ما ذكرته جوديث سارجينتيني، المديرة الإقليمية لهذه المنظمة، وتلك هي المرة الأولى التي تستدعى فيها تلك المنظمة الإنسانية لتمد يد العون عند ظهور أزمة في هولندا.

إذ خلال ليلتين متواليتين، نام ما يقرب من 700 شخص في العراء لأن مركز استقبال اللاجئين الذي يتسع رسمياً لألفي طالب لجوء لم يعد قادراً على استقبالهم، بعدما تعبت الحكومة الهولندية وهي تحاول تأمين مكان عاجل لإقامتهم.

بدائل تعيسة

مع ارتفاع درجات الحرارة وتجاوزها لـ 30 درجة مئوية يوم الخميس الماضي، تمدد مهاجرون بكسل فوق بطانياتهم المؤلفة من أربع طبقات والمثبتة بأوتاد خشبية، وبعضهم لجأ إلى ظل مركز الصليب الأحمر هناك بما أن شبكة الاتصال بالإنترنت (الواي فاي) متوفرة ضمن تلك المساحة، إلى جانب توفر الكهرباء اللازمة لشحن هواتفهم.

 

 

في حين تشاجر آخرون أثناء محاولتهم ركوب إحدى الحافلات ليصلوا إلى المدينة المجاورة. وداخل إحدى الخيام، قام أحد المسعفين بفحص المهاجرين الراغبين بالحصول على رعاية طبية، في حين استخدمت أحواض السباحة الزرقاء البلاستيكية المخصصة للأطفال لغسل الملابس، إلى جانب نصب رتل صغير من المراحيض المحمولة بالقرب من المساحات المغطاة.

 

تقارن سارجينتيني الوضع هنا بمخيمات المهاجرين المزدحمة في اليونان، فتقول: "هؤلاء الأشخاص السبعمئة ينامون في العراء دون حمام والمرافق المقدمة لهم سيئة جداً، ولم تقدم لهم المؤسسات أي رعاية صحية، لذا قد يزدحم هذا المكان كحال الجزر اليونانية، ولكن إن أتى شخص إلى هنا بعد قطع رحلة طويلة بصفة لاجئ، وهو يعتقد بأنه وصل إلى بر الأمان، ثم تعرض للإهمال، وصار ينام كهؤلاء، فلا بد وأن يمرض حتى لو كان سليماً معافى"، وأضافت بأن شخصين تم نقلهما إلى المشفى يوم الخميس، أحدهما رجل أصابته نوبة قلبية، والثاني لم يعد الدواء متوفراً لديه كونه مصاباً بداء السكري.

 

 

ذكر وزير اللجوء والهجرة، إيريك فان دير بيرغ، للصحفيين، بأنه "صدم كثيراً" عندما بلغه نبأ وفاة رضيع يبلغ من العمر ثلاثة أشهر، وقد تم فتح تحقيق لمعرفة سبب الوفاة.

إذ يخبرنا محمد علي وهو سوري يبلغ من العمر 34 عاماً، قطع أوروبا كلها ليصل إلى هولندا، ويقيم في تير آبيل منذ شهر، بأنه صدم بسبب الظروف في هذا المكان، حيث قال: "صدمت بسبب الظروف السيئة هنا لأني لم أسمع عن ذلك أبداً".

ثمة سببان لظهور تلك الأزمة في تير آبيل، وذلك لأن معالجة طلبات اللجوء قد تستغرق شهوراً طويلة بعد وصول المهاجرين إلى تلك الدولة الآمنة، إلا أن هؤلاء المهاجرين قد يتم إبلاغهم في نهاية المطاف بأنهم لا يحق لهم البقاء هنا. ثم إن أزمة السكن تعني في الغالب الأعم عدم توفر مكان لاستقبال اللاجئين بمجرد حصولهم على إقامة، ولهذا يبقون في مراكز اللجوء.

التمييز بين اللاجئين

في الوقت الذي قدمت فيه الكثير من القرى والمدن الهولندية أماكن لإسكان الأوكرانيين الذين فروا من الحرب الدائرة في بلدهم، خفت الترحيب ببقية طالبي اللجوء القادمين من دول أخرى، إذ معظم من يصلون لتير آبيل هم من السوريين الذين هربوا من الحرب الطاحنة في بلدهم.

يقول ساندير تشاب من منظمة إغاثية تعنى باللاجئين: "تم تأمين بيوت لنحو 60 ألف أوكراني في البلديات، ما يعني أن الأمر ممكن، ولكن عندما يتصل الأمر باللاجئين من غير الأوكرانيين، ومعظمهم قدم من سوريا أو تركيا أو أفغانستان، نجد البلديات تتجاهل الأمر".

وفي مؤشر يدل على تنامي الحقد بسبب الوضع بين الأهالي، خرجت مجموعة للتظاهر يوم الخميس ليلاً بالقرب من مركز اللجوء، وقد حمل من خرجوا فيها لافتات كتبوا عليها: "اللاجئون الحقيقيون أوكيه أما مثيرو المشكلات فليرحلوا" و"كفوا عن الإزعاج".

يذكر أن الوضع في مراكز اللجوء الهولندية قد ساء لدرجة دفعت إحدى المنظمات الإغاثية لرفع دعوى ضد الحكومة ووكالة اللاجئين فيها أمام المحكمة حتى تقوما بالتحسينات اللازمة، إلا أنه لم يرد أحد من أعضاء تلك الوكالة على الموضوع يوم الخميس.

تخبرنا سارجينتيني بأنها ترغب أن يحدث تغيير في القريب العاجل، لكنها ليست بمتفائلة، إذ تقول: "إن كان بوسعنا أن نرحل غداً لأن الحكومة ستتولى الأمور فسنفعل، ولكننا سنبقى نحن والصليب الأحمر هنا في الوقت الراهن لنقدم للناس المساعدة التي يحتاجونها".

المصدر: إيه بي سي نيوز